تعاني كثير من مناطق ولاية النيل الأزرق نقصا مريعا في خدمات الصحة والتعليم والمياة والطرق وغيرها، وظلت عدد من المنظمات تعمل في هذا المجال علي رأسها منظمة « ويرلد فيشن» التي تعمل بعيدا عن الأضواء، والتي كان لنا شرف اصطحاب بعض مسؤليها لبعض مناطق محلية باو متفقدين احوال المواطنين في قراهم بعد رحلة امتدت لسبع ساعات وسط الجبال، والمناظر الطبيعية الساحرة حيث الحياة البسيطة التي يعيشها إنسان هذه المناطق من قبيلة الإنقسنا والذي لم يستفد من تكنولوجيا العصرالا من راديو صغير وتلفاز في بعض المناطق الواقعة بالقرب من طريق الدمازين والكرمك، ومن ذا يصدق إن بعض المواطنين لايعرفون اسم والي الولاية بسبب انقطاعهم عن المدن، وبالرغم من حداثة عهد المنظمة بالولاية إلا أنها استطاعت أن تكسب رضا المواطنين بمحليات باو وقيسان والكرمك ، والناظر إلي عملها في محلية باو يجد أنها قامت بحفر وتسوير بعض الآبار بمنطقة مقم وتركيب عدد من المضخات اليدوية وبناء مركز صحي وتوفير الدواء كما قامت بتأهيل شفخانة بمنطقة فادمية وبناء حمامات ثابتة بالشفخانة وتوفير الدواء لها، ووعدت المنظمة بترفيع هذه الشفخانة إلي مركز صحي وطالب مواطنو فادمية المنظمة التي تأخذ من مدينة الدمازين مقرا لها توفير كافة المعينات الصحية وتركيب بعض المضخات اليدوية بهذه المنطقة، كما قامت المنظمة بتركيب مضخات يدوية بمناطق «جمك وتوردا بقل» لحل مشكلة العطش التي يعاني منها المواطنون الذين يجلبون الماء عن طريق الاربوس «وهو عبارة عن جركانتين تملان بالماء ثم تربطان بحبال على عود خشبي تحمله المرأة على كتفيها جركانة من الجهة اليمني والاخرى من الجهة اليسري فتتدلي الحبال التي تتعلق عليها جركانات الماء لتمسكها بيديها في شكل ميزان». لقد ظلت المرأة بهذه المناطق تذهب لجلب الماء من الخيران الموسمية من مسافات بعيدة تقارب الكيلومتر أو الكيلومترين، علاوة علي ذلك تقوم المنظمة بصيانة المضخات اليدوية المعطلة التي ركبتها بعض المنظمات الزائرة لهذه القري يلمس معاناة أهلها بسبب افتقارهم للخدمات إذ إنهم بعيدون عن المدن ولا زالت المدارس مبنية من المواد المحلية « القش والحطب والسعف».