ارتفاع الاسعار الذي بات يؤرق المواطنين لم يقتصر فقط علي السلع الغذائية وانما امتد ليطال الادوية التي ترتبط بحياة المواطنين ، فيما ابدي عدد من الصيادلة قلقهم من ارتفاع اسعار الدواء الذي بات يهدد صحة المرضي وعمل الصيدليات ، بجانب انه يتسبب في مزيد من الضغط المادي علي المواطنين الذين لم يبق لهم شئ الا وطاله ارتفاع الاسعار ، ارتفاع اسعار الدواء الراهن ليس له علاقة بارتفاع الدولار هكذا اجمع الصيادلة فلماذا تعمد شركات الدواء الي زيادته .. انه الاستغلال الذي لايراعي المواطن البسيط المغلوب علي امره عندما يعمل ذوو النفوس المريضة علي استغلال المرضي لتحقيق الارباح واستنزاف المواطنين . ان الدواء هو السلعة الوحيدة التي لايمكن للمرضي التوقف عن تعاطيه مهما ارتفع سعره فهم مجبرون علي الشراء .. ثمة فئة من الموطنين لاتستطيع مجاراة ارتفاع الاسعار بهذا الشكل الجنوني وبالكاد يوفرون لقمة عيشهم ، ولكن الرأسماليين من تجار الدواء لايبالون ولاينظرون الي مثل هؤلاء وجل همهم زيادة عائداتهم من الارباح . عدد من الصيادلة التقت بهم «الصحافة» تخوفوا من الوضع الراهن وقالوا ان صيدلياتهم مهددة بالتوقف وهناك ادوية لايمكن للمواطن ان يشتريها بعد الزيادات التي طالتها والتي وصلت الي الضعف خاصة تلك الادوية التي لايشملها التأمين وظلت تشكل هاجسا للمرضي من ذوي الدخل المحدود. وقال دكتور «معاذ» انه يتعاطف مع المرضي اذا كثيرا ما يحضر المريض الي الصيدلية وهو يحمل في جيبه سعر الدواء كما اعتاد عليه ولكنه يفاجأ بأن ثمن الدواء قد زاد ، واضاف دكتور معاذ : « انا كصيدلي اذا قدرت ظروف المريض الاول واعطيته بنفس التسعيرة القديمة لايمكنني ان افعل ذلك مع الاخرين ، وفي ذات الوقت انا معرض للخسارة فالشركات التي نتعامل معها زادت سعر الدواء ونسبة لذلك تزيد الاسعار تلقائيا في الصيدليات .. ان الدواء لايتحمل ان يكون عرضة للمزايدات ومضاربات الرأسماليين ، ويجب علي اصحاب الشركات ان يتعاملوا بانسانية وان يضعوا في اعتبارهم ان هناك مرضي يعتمدون علي الدواء ومنهم من يتناول الادوية مدي الحياة وان يراعوا ان الصيدليات بهذا النهج معرضة لاغلاق ابوابها ». جمعية حماية المستهلك ابدت استعدادها لفتح بلاغات في نيابة حماية المستهلك ضد شركات الادوية التي تسببت في رفع الاسعار، وقال الامين العام لجمعية حماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغني ان الجمعية لن تغض الطرف عما ما يحدث واصفا الوضع بالفوضوي ، مؤكدا ان ارتفاع اسعار الادوية لاعلاقة له بزيادة اسعار الدولار و ان الادوية الموجودة كانت في مخازن الشركات بسعر الدولار القديم ، وطالب دكتور ياسر الشركات بمراعاة ظروف المواطن لحساسية السلعة وارتباطها بحياته، وقال ان الجمعية بصدد اخذ احصائيات من مجلس الادوية والسموم بأسماء الشركات التي تقوم بزيادة سعر الدواء دون ختم المجلس ، مؤكدا ان الدواء محمي ومراقب من مجلس الادوية والسموم حيث ابدي عدد من الصيادلة انزعاجهم من ارتفاع اسعار الادوية بنسب تتراوح بين 10% الي 20% لجميع الادوية واستشهدوا بسعر دواء «الاموكلان » الذي ارتفع الي اربعين جنيها بدلا عن 30 جنيها واسعار ادوية الربو من 70 جنيها الي 90 جنيها.