«عايزه اتجوز» مسلسل عرض على شاشات القنوات العربية، ووجد قبولا منقطع النظير، وذلك نسبة لدرجة التطابق ما بينه والواقع الحقيقي في المجتمعات العربية التي أضحت قضية العنوسه فيها هاجسا يؤرق الكثيرين بعد أن باءت كثير من المعالجات بالفشل إثر اصطدامها بعادات وتقاليد المجتمع المقرونة بالواقع الاقتصادي العام، وهو ما دفع بدوره الى ظهور اشياء جديده الى مستوى الحراك الاجتماعي عبرت عنها «البنات» من خلال اغانيهن الخاصة وهن يرددن أغنيات «لمتين يا اب شره ان شاء الله راجل مره» وغيرها من الاغاني. فهل باتت مهور البنات عثرة في طريق الحياة الزوجية وفي طريق شبابنا وبناتنا، ام هي مبالغ مالية تحرج الخاطب وتحبط المخطوبة وتقلق الاهل؟ ام هي ضمان لحياة هانئة تحكمها شروط تقليدية مثل التباهي والتفاخر، اسئلة حاولنا الاجابة عليها في ظل ارتفاع معدل العنوسة، بجانب بعض الاتهامات الموجهة للشباب باللجوء الى عقود زواج عرفية تهربا من شروط الزواج. واتهمت سلوى اسماعيل خريجة تربية، الرجال بأنهم اصبحوا يتخوفون من الفتاة ذات التعليم العالي، لأنهم لا يريدون أن تكون زوجاتهم أكثر علماً وقدراً منهم، مضيفة ان جمال المرأة بات يفضل غالباً على علمها وشهاداتها العلمية، واشارت الى ان البعض يربط العنوسة لدى بعض البنات بارتفاع المهور، بحسبان أن الفتيات حاملات الشهادات العلمية لا يمكن أن يتزوجن بمهور عادية وبعريس جاهل، وقالت ابتسام الفكي موظفة ان الكثيرين مازالوا يرون أن قيمة المهر يجب أن تتناسب مع مكانة العائلة وجمال البنت بجانب دخلها المادي، مشيرة الى ان ذلك لا يمت الى المنطق بصلة، مضيفة أن الزواج يحتاج الى شجاعة ومن ثم الاقتراب من البنت أولاً ومعرفتها ومشاورتها من قرب بعيداً عن رسم الصورة الذهنية الخاطئة، فكثير منهن غير متمسكات بهذه المفاهيم، ولكن طبيعة الأنثى وحيائها يمنعانها من ان تبدي ذلك، وفي الشق الآخر يرى كثير من الشباب أن تأخر سن الزواج يرجع الى الوضع الاقتصادي المتأزم وضيق فرص العمل، بجانب ارتفاع تكاليف الزواج في الفترات الأخيرة وظهور عادات مكلفة توازي قيمتها زواجا بسيطا. وقال عبد الله فتح الرحمن أستاذ بمرحلة الأساس أن سن تأخر الزواج يرجع الى عوامل عديدة، أولها الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الشباب، بجانب البطالة المتفشية، مشيراً الى أن الذين وجدوا حظهم من الوظيفة فإن رواتبهم ضعيفة جداً. وقال «كيف لشاب وصل سن الثلاثين وراتبه لا يتعدى ال «400» جنيه، ان يوفر تكاليف الزواج من مهر وبيت ونفقات أخرى، وعلى الأقل بعد تحويشة وصناديق وصرفات يستطيع أن يجمع بعد عشر سنوات منصرفات الزواج، ولكنه يتفاجأ بأنها لا تساوي شيئاً في ظل طلبات أهل الزوجة».