*صلاح يس رجل بقامة وطن .. يعرف تماما متى يتحدث وكيف يتحدث ولمن يتحدث، كان يمتلك قدرة فائقة في معرفة الأشياء و قراءتها بعين تشع ذكاء لم يقل ابدا عن مقدرته في التواصل و خلق جسور المودة مع كل الناس بلا استثناء، أسعفه في ذلك خدمته الطويلة في صفوف العسكرية و التي منحته صلابة وقوة لتحقيق المستحيل و قد كان .. *المبدع صلاح يس عبر بالنادي العائلي إلى آفاق واسعة حشد فيه إتصاله و تواصله مع خبرة المبدعين الذين حملوا (جواز المرور) فعلا لقلب الشعب اذ بدأت تنطلق من داخل النادي شتى التظاهرات الثقافية و الإجتماعية و ليالي المديح فعبر بإسم منتداه حيز الممكن إلى طرق ابواب المستحيل التي قدمت له فروض ولاءٍ و طاعة فسارت ليالي المنتدى كأبهج ما يكون .. *جاءته المرأة التي وجدت تقديرا خاصا عند صلاح و (أركان حربه) و جاءته الشابة الشاعرة و القاصة والأديبة التي منحها المنتدى و رواده إعلان ميلادها الشعري فأجادت و استزادت .. جاءه الشاب و الكهل و الأم فوجدوا عند صلاح كل الإحترام و التقدير و الشكر على التواصل .. *حمل هم الوطن باحساس عالٍ و تجلٍ ذلك في حفاظه على التراث الوطني من خلال منتداه (الإثنيني) فكان مثالا للوطني الغيور الذي يهب و لا ينتظر شكرا .. *كان سباقا لمنح كل فرد مساحته الحقيقية تحت شمس الوطن لذا عمد إلى تكريم المبدعين واحدا تلو الآخر في شتى المجالات الفنية و الثقافية و الإعلامية و الأخيرة كان يعد العدة لتكريم بعضهم فعاجلته المنية سريعا .. *عرفته رجلا ديمقراطيا لم يفرض رأيه على أحد داخل و خارج منتداه بل كان يجلس وسط الضيوف كأنه واحدا منهم يقدم نموذجا ل(ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف و انت رب المنزل ) . لم يمنع أحدا من الحديث و لم يتدخل في سير النقاش ليحسمه لصالح ماجدة أو علي .. لم يضع كرسيه على المنصة ابدا و لم يحرص على الجلوس في الصفوف الأمامية .. لذا اتسم منتداه بالحوار الجاد و النقاش الواضح والرأي الحق و الإبداع المتواصل و في عهده أصبح للنادي العائلي تميز واضح فصار قبلة لكل المثقفين من الجنسين .. *برحيل صلاح يس تفقد المنتديات و المنابر (شيخها ) الأصيل الذي فرض منتداه على الساحة ببصمة الجمال التي حملها المنتدى الذي كان بيتا لكل القادمين .. و كان صلاح (الأب الروحي) الذي يعطي بلا مقابل مثل دودة القز تماماً .. *ابتعد صلاح بحسن خصاله و كريم أعماله وجلال قدره عن محيط (الأنا ) إلى آفاق (الجماعية) إن جاز القول فصار تواصله مع الناس (رمزا) للكبير منهم و الصغير مستمدا من حبه للجميع و مكانتهم داخل القلب الكبير الذي رحل خلسة و ترك (فراغاً كبيراً ) عند محبيه و أصدقائه و رواد منتداه.. *همسة : بين الرحيل و الإياب مدائن تنزف .. جروحا من عذاب .. فترتوي أرضي بلوعة الشجن المقيم .. يا حاطبا في الليل أجنحة الرحيل .. وداعا فالقلب بعدك ينطوي على عمق المصاب