من المعروف سلفاً أن قلب أي عاصمة في الدنيا هو مرآتها التي ينظر إليها السائح أو الزائر أو حتي المواطن العادي .. ذلك أن قلب العاصمة يصبح محورا هاماً من محاور حضارة البلد وتراثها وثقافتها . والآن نحن نري بعين فاحصة ومحايدة وشفافة كيف كان قلب عاصمة بلادنا فيما مضي من سنوات ، وكيف هي الآن . كل ذلك أتي نتاجا للاهتمام التام من هيئة نظافة محلية الخرطوم « قطاع الشمال » في هذه المدينة العملاقة . فلقد تحدثنا من قبل عن مستوي الاهتمام الذي حظي به قلب العاصمة النابض بالحياة من نظافة متميزة وواضحة للعيان ، ما حدا بنا بأن تتواصل إشادتنا دوما بهذا المستوي من الأداء الوطني . ففيما مضي كنا نري كيف أن الأتربة كانت تغطي شارع الأسفلت فيها ، وكيف كانت المركبات والمشاة يثيرون الغبار في تحركاتهم ، وكيف كان ذلك الأمر يسبب الأذي ويجلب الأمراض والحساسية . والآن لابد من أن يلاحظ المراقب العادي مدي المستوي الكبير الذي ظهرت به شوارع قلب العاصمة الخرطوم في قطاعها الشمالي وكم رأينا أعداد العمال وهم يزيحون الأتربة عن جنبات الشوارع ويحملونها في أوعية نقل عادية ثم تأتي سيارات النظافة الكبيرة فتحملها بعيدا عن العاصمة كلها. لكن ما يدعو إلي التساؤل هو أننا قبل عدة أسابيع كنا نري سيارات الغسيل المتخصصة وهي تجوب قلب الخرطوم لتغسل شوارعها بالماء ، ثم فجأة اختفت تلك الآليات من الشوارع .. فهل هناك إمكانية لاعادتها لأداء دورها الحضاري لاكمال الصورة الحسنة في غسل الشوارع مثلما كانت قبل وقت قريب ؟ نتمني ذلك فالعواصم التي تغسل نفسها كل صباح ليست بأفضل من عاصمتنا في زمن عودة الوعي « الإيماني » فالنظافة من الإيمان ونحن شعب مشحون بالإيمانيات وما نشاط عمال النظافة ومن خلفهم الا تأكيد لهذه الصفة فهل تعود العربات الغاسلة من جديد لتلميع وجه المدينة من أتربة النظافة نفسها . ونحن هنا لانملك إلا أن ندعم بأقلامنا هذا المستوي الجاد من القائمين علي أمر النظافة بهذا القطاع الهام والحساس والحيوي في الخرطوم ، وندعو بقية قطاعات النظافة بالولاية أن تبذل مثل تلك الجهود حتي نفاخر بأن لدينا عاصمة حضارية تسر الناظرين من حيث النظافة الشاملة .. فالنظافة هي عنوان المدن دوماً .. وإلي الأمام. نجاة الحاج من المحرر : من الواضح ان مشروع نظافة الخرطوم يجد تجاوباً من قبل العديد من المهتمين وقد رأينا في الايام الماضية كيف استطاع نفر من أبناء جزيرة توتي القيام بابتكار وسيلة نقل النفايات بالمواتر ذات الخلفية لتساعد في تحريك النفايات من المنازل عبر الأزقة الضيقة لأحياء الجزيرة ومنها عبر العربات الكبيرة الي المكبات الكبيرة حفاظاً علي صحة المواطن وحفاظاً علي البيئة في ذات الوقت ، ان المشروعات الكبيرة والنافعة للناس عادة ما تفرض نفسها بقوة ولذلك نضم صوتنا الي صوت الاستاذة نجاة صالح بضرورة اكمال النقص باستجلاب وتشغيل عربات رش المياه لتلطيف الجو ولتثبيت الوضع وإضفاء صفة « المدن التي تغتسل يومياً » علي العاصمة المثلثة ...والي الامام .