مرت بالأمس الذكرى الثانية لرحيل الأستاذ الصحفي حسن ساتي دون ان ينتبه الوسط الصحفي لمرور الذكرى او التوقف للإعتبار والتعرض لمآثر فقيد الصحافة السودانية واحد بناة نهضتها الاولى في سبعينيات القرن الماضي ، بل يعتبر ساتي من حرافيش الصحافة السودانية وأبرز المحللين السياسيين البارعين للأحداث ومجريات الامور وما وراء الاخبار ، مرت ذكرى رحيله الحزين دون ان يذكره ذاكر بل حتى الصحيفة التي بناها (آخر لحظة) فات عليها ان تعد لذكراه عدداً خاصاً يضم كتابات وإسهامات الزملاء وتلاميذ الفقيد وكتاب الرأي في الصحف المختلفة او حتى اعادة نشر جانبٍ من كتاباته في السنوات الاخيرة مثلما تفعل صحيفة الوفاق لإبقاء ذكرى فقيد الصحافة محمد طه محمد أحمد قدر المستطاع . ان الاوساط الصحافية مطالبة بالتركيز على مسيرة ركب الصحافة السودانية وقادتها الاوائل والذين جاءوا من بعدهم وصولاً الى ترسيخ مبدأ توثيق امجاد وايام ومساهمات الرعيل الاول وقادة الفكر والرأي في الصحافة وغيرها من المجالات، فذلك تاريخ مشرف يجب ان تجده الاجيال القادمة محفوظاً ومرعياً ولعل من مآثر الاخلاق ان يحتفي الناس بالذين اثروا الحيوات في مختلف المناشط وخلفوا وراءهم تراثاً وضيئاً وسيرةً محمودةً ، لقد فقدنا في الآونة الاخيرة كصحفيين مجموعة من الاقلام اخذها هادم اللذات ومفرق الجماعات بغتةً كحاله عبر القرون رحل محمد طه محمد احمد وتبعه حسن ساتي ولحق بهما سيد احمد خليفة وغيب الموت مؤخراً عمر الكاهن.. وهو لن يتوقف عن تغييب كل من نفد رزقه وجاء أجله وحقاً صدق الشاعر قس بن ساعدة بن حذافة الإيادي حينما نظم : في الذاهبين الأ ولين من القرون لنا بصائر لما رأ يت مواردا للموت ليس لها مصادر ورأ يت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي ولايبقى من الباقين غابر أيقنت أ ني لا محالة حيث صار القوم صائر إن مرور ذكرى رحيل حسن ساتي مرور الكرام يعكس لامبالاة غير محمودة وكنا نظن ان الاخوة في (آخر لحظة) لن يألوا جهداً في الاحتفاء بذكرى رحيله وهو الذي أسسها وسهر الليالي من اجل إنجاحها حتى وصلت الى مصاف الاوائل وصارت الصحيفة الاولى للسودانيين وارتفع توزيعها الى عشرات الآلاف من النسخ ومن مظاهر رد الجميل والتخلص من صفة الجحود إرجاع الامر الى اصحابه خصوصاً إذا ماتوا ولذلك نحن نحمل مسؤولية التقصير في ابراز مآثر فقيد الصحافة السودانية لقادة آخر لحظة اليوم الزميل مصطفى ابوالعزائم وعلي فقيري فقد ورثا من الرجل مجداً غير منكور ولن نرضى عنهما حتى يعدا ملحقاً خاصاً من عدة صفحات عن المرحوم حسن ساتي ولنتذكر جميعاً ان مانفعله من مكارم اخلاق تجاه الاماجد من الاموات نحصده غداً حينما نصير جميعاً الى ما صاروا اليه وفي ذلك عبرةٌ لمن يعتبر ولن يفوتني في هذه العجالة ان اتقدم بالشكر اجزله للاخ الكريم د. فتح الرحمن القاضي حينما تذكر العام الماضي أفضال ومناقب المرحوم حسن ساتي وكتب مقالةً عصماء عن مآثر الراحل ودفع بها للنشر بصحيفة آخر لحظة فهلا فعلها مجدداً والذكرى الثانية تمر مرور الكرام ؟.