٭٭ تناقض غريب ومفارقة تستحق الوقوف عندها وتناولها وهى تتمثل فى الفارق الكبير مابين عدد مشجعى طرفى القمة وحجم عضويتهما، فمثلا نجد أن الذين يحرصون على دخول أى مباراة للمريخ أو الهلال يفوق عددهم الثلاثين ألفا فى بعض المباريات فيما نجد أن العدد الكلى لعضوية كل منهما لا يصل للعشرة آلاف، غير ذلك فان أنصار أى منهما يتباهون بأنهم اصحاب الأغلبية الجماهيرية، ويدعى كلاهما بالقول أن عدد المنتمين اليه أكثر من نصف سكان السودان . اذن ماهى الأسباب التى تجعل العاشق يتعمد أن يكون مشجعا فقط ولا يهتم بنيل العضوية ليؤكد على انتمائه ويكون له دور فى اختيار مجلس الادارة بل يكون له حق التعليق والاعتراض على اعتبار أن الذى يملك العضوية هو شريك أساسى فى النادى . ٭٭ هناك من يرجع احجام أنصار المريخ والهلال عن التقديم لنيل العضوية للعراقيل العديدة التى تضعها الادارات حيث الاجراءات العقيمة والبطيئة والتحقيق « سين وجيم » فيما يرى أخرون أن الأندية تفتقد للمغريات التى تشجع المنتمى لتوثيق وتأكيد انتمائه وهنا تحدث المقارنة بالأندية المصرية وتحديدا الأهلى والزمالك حيث الأندية الأسرية والأجواء المهيأة اضافة لذلك فلا توجد هنا فروقات تميز العضو «الذى يملك العضوية » عن الأخر الذى يفتقدها بمعنى أنه لا توجد امتيازات للعضو الشئ الذى يجعل المشجع لا يحرص على امتلاك العضوية، وهنا نذكر أن اللواء ماهل أبوجنة عندما كان رئيسا للمريخ أصدر قرارا قويا فحواه أن نادى المريخ لأعضائه الذين يمتلكون صك الانتماء اليه « العضوية » ، ووجه بأن لا يسمح لأى شخص بدخول النادى الا بعد ابراز العضوية وبشرط أن تكون سارية المفعول وكان لهذا القرار أثره الايجابى الكبير فى أن يسعى الكثيرون لنيل عضوية نادى المريخ . ٭٭ من الممكن اقناع مشجعى المريخ والهلال وتشجيعهم على نيل العضوية بطرق عديدة ومنها مثلا أن يمنع أى شخص من دخول النادى أو مشاهدة تدريب أى منهما الا ان كان حاملا للعضوية وكلنا يعلم مدى اهتمام قاعدتى القمة وارتباطهم بالتدريبات أو أن يتم فتح باب العضوية بفئات رمزية أو باللجوء للعضوية الفئوية بعد اجراءات تنظيمية مثلما يحدث فى المريخ « الأطباء - المحاسبين - القانونيين - الطلاب - القوات النظامية » على ان يتم تسمية رؤوس لكل فئة وأن يمتد تشجيع أنصار الناديين فى الولايات مع ابتكار وسائل للاغراء وتحديد امتيازات لحامل العضوية على الأخر الذى لا يملكها ، مع أهمية تهيئة الأندية بالشكل الذى يجعل العضو يجد ما يشبع رغبته من الرفاهية والاجتماعيات والبرامج التى تحرضه على الانتماء للنادى باكتساب عضويته . ٭٭ العضوية الحالية وعلى قلتها فمعظمها مصطنع « مستجلب» لا أثر لها ولا فعالية وتنتهى صلاحياتها بانتهاء الانتخابات فغالبيتها « مأجورة » وينطبق عليها المثل « المحرش ما بكاتل» وأبعد من ذلك فهناك من يشككون فى نظافتها وصحتها حيث يقول البعض عنها أنها مزيفة بمعنى أن هناك هلالاب مثلا يملكون عضوية المريخ والعكس وقياسا بالطريقة المتبعة حاليا فاننا لا نستبعد مشاركة مريخاب فى جمعية الهلال العمومية وهذا ما يجعل البعض يصفها بأنها عضوية غير« راشدة» لأنها تبصم على توجيهات الذى استجلبها . ٭٭ بالطبع فان وضع نظام جيد للعضوية وابتكار واستحداث وسائل مشجعة تحشد العضوية فان فى ذلك فوائد كبيرة ستعود على المريخ والهلال وأول هذه المكاسب أن هذين الناديين سيتحرران من قبضة الأفراد ، فالأن هما مستعمران للذين يصرفون عليها وهذا من حق « المستعمرين » فمادام أنهم يدفعون فمن حقهم أن يقرروا ويتحكموا ويفرضوا أمزجتهم . ٭٭ للحديث بقية لا سيما وأن موضوع العضوية فى المريخ والهلال هو قضية كبيرة معقدة ومتشعبة وتحتاج لبحث ودراسة وعلاج فضخامة الأندية وعظمتها تقاس بعدد أعضائها .