التلفزيون لا يكذب ولكنه يتجمل!! ٭ في كل زيارة لوزير الاعلام الدكتور كمال عبيد للتلفزيون يفاجئنا المركز الصحفي بالتلفزيون بخبر عن اشادة الوزير بالتلفزيون وينشر الخبر في تعميم صحفي للخصوص والعموم ينشر بكل الصحف، الغريب انني تابعت الحوار الذي اجري مع الدكتور كمال عبيد في التلفزيون ولم اضبط فيه اية اشادة، بل ضبطت تلميحا بالنقد عندما قال الوزير ان هناك ملاحظات على اداء التلفزيون في رمضان، افهم ان الاخ كمال عبيد سياسي واع ولا يمكن ان يبصم بالعشرة على الاخطاء الادارية والبرامجية في التلفزيون التي لا تخفى على القاصي والداني ولو نشر المركز الصحفي اخبارا عن الاشادة بالتلفزيون في كل صحف العالم لن يستطيع اخفاء الاخفاق التلفزيوني!! ترطيب الجو بأغنية! من عبقريات قناة النيل الازرق ان البرنامج يرتبط بالغناء وادخال الغناء في كل البرامج هو الوصفة التي تنصح بها ادارة البرامج كل المعدين، واحيانا يكون الموضوع موضوعا جادا وحوارا عميقا وفجأة يتوقف الحوار لنسمع اغنية. الفنان الذي يحترم نفسه يرفض المشاركة في مثل هذه البرامج التي تعتبر الغناء مجرد ترفيه، وان الناس تمل الحوار ولذلك لا بد من ترطيب الجو بأغنية!! مزيكا التلفزيون الأستاذ إبراهيم الصديق مدير القناة القومية قال انهم راضون تمام الرضاء عن برامج رمضان واثنى على برامج التلفزيون. طبعا من حق ابراهيم ان يرضى عن برامجه ولكن السؤال المهم هل المشاهد راض عن برامج رمضان؟ ان الصحافة هي صوت المشاهد.. وما نلمسه من آراء المشاهدين من خلال الاحتكاك بالشارع العام لا يرضى عن هذه البرامج الرمضانية التي ركزت على الغناء في الشهر الفضيل بصورة لا نشهدها حتى في فضائيات الاغاني مثل مزيكا ونجوم وميلودي.. هل هذه الاغاني هي التي اعجبت الاخ ابراهيم الصديق؟ عندما تنسى نانسي عجاج! ٭ ليس لدي عقدة أنني قدمت فلانا من الفنانين، او ان فلانا بدأ مشواره من «الصحافة» حتى حواراتي مع اهم نجوم الفن العربي مثل نور الشريف ويحيى الفخراني ومنى زكي وسمية الخشاب واصالة نصري وكاظم الساهر وايهاب توفيق وغيرهم احسبها من الماضي وافكر في المستقبل لان الصحافة عمل يومي ولا تعترف بالرجوع الى الارشيف، ولكن اريد ان ألفت نظر الاستاذة نانسي عجاج الى ان ما تذكره من تصريحات صحفية في حواراتها يتناقض مع مصداقيتها كفنانة وفي كل الاحاديث الصحفية مع نانسي تقول انها بدأت مسيرتها في السودان من قنوات تلفزيونية.. وهذا ليس صحيحا، فأول مرة جاءت نانسي عجاج للخرطوم عن طريق الملحن احمد المك الذي قدمها في حفل في قاعة الصداقة بالتعاون مع السفارة الهولندية، ثم اتصل بي لتقديم نانسي عجاج في «منتدى الصحافة» وكانت هذه اول استضافة اعلامية لنانسي في الخرطوم وبعدها التقطتها القنوات الفضائية. وجريدة بتاريخ وعراقة «الصحافة» تضيف لكل من يطل على منبرها ويشهد على ذلك الاستاذ عادل الباز رئيس التحرير السابق «للصحافة» والاستاذ النور احمد النور رئيس التحرير الحالي وكل اسرة «الصحافة». لا استطيع ان ادعي ان «الصحافة» هي التي قدمت نانسي لانها فنانة موهوبة وقدمتها موهبتها ولكن مغالطة الحقائق التاريخية اخطاء لا تغتفر. ان ما تقوم به نانسي يشبه شخصا يكذب في تاريخ ميلاده. افهم ان هناك خلافات بين نانسي واحمد المك، ولكن ذلك لا يعني ان تزوِّر نانسي حقائق تاريخية. وافهم ان نانسي «زعلانة» مني بسبب مقالات نقدية وهذا لا يعني ان تتنكر لجريدة «الصحافة» التي كانت اول منبر اعلامي تطل منه في السودان. لم ازعل من نانسي فهذا معدنها اتضح وانكشفت اقنعة الزيف!! لماذا «أف أم 100»؟ ٭ تعاني الاذاعات الخاصة الامرين في ظل ظروف انتاج بالغة التعقيد ومنافسة غير شريفة، فالاذاعة القومية التي يفترض ان تشجع الاذاعات الخاصة باعتبارها ام هذه الاذاعات قامت بتأسيس اذاعة «اف ام 100» لمنافسة الاذاعات الخاصة، وتتمتع هذه الاذاعة بميزات لا تتوفر لبقية الاذاعات فكل انتاج الاذاعة القومية من الانتاج الغنائي القديم والحديث مبذول لها، بينما تعاني الاذاعات الاخرى في شراء الاغاني وحقوق البث ورغم ذلك تقدم اذاعة «اف ام 100» اضعف الاجور للمعدين والمقدمين والضيوف!! ان الاذاعات تدفع رسوما سنوية للدولة ومن اولى اوليات وزارة الاعلام ان توفر لها بيئة للتنافس الشريف وعندما طرح موضوع انشاء اذاعات خاصة لم تقل الاذاعة القومية انها تريد ان تنافس الاذاعات الخاصة.. هذا سلوك لا نفهمه!! الشروق مع الوافر شيخ الدين ٭ من البرامج التي نالت اعجابي في العيد حوار قدمه المذيع معتصم محمد الحسن في قناة الشروق مع الموسيقار الوافر شيخ الدين. الحوار كان خفيف الظل تحدث فيه الوافر الموسيقي السوداني المقيم بإسبانيا بإعزاز عن الثقافة السودانية، وهو يحاول جاهدا ان يحجز مكانا للموسيقى السودانية في اسبانيا. معتصم طرح الاسئلة بطريقة السهل الممتنع واجاب الوافر بصورة موضوعية وقدم مقطوعات واغنيات مختلفة. شكرا للشروق على هذا البرنامج الذكي. البحث عن مهرجان! ٭ ارجو ان يشمر الاخ السموأل خلف الله وزير الثقافة عن ساعد الجد ويبدأ في اقامة مهرجان للثقافة سوداني اصيل تُدعى له عدة دول عربية وافريقية للمشاركة فيه ويقدم الثقافة السودانية الفنية بالموروث الحضاري، ويمكن ان يصدر الوزير قرارا بلجنة عليا لهذا المهرجان تشرع فورا في خطوات عملية بعيدا عن بيروقراطية الدواوين الحكومية.اهم ما في هذا المهرجان انه سوف يحولنا من مجرد متلقين الى مبادرين، ويجعل الدول تنظر لنا باحترام فلا يمكننا فقط ان نكون مجرد متلقين لثقافة الآخر. تواصلهم مستمر! ٭ الاساتذة المحترمون عبد الباسط عبد الماجد وزير الثقافة الاتحادي السابق والاستاذ سيد هارون وزير الثقافة بولاية الخرطوم السابق، والمهندس السعيد عثمان محجوب رئيس الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005 يظل تواصلهم مع الوسط الثقافي مستمرا، وتجدهم في الافراح والاتراح ويؤكد ذلك ان معدنهم اصيل وانهم لم ينسوا العشرة والملح والملاح، وان حبهم للوسط الثقافي باق ومقيم ولا يرتبط بالمناصب، وتجدهم يساعدون في كل المهمات الثقافية بعيدا عن اعين الصحافيين وكاميرات التلفزة. هذه نماذج مشرقة تستحق الاحترام. حمزة عوض الله مكانه شاغر أثبت الدكتور حمزة عوض الله انه مذيع واسع الحضور وعميق الثقافة في حواره مع الاستاذ هاشم صديق الذي بثه التلفزيون القومي في هذا العيد واهم ما في هذا الحوار انه تخطى الاسئلة التقليدية ولم يتعامل مع هاشم صديق بانبهار بل واجهه بأسئلة حيوية وموضوعية، وقد احترم المبدع هاشم صديق ذلك وتعامل مع الاسئلة بارتياح عميق واستطاع بحضوره وذهنه المتقد ان يضع النقاط على الحروف. حمزة عوض الله مكانه مازال شاغرا في التلفزيون ومذيع بقدراته من الظلم ان يكون خارج التلفزيون.