قيل إن رمضان يعنى أشياء كثيرة، وهناك من فكر بان حروف كلمة «رمضان» تدلنا على ما يلي: «ر» رحمة «م» مغفرة «ض» ضمان الجنة «ا» امان من النار «ن» نور من الله العزيز الغفار، اللهم بلغنا رمضان، وتمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور ويلهج اللسان بدعاء بلوغ رمضان. ونستقبل الشهر الكريم لتصفو النفس وتشف الروح ويتنسم الإنسان عطر أيام تعلو فيها قيم الخير والبر والإنسانية والعطاء. ويتهيأ كل منا لمد يده بكل ما يمكنه أن يعطى لمن حوله، فهذه هى السمة الفريدة التى يتميز بها الشهر الكريم عن باقي الشهور والأيام. شهر العبادات والطاعات والتاريخ والحاضر والمستقبل، وبين أيدينا وفي قلوبنا نور رمضان، وقيم رمضان. لكن يلاحظ أن البعض يتعامل مع الشهر الفضيل وكأنه محطة من القيم العابرة، ولدينا في ذلك شواهد عدة، فالغلاء المبالغ فيه ظاهرة مذمومة. نعم قيم رمضان تفرض التعامل الجميل مع المستهلك، لكن الشهر الكريم ليس محطة مؤقتة من القيم المؤقتة، فرمضان كنز من الأخلاقيات التي تفقد معناها في حالة الانقطاع، وإنما يقدر هذا الشهر من يتأثر بفضائله ومثله دائماً وأبداً. وقد صدرت فتوى سعودية بحرمة استغلال موسم رمضان والعيد من قبل بعض التجار ورفع الأسعار على الناس، مؤكدة أن الغلاء يعتبر «ظلماً للمسلمين وإضراراً يستحق فاعله العقوبة المغلظة والتشهير إن دعت الحاجة لذلك». وقالت الفتوى «أمر الله عزَّ وجلَّ المسلمين بالسعي في مصالح إخوانهم ونهاهم عن الإضرار بهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار»، مشيراً إلى أنّ رفع الأسعار ضرر وهو مثل الاحتكار، مؤكدًا على حرمة رفع الأسعار من غير موجب والإضرار بالناس، بحسب صحيفة «عكاظ» السعودية. ودعت الفتوى التجار إلى تقوى الله وعدم الإضرار بالناس وعدم استغلال المواسم؛ مثل رمضان والعيد لرفع الأسعار واستغلال حاجات الناس، لافتة إلى أن التاجر يجب أن يراعي مصالح الناس كما يراعي مصلحته؛ تحقيقاً لمعاني الإخوة الإسلامية والتكافل الاجتماعي، كما دعت الناس للاعتدال والتوازن وعدم استغلال الشهر للتسوق والشراء فقط، مما يجعل التجار يستغلون ذلك الأمر لرفع الأسعار. وشدّدت الفتوى على ضرورة معاقبة التجار المحتكرين والمغالين في الأسعار ومنعهم من هذه الأفعال؛ معللة بذلك بأن ما يقومون به أمر محرم شرعاً ولا يجوز، ووردت فيه أحاديث تدل على حرمة هذا الفعل، مبينة أن عقابهم ومنعهم كفيل بردع الآخرين، خصوصاً أن بعضهم يستغل حاجة الناس، وفيهم الضعاف وأصحاب الدخل المحدود. [email protected]