أثار اعلان وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم الخاص باعداد المتسولين الذين تضج بهم شوارع الخرطوم العديد من التساؤلات حول امكانية تفعيل القانون الذى اصدرته الوزارة في وقت اشارت فيه مديرة مكافحة الظواهر السالبة بالوزارة سهام احمد عبد الله الى توصل وزارتها لاتفاق مع شرطة امن المجتمع يقضي باقامة 30 نقطة ارتكاز فى انحاء ولاية الخرطوم لتفريغ المتسولين واجراء دراسات فورية ومعالجات للمتسولين و المتشردين بواسطة باحثين اجتماعييين ، وان هي الا ايام ويشاهد المارة بوسط الخرطوم شرطة مكافحة التسول التي ارتكزت عناصرها في مواقع حيوية وملتقى الطرق. الصحافة سعت للوقوف على امكانية تجفيف صور التشرد والتسول عبر الشرطة في ظل السياسات والموجهات الراهنة، فأجمع عدد من الذين تحدثوا للصحافة على عدم فاعلية التدابير التي اتخذتها السلطات لمواجهة المتسولين الذين باتوا اكثر الحاحا على المواطنين اضافة الى حالة الفوضى التى يسببونها علاوة على مساهمتهم في نقل العديد من الامراض وتفشى الظواهر السالبة التي ابسطها السرقات. يقول المواطن عباس ياسين آدم ان تنامى ظاهرة التسول فى الآونة الاخيرة بولاية الخرطوم جاء نتيجة للحدود الجغرافية المفتوحة بيننا وبين دول الجوار وسهولة العبور الى السودان لان كل هذه المجموعات التي تمتهن التسول اجنبية علاوة على ان النزوح نحو العاصمة في ظل ظروف معيشية قاهرة ومعقدة اسهم فى ظهور عدد كبير من المتسولين بجانب عدم وجود فرص العمل ما ادى الى افتقار تلك الشرائح التي اضطرت الى ان تمد يدها وتسأل الناس، وكان على الحكومة العمل وفق محورين الاول هو معالجة المشكل الاجتماعي عبر خلق الوظائف ومحاربة الفقر والثاني سد الطريق امام الجيوش الوافدة من غرب افريقيا وغيرها اما تشكيل قوة خاصة لمنع التسول فامر غير مجدٍ. اللافت ان هنالك اعدادا مهولة من المتسولين وابناؤهم يفترشون الارض ويلتحفون السماء جوار مجمع الذهب والجامع الكبير وشكك عباس في ارقام الوزارة الخاصة باعدد المتسولين الذي قدرته بثلاثة آلاف متسول قائلا بانه اكثر من ذلك ، مشيرا الى هنالك شبكات منظمة تأتى من دول الجوار وتقوم بايجار منازل بالخرطوم وتقوم بتوزيع المتسولين على مناطق مختلفة بالمدينة ثم تعود لتجميعهم مساءً. المواطنة ست البنات محمود التي التقيناها بالسوق العربي ابدت استياءها من كثافة عدد المتسولين الذين يسدون الطرقات بصورة ادت الى خلق حالة من الفوضى اضافة الى المنظر غير الحضارى ووصفت ست البنات ظاهرة التسول بانها باتت مستفحلة واللافت ان العدد الغالب من المتسولين هم من جنسيات اجنبية مختتمة افادتها بان معالجة الاجهزة الرسمية للامر عبر تشكيل قوات خاصة لمطاردة المتسولين فهو امر غير مجدٍ، وتساءلت ست البنات كيف سمحت السلطات ذات الصلة بهذه الفوضى ؟ اما المواطن عبدالمطلب الامام فقال ان عدم تفعيل القانون الذى اصدرتةه وزارة التنمية الاجتماعية بشأن المتسولين الاجانب وراء استفحال المشكل حتى صار مهددا اجتماعيا خطيراً ؟ اما جمال الهادي محمد فذهب الى أن السبب الرئيس في وجود الكم الهائل من المتسولين هو الحروب التي دفعت الاهالي الى هجر مناطقهم بحثا عن العيش الكريم والامن فلما افتقدوا الاول آثروا ان يمتهنوا التسول لكسب العيش واضاف جمال أن الظاهرة تنامت كثيرا خلال الآونة الأخيرة حتى أضحى عدد المتسولين أكثر من عدد المشاة بشوارع الخرطوم وعاد جمال للقول ان المتسولين يمثلون خطرا على المجتمع لاسهامهم في نقل الأمراض المعدية بجانب تطبيع الظواهر الاجتماعية السالبة التي ابسطها السرقات وطالب السلطات المختصة بتعجيل طرد الاجانب و اغراء النازحين بالعودة إلى مناطقهم عبر مشروعات جاذبة حتى لا يكونوا مصدر تهديد للامن الاجتماعي . وفي ذات السياق أوضحت المواطنة فاطمة أحمد الحسن أن ظاهرة المتسولين بالعاصمة القومية أضحت من أكبر العلامات الفارقة التي تلفت المارين بشوارعها حيث تتعدد سحنات ولهجات وملامح المتسولين حتى اضحى من الصعوبة بمكان التفريق بين المحتاجين والذين يتخذون التسول وسيلة لكسب العيش السهل والسريع. واشارت إلى ان التسول منبوذ في كل المجتمعات وأن الدين الإسلامي الحنيف يدعو للاعتماد على الذات وألا يكون المرؤ عالة على مجتمعه وان اليد العليا خير من اليد السفلى وناشدت في ختام مداخلتها السلطات بالبحث العلمي الدقيق في أسباب امتهان هؤلاء للتسول قبل اتخاذ أية إجراءات لترحيلهم لأن المحاربة وحدها لا تكفي برأيها فالبحث في الاسباب هو الطريق الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة المشينة .