من لم يمت بالحزام الأخضر جنوبي العاصمة عندما كان اكثر المناطق خطورة في السابق ، يهدده الآن المرض وتحاصره المعاناة والعطش، فالمواطنون الذين صبروا على المياه الملوثة اكثر من 20 عاما على أمل ان تجد الجهات المسؤولة حلولا جذرية لهذه المشكلة الآن يبحثون عن تلك المياه الملوثة بعد مفارقتها للخطوط لعدد من الايام خلال الاسابيع الماضية . ففي جولة قامت بها الصحافة داخل منطقة عد حسين الواقعة جنوب الحزام والتي تعد من اكثر مناطق العاصمة فقرا في الخدمات خاصة مياه الشرب، تحدثنا لعضو لجنة خدمات عد حسين (مربع 4) جبريل عبد القادر محمد وهو من السكان القدامى في هذه المنطقة. وأوضح انهم ظلوا يعانون من مشكلة المياه منذ أكثر من 20 عاما على الرغم من اكتمال التوصيلات بالشبكة في المنطقة وحولها الا انهم مازالوا يعتمدون على مياه البيارة وحتى هذه اللحظة لم تدخل هذه المنطقة مياه معالجة من النيل. وقال رفعنا العديد من الشكاوي مما حدا بالمسئولين في هيئة المياه بربط خط من منطقة الأزهري وخلطه مع مياه البيارة من اجل تحليتها لكن الوضع عاد الى ما كان عليه بعد أيام قليلة. وتابع جبريل بعد انشاء شبكة مياه سوبا رفع المواطنون طلباً لربط المنطقة بمياه تلك الشبكة دون جدوى وطالبهم المسؤولون بالصبر واوضحوا أن ضغط المياه بالشبكة الجديدة «سوبا» ضعيف جدا ، ووعدونا بتوصيلنا بشبكة مياه جبل أولياء التى قيل إنها سوف تكفي احتياجات كل الولاية . وختم جبريل حديثه مطالبا الجهات المسؤولة بضرورة اصلاح بيارة البقالة لضمان امداد متواصل للمنطقة وان كانت مياهاً فيها العديد من المشاكل . من جانبه قال مقرر لجنة الخدمات بمربع (3) علاء الدين محمد محى الدين احد السكان القدامى بالمنطقة «وجدنا من المعاناة مايكفي « قبل ان يشكو عدم صلاحية المياه التي إذ قال إن بها مرارة ورائحة كريهة خاصة في الأيام الاخيرة ،بجانب انقطاعها المستمر رغم تسديدهم للرسوم المفروضة بشكل منتظم لافتا الى ان الجمعة هو اكثر ايام الاسبوع معاناة حيث تشهد المياه الغياب لساعات طويلة . واكد أنهم رفعوا شكاوي عديدة دون جدوى أو نفع وطلب من والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر التدخل شخصياً للنظر في هذه المشكلة تحديداً والاهتمام بمشاكل المناطق الطرفية المظلومة على حد تعبيره . والتقت الصحافة بعدد من سكان المنطقة وقالت تغريد صالح الجاك بالرغم من أننا نقوم بسداد الرسوم التي تبلغ 16 جنيهاً بانتظام الا أن الانقطاع مازال مستمراً لدرجة ان معظم السكان يقومون بشراء مياه البراميل التي تجرها (الحمير) وحتى عندما تكون المياه موجودة في خطوط الشبكة لا يحصل عليها الا من يمتلك طلمبة سحب (موتور) وأفادت بأنه رغم تكرار الاحتجاج والشكوى ، الا ان بوادر الحلول لا توجد حتى الآن . لكن احلام عبد القادر كانت تطرق امرا آخر لا يقل خطورة و قالت ان المياه سببت لها أضراراً صحية كثيرة، وقد حذرها عدد من الأطباء من شرب هذه المياه وأصبحت تعتمد في حياتها على المياه الصحية التي وصل سعرها الى واحد جنيه للعبوة الصغيرة سعة 600 ملي لتر. وأكدت أن رسوم المياه التي تقوم بدفعها شهرياً تصرف أكثر منها كل يوم على المياه الصحية وتطالب المسؤولين بمراجعة التوصيلات والشبكة لمعرفة السبب في الرائحة الكريهة والعمل على توفيرامداد المياه النقية والحلوة مراعاة لاحوال المواطنين . والتقت الصحافة أيضاً مريم خالد التي أمنت على حديث من سبقوها وأضافت أنها تأسى لكونها تجاور نهر النيل بطوله وفيضه وتعيش على ضفة رافده الأزرق ولا تجد من الماء ما يروي ظمأها ميسوراً .