يعتبر الخبز احد اهم مقومات الحياة فهو اساس الامن في كافة الأوجه، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لذلك ظلت الحكومات حول العالم تعمل جهدها حتى يكون الخبز في متناول اكثر الشرائح الاجتماعية فقرا في المجتمع وفي السودان ظلت اسعار الدقيق والخبز في حالة استقرار لفترة طويلة غير ان الصورة بدت تتغير مؤخرا . المواطنون الذين اتجهوا للمخابز مساء الاحد فوجئوا بتوقف عدد من المخابز وبسؤال المواطنين اشار اصحاب المخابز الى ارتفاع في اسعار الدقيق ما يعني مراجعة الاسعار وزيادتها - الصحافة قامت امس بجولة واسعة بين اصحاب المخابز والمواطنين للوقوف على آرائهم . أصحاب المخابز اكدوا ان الاسعار والاوزان ستبقى ثابتة دون زيادات تذكر حتى نفاد كميات الدقيق الموجودة والتي تكفى لمدة يومين دون اللجوء الى زيادة الاسعار ليعودوا للقول انه وبعد نفاد الكمية سيضطرون الى زيادة سعر الخبز وفق الزيادة التى طرأت على الدقيق وسيعملون بقرار اتحاد المخابز اما بزيادة الاوزان والاسعار معا او نقص الاوزان والبيع وفق الاسعار الحالية . وكشفت جولة الصحافة قلق المواطنين ومخاوفهم من ثبات الزيادة التى لحقت بالخبز مؤكدين بعدم التراجع عن أية زيادة في الاسعار حال تنفيذها مستدلين بان الزيادات التي طالت الكثير من السلع التموينية لم يتم التراجع عنها وبالتالي فان الحديث الذي يدور الآن حول تشكيل لجان لمعالجة الزيادات الراهنة يبقي حديثا للاستهلاك ولا طائل منه مؤكدين ان اتحاد المخابز لا يستطيع فعل شئ طالما صارت الزيادة في سعر الدقيق امرا واقعيا . وقال المواطن آدم حامد ان ارتفاع اسعار السلع باتت هاجسا يؤرق مضجع المواطن البسيط الذى يعتمد على الرزق اليومى ويفاجأ فى صباح كل يوم بارتفاع سلعة تموينية ومن المؤسف انه لايستطيع الإستغناء من هذه السلع لانها ضرورة من ضروريات الحياة المعيشيه فمثلا الرغيف اساس المائدة والاعتماد عليه كلى ولا بديل له وعلى الرغم من ذلك نجد عددا من الاسر لم تعد تستطيع الحصول عليه بسبب تكلفته التى تفوق امكانيتهم ويمضى آدم قائلا : (تعودنا اذا ازداد سعر سلعة ما من المستحيل تراجعها اما عن الجهات المختصة بمعالجة هذه المشاكل لا تعمل شيئا غير ان تقوم بتخدير المواطنين وامتصاص غضبهم حتى يتعودوا على الوضع المطلوب لذلك المواطنون على ثقة ببقاء الزيادة ولن يتم التراجع عنها وان لجنة الاجتماعات مجرد جرعات مخدرة، فيما قالت المواطنة عوضية الشكوى قبل ايام كانت بسبب خفة الوزن لكن يبدو هذا الاجراء مرتب له كى لايفاجأ المواطن بهذه الزيادة و مشكلة الخبز مثل ارتفاع اسعار السكر وهما سلعتان لايمكن للمواطن الاستغناء عنهما لذلك مهما ارتفعت الاسعار المواطن حريص على توفيرها. المواطن عثمان احمد قال ان ارتفاع اسعار السلع من الاشياء التى اعتاد وتأقلم عليها المواطنون دون ان تعلوا اصواتهم ودون ادنى غضب اثر الظلم الذى يقع على عاتقهم واشار عثمان : ( فى الماضى كان المواطنون يعبرون عن غضبهم عبر مسيرات الغضب والسخط على السياسات لكن المواطن بات ساكنا لا تهزه صغيرة اوكبيرة ولم يعد يدلى بآرائه ومعاناته ) وتحدث فى ذات السياق جمال جادالله صاحب احد الافران قائلا : ( ان الاسعار ثابته وان كمية الدقيق الموجودة بالمخازن تكفى الى يومين فقط لكن بعد ذلك من المؤكد سنزيد الاسعار على حسب زيادة الدقيق وعلى توجيهات اتحاد المخابز والجهات المختصة) من جانبه قال رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بولاية الخرطوم احمد دولة ل (الصحافة ) ان اللجنة ستطالب بتخفيض الرسوم المفروضة على قطاع المطاحن لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين واصفا الزيادات بغير المبررة فى هذا التوقيت اذ تتنافى مع برامج الولاية الرامية الى تخفيف العبء عن المواطنين واضاف دولة ان موازنة الولاية تضمنت توصيات مشددة بعدم حدوث اية زيادات فى السلع الضرورية واضاف ان ارتفاع اسعار الدقيق سينعكس سلبا على معيشة المواطنين قائلا (سنتعامل مع الدقيق كما تعاملنا مع سلعة السكر اخيرا عبر اتخاذ التدابير اللازمة .وقال لن نقبل بهذه الزيادات كأمر واقع ولابد من دراسة القضية قبل الشروع فى الزيادات وايجاد بدائل لها بتخفيض الرسوم او ايجاد معالجات أخرى .