حذر تقرير أمس الخميس، من ان تجدد الحرب بين الشمال والجنوب بسبب الاستفتاء ،سيكلف المنطقة ككل مبالغ تصل إلى 100 مليار دولار. وذكر التقرير، الذي أعدته مجموعة من الخبراء الاقتصاديين الاوروبيين والافارقة، أن تكلفة استئناف حرب أهلية في السودان تتعدى 100 مليار دولار. وقال ان التداعيات الاقتصادية ربما تتجاوز كل الحدود. وجاء في التقرير الذي نشرته شركة فرونتير ايكونوميكس للاستشارات، ان «التكلفة الاجمالية ستكون هائلة على وجه الخصوص بالنسبة للدول المجاورة للسودان، وتصل الى 34 %من ناتجها المحلي الاجمالي السنوي على مدى فترة 10 سنوات». وأضاف «ربما تفقد كينيا واثيوبيا أكثر من مليار دولار سنويا». وذكر التقرير، أن المنطقة ستبدو مكانا خطرا للاستثمار كما سيتراجع طلب السودان على الواردات وستتعرض الموارد في الدول المجاورة للضغط نتيجة تدفق اللاجئين في الوقت الذي ستوجه فيه تلك الدول أموالا اضافية لجيوشها. ويقدر هذا التقرير تكلفة الاعمال الانسانية وقوات حفظ السلام التي من المفترض أن يوفرها المجتمع الدولي بما يصل إلى 30 مليار دولار، الى جانب خسارة السودان نحو 50 مليار دولار من الناتج المحلي الاجمالي من خلال العودة للحرب. ويقول محللون، إن الاثر الاقتصادي المحتمل ما زال أكبر رادع للحرب، ويعتمد اقتصاد الجانبين على ايرادات نفط الجنوب الذي لا يطل على أي سواحل والذي يمثل الشمال القناة الوحيدة لتصديره. وقال زاك فرتين، وهو محلل من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «النفط هو أكبر مثبط لديهما، يدرك الجانبان حقيقة أن اقتصاديهما يعتمدان على النفط وأن الحرب ستمنع الاستفادة منه». وأضاف فرتين، ان دور الشمال في تصدير نفط الجنوب -نظرا لوجود المصافي والموانيء في الشمال- ما زال أكبر ورقة تفاوضية له في عملية الاستفتاء وفي أي مفاوضات تجرى لاحقا. وقال التقرير، انه اذا توقف انتاج النفط لدى اندلاع حرب سيفقد السودان على الفور ما بين 10 و20 % من الناتج المحلي الاجمالي بما يعادل ما بين 6.5 مليار و13 مليار دولار عام 2011 م.