لقد قرأت باهتمام بالغ الحوار الذي اجراه موفد صحيفتكم «الصحافة» امين أحمد بالدامر مع السيد والي ولاية نهر النيل الفريق الهادي عبدالله بتاريخ 26 سبتمبر العدد رقم 6178 وذلك بخصوص سد الشريك وعليه لا اعتقد بان السيد الوالي جاء بجديد عبر هذا اللقاء بل كان كلامه مرحال من رواسب الماضي ومن بقايا فترة ولاية الوالي السابق الدكتور أحمد مجذوب، كنا نتوقع ان يأتي حديث الوالي الجديد بالجديد المفرح ولكن جاء مخيبا للآمال ومثبطا للهمم فماذا يعني قوله نحن لا نناور والمواطن هو الذي يحدد مصير الشريك وانا ملزم بقرار الشعب، ألم تعلم سيادة الوالي ماذا قال المواطن من قبل ألم تسمع بالاحداث التي جرت في المنطقة والتي وصلت حد ازهاق الارواح من اجل رفض قيام هذا السد الا تعلم بأن المواطنين في المنطقة يرفضون قيام هذا السد وسيدفعون بالغالي والنفيس لمنع قيام هذا السد الذي تريد من اجله مسح قبائل بأكملها من خريطة السودان عاشت على ضفاف نهر النيل منذ آلاف السنين ،ام ماذا يا ابن المسياب اهلنا الافاضل آمل ان لا يحدث هذا في عهدكم... قال لكم السيد مندوب الصحيفة الذي اجرى معكم الحوار ، في فترة الانتخابات الماضية كان قد صدر قرار من معتمد بربر بتجميد مشروع سد الشريك ثم عدتم بعد الفوز الى هذا المشروع بقوة ، فهل كان ذلك من باب المناورة السياسية ، وقلت في ردك عليه نحن ما ناس مناورات سياسية وكلامنا واضح قلنا للمواطن قلنا ليه بعد نفوز، نجي نقعد تحت الشجرة دي ونتحاور ولذلك كونا لجنة برئاسة الاخ وزير شؤون الحكم والادارة وسميناها لجنة مبادرة الحوار واذا كان السد فيه خير للمواطن كما نعتقد نحن بقوم، اذا قالوا لا ، نطوي هذه الصفحة ونشوف خيارا تانيا، ثم قال لك المحرر واذا رفض المواطنون قيام السد، كان رد سيادتكم نبحث عن خيار آخر ونقيم السد في منطقة ثانية، اولا انا كنت متابعا لجولة سيادتكم في المنطقة ابان الانتخابات وفي كل الاماكن التي تحدثت للناس فيها لم تتعرض بالحديث لقيام هذا السد لا من بعيد ولا من قريب لأنك كنت ترغب في اصوات الناخبين، والحديث عن السد يعود بخيارات سلبية ولذلك انا متأكد بأنك لم تتطرق لهذا الموضوع، ولم تقل للناس نقعد تحت الشجرة وعليه انا اقول لسيادتكم باسم قبيلة الانقرياب ابحث للبديل وابعد من الحديث عن سد الشريك لأن الحديث عنه هو نكوص عن التعهدات السابقة. المعروف سيادة السيد الوالي بأن كل السدود التي قامت على ضفاف نهر النيل والتي تنوون اقامتها قامت في ظل احكام شمولية لأن حكم الفرد بلدوزر لا يقبل الرأي والرأي الآخر، فمثلا خزان اسون الذي قام في عهد الرئيس عبود والذي غمر كل اراضي حلفا القديمة بكل تاريخها وماضيها ورحلهم الى ارض لها اصحاب نزعت منهم وسموها زورا وبهتانا حلفاالجديدة، مقابل اربعة عشر مليونا ، ثم خزان مروي ، والمناصير لا يزالون هائمين بين الوديان، واحتجاجات اهلنا المكابراب لا زالت تراوح مكانها زي ما بيقول المثل الحكومة ايد قوية، وخصوصا اذا كانت شمولية ممكن تجيب دبابات وتفعل ما تريد، ولكن اقول لك جازما نحن احفاد عبدالله جماع سوف نقاوم قيام هذا السد بكل ما نملك ، وقبل ايام قابلت واحدة من بناتنا المثقفات فقالت لي ما هذا الذي يجري وانتم نائمون اذا عجزتم اتركوا الموضوع لنا ، وقالت لو كان البديل اجمل مدن العالم لما بدلنا الباوقة بها.. السيد الوالي ارجو بأن تشوف البديل لسد الشريك وتكفينا شر المشاكل وخلينا كلنا نتعرف على مشاكل السودان التي تهدد وحدته بدل ان نشغل الناس بسد الشريك ... هذا ما اردت قوله والله من وراء القصد..
