دشنت شرطة امن المجتمع بمحلية الخرطوم امس حملة الابادة لمدخلات الشيشة وذلك بمحكمة النظام العام بالديم وخاطب حفل الابادة معتمد الخرطوم عبدالملك البرير الذي اكد اهمية الحملة في ابادة كافة مدخلات الشيشة التي وصفها بانها من ابرز العلامات السالبة بالمجتمع وتأتي الارادة لتنظيف المحلية بعد ان طفح الكيل وفاض وبات حالة مرضية استدعت تشريع عقوبات للحد من الظاهرة، وقال البرير ان القرار جاء اثر توجيهات من والي ولاية الخرطوم الدكتور عبدالرحمن احمد الخضر وقد حظر بموجب القرار تعاطي الشيشة في الاماكن العامة ووضع عقوبات رادعة بكل من تسول له نفسه بمخالفة القانون وتحدث عبدالقيوم فتح الرحمن حسين رئيس اللجنة القومية - مجلس محلية الخرطوم قائلا انه وعند شروع المحلية في تشريع القانون تم استصحاب المخاطر الجمة ذات المردود الصحي والمجتمعي السالب فالشيشة على المستوى الصحي لها آثار ضارة لمرضى القلب وهنالك ممارسات غير منظورة في عالم الشيشة تسهم في تفشي امراض اجتماعية ومنها المخدرات وولوج الطلاب لهذا العالم بكل مخاطره اضافة الى بروز ظاهرة التدخين الجماعي الذي تتجاوز مضاره الفرد الى المجموعة واشار عبدالقيوم الي وجود عدد كبير من العمالة الاجنبية في محلات تعاطي الشيشة وان ثقافة هؤلاء العمال غير متوائمة مع الثقافة السودانية واشار عبدالقيوم الى ولوج عدد من الفتيات الوافدات اللائي يرتدين ملابس غير محتشمة ما جعل التعجيل بانفاذ قانون الحظر امرا حيويا وكان لابد للدولة من التصدي للظاهرة بوضع تشريعات وقوانين صارمة اذ تضمن القانون في عقوبته لكل مخالف لاحكام حظر الشيشة بالغرامة (1000) جنيه لصاحب المحل و (100) جنيه للمدخن وفي حالة تكرار المخالفة يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن الشهر لصاحب المحل والمتعاطي معا . في ردود افعال المواطنين على قانون حظر الشيشة تحدثت للصحافة المواطنة فوزية ابراهيم تسكن الديم قائلة حظر الشيشة من اعظم القرارات التي اصدرتها وتعمل على تنفيذها محلية الخرطوم ونتمنى ان تشمل كل محليات الولاية ووصفت فوزية الظاهرة بالدخيلة على المجتمع السوداني وبينما كانت مقصورة على الشباب لكن حدث تغير المفاهيم والسلوك لدرجة ان النساء بتن يتعاطين الشيشة وهو امر يتعارض مع العادات السودانية . وقال ابراهيم علي الذي يقطن بذات الحي انه يدخن الشيشة منذ زمن بعيد وقرار حظرها لم يكن موفقا علما ان الذين يتعاطون الشيشة يتنفسون من خلالها ويبثون همومهم ويروحون عن انفسهم وهي لا تستحق كل هذه الضجة كان علي المحلية ان تبحث في هموم الناس بدلا عن القضايا الانصرافية ، الحاجة فاطمة ابوزيد من اهالي الديم ابدت استيائها من تفشي عدد من الظواهر الغريبة وعلي راسها الشيشة مشيدة بقرار الظر واستغربت الحاجة ان تشمل شريحة المدخنين للشيشة مجموعة من النساء قائلة بان ذلك التوجه مناهض للدين وللعادات وعزت حاجةفاطمة تفشي الظاهرة الي جملة من الاسباب منها عطالة الشباب وعدم الرقابة من الاهل خاصة اولياء الامور الذين باتوا مشغولين بتوفير لقمة العيش التي باتت تستعصي على غالبية الاهالي كما ان الانفتاح وما جره من دخول عدد معتبر من الاجانب ادى لانتشار العديد من الثقافات والسلوكيات الوافدة الامر الذي يتطلب اجتثاثها والتصدي لها بقوة وحسم اضافة الى التقليد الاعمى لما تبثه الفضائيات في ظل العولمة. فيما اشارت الدكتورة نهى يوسف ان الفرق بين الشيشة والسجاير كبير جدا لان دخان الشيشة يتم استنشاقه بكميات اكبر اضافة الى الكميات الكبيرة من غاز ثاني اكسيد الكربون المسبب للسرطان كما تحتوي الشيشة على نسبة اكبر من النيكوتين والقطران مقارنة بالتبغ والسجاير وترى الدكتورة نهى بان هنالك اعتقاد لدى كثيرين من المدخنين ان تعاطي الشيشة اقل ضررا من السجاير وقد تبين من خلال عدة دراسات اجريت ان ذلك الاعتقاد خاطئ كما اكدت بعض الدراسات ان الشيشة تقلل من اداء الرئتين لوظائفها كما تؤدي للاصابة بمرض سرطان الرئة والفم والمريئ والمعدة كما تؤدي الى تناقص الخصوبة بين الذكور والاناث بالاضافة الي انبعاث الروائح الكريهة مع النفس مشيرة الى ضرورة قيام المؤسسات التثقيفية والتصدي للظاهرة وتوعية المجتمع عبر اجهزة الاعلام المختلفة