اعلن وزير الخارجية علي كرتي في طرابلس امس ان السودان لن يشارك في القمة الاوروبية الافريقية المقررة اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء في العاصمة الليبية. وأبلغ وزير الخارجية الليبي موسى كوسا «أسوشيتدبرس» أمس الأحد أن حكومته طلبت من الرئيس عمر البشير الامتناع عن حضور الاجتماع الأفريقي الأوروبي المشترك بسبب التهديدات الأوروبية بالانسحاب من المؤتمر إذا حضر، موضحا أن بلاده بذلت جهودا جبارة لاستضافة القمة ولا تريد إفشالها بالانسحابات،مشيرا إلى أن البشير بإمكانه حضور اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي على هامش القمة. وقال بيان لرئاسة الجمهورية مساء أمس، إنه قبل ثلاثة أيام من انعقاد القمة أجرى مسؤول ليبي رفيع اتصالا بوزير رئاسة الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح نقل فيه تحفظات الجانب الأوروبي حول مشاركة الرئيس في القمة. وأفاد البيان بأن صالح نقل للمسؤول الليبي قرار الحكومة بالمشاركة في هذه القمة على مستوى رئيس الجمهورية طالما ان ليبيا قدمت الدعوة رسميا له وطالما ان هذه المشاركة تأتي في اطار عضوية السودان في الاتحاد الافريقي الطرف الأساس في هذه القمة وان السودان غير معني بأي موقف يتخذه الجانب الاوروبي. واضاف البيان أنه في نفس اليوم المقرر لسفر الرئيس تلقي وزير رئاسة الجمهورية اتصالا من المسؤول الليبي نقل فيه ان ليبيا ترحب بالرئيس يوم 30 نوفمبر، أي بعد انتهاء انعقاد القمة الأفريقية الاوروبية. وشدد البيان على ان الموقف الاوروبي يمثل استهانة بالاتحاد الافريقي « وهذا الموقف ينطوي على نفاق سياسي» ورأى ان النفاق السياسي يتمثل في ان الدول الاوروبية تبعث بسفرائها الى الرئيس عمر البشير لاعتمادهم، وتدعم في ذات الوقت مواقف المحكمة الجنائية الدولية. واعتبر البيان، ان الموقف الاوروبي يعد «عدوانا» على الاتحاد الافريقي وعلى السودان وينسف فكرة التعاون مع اوروبا واكد البيان ان السودان قرر الانسحاب من القمة وعدم المشاركة فيها، وانه غير معني بنتائجها، وسيتخذ من الاجراءات المناسبة ما يحفظ حقوقه. وقال كرتي ان الرئيس عمر البشير «لن يشارك في هذه القمة، ونحن ننسحب من الاجتماع والسودان لن يكون ممثلا على اي مستوى». واضاف ان البشير قرر عدم المشاركة في القمة «لعدم احراج» السلطات الليبية، مشيرا الى «ضغوط اوروبية». واوضح وزير الخارجية ايضا انه غادر اجتماعا مع نظرائه الافارقة الذين كانون يعدون موقفا افريقيا مشتركا من القمة، بعد ان تلقى «تعليمات من الخرطوم بمغادرة الاجتماع».وافادت مصادر دبلوماسية في طرابلس أن الرئيس البشير قرر الانسحاب من القمة الإفريقية الأوروبية، بسبب تحفظات قادة أوروبيين على حضوره على خلفية اجراءات المحكمة الجنائية الدولية.ورغم التحفظ الأوروبي تمسكت ليبيا بدعوة الرئيس السوداني باعتباره زعيما لإحدى الدول المركزية في أفريقيا، وقال مسؤول دبلوماسي سوداني إن انسحاب البشير جاء لإعطاء فرصة لطرابلس لأنجاح أعمال القمة. وكان رئيس لجنة حكماء افريقيا ثابو امبيكي اكد ان البشير سيحضر اجتماع القمة، موضحا ان «هناك اجتماع قمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي في ليبيا.. وعلى الرئيس البشير الذهاب الى هناك لحضور تلك القمة التي سيعقبها على الفور اجتماع قمة لمجلس السلام والامن التابع للاتحاد الافريقي».