يسعدني أن كنت من المدعوين للحضور والمشاركة من المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية في محور الثقافة الفنية «تراثنا بين الأصالة والتجديد في الموسيقى العربية بالوطن العربي» بمدينة طرابلس بالجماهيرية العربية الليبية العظمى. افتتح الدورة الاستاذ عبد الرحمن محمد قنيوة أمين اللجنة الادارية والمدير العام للمركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية بالجماهيرية الليبية التي أعدت على مسرح المعهد العالي لتقنيات الفنون بمنطقة زاوية الدهماني بمدنية طرابلس، بكلمة ضافية أشار فيها إلى تراث الموسيقى والغناء في الجماهيرية الليبية الشعبية العظمى والوطن العربي وافريقيا. وعبر فيها بصدق تام عن الاهداف التي تم فيها انشاء المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية لتحقيقها وأشار إلى ما تم بالفعل في إعداد الميزانية لتحضير كل المعدات الفنية اللازمة للبناء الفني وإعداد قوافل متخصصة للعمل الميداني لجمع التراث من كل مناطق الجماهيرية العظمى. ولوضوح الرؤية الفنية أكثر عمقاً، فقد تم إعداد مجموعة من الندوات الفكرية والمحاور العلمية العملية للباحثين العرب والأفارقة حول موضوع التراث التي بدايتها هذا المنبر العلمي لمحور التراث بين الأصالة والتجديد. وأخيراً جاء ترحيبه للمشاركين والمدعوين بروح عطرة طيبة والذين تحملوا مشقة لاسفر للمشاركة في النظر للتراث بعيون معاصرة لاستخلاص نتائج الدرر وكنوزها القيمة التي تركها لنا الأجداد لنقلها بكل أمانة وصدق للأبناء والأحفاد. ثم انتقل العمل لطرح للابحاث العلمية لليوم الأول على خشبة المسرح نفسه وكلفت بادارة محاورها وهي الجلسة الأولى التي كانت في مساء السبت الخامس والعشرين من أكتوبر 2010م والتي كانت محاورها على النحو الآتي: 1/أ. مفتاح الفرجاني سويسي من ليبيا ببحث علمي عنوانه الأصالة والحداثة في الموسيقى العربية أ.د. هدى خليفة من مصر ببحث علمي عنوانه تراثنا في ظل التربية الموسيقية 2/ أحمد المسماري ببحث علمي عنوانه التطور الثقافي والتقني وأثره في التراث الشعبي 3/ يوسف حسن عريبي من الجماهيرية الليبية العظمى ببحث علمي التراث في المألوف والموشحات 4/ أ.د. نبيل محمد شوره من مصر ببحث علمي عنوانه الموسيقى العربية بين الأصالة والحداثة 5/أ. مسعودة القرش من ليبيا ببحث علمي عنوانه الانسان والتراث وختمت الليلة بعد مناقشة الابحاث بفترة غنائية من أغاني التراث شارك فيها ثلاثة من مطربي الجماهيرية العظمى وهم وائل البدري ومحمد مصطفى والمطربة مراحب أبراهيم بمصاحبة اوركسترا الاذاعة بقيادة الفنان الدكتور ناصر ناجي. وفي مساء اليوم التالي الأحد السادس والعشرون منه بدأت الجلسة الثانية رئاسة الاستاذ مفتاح السويسي وكان المحاورون فيها على النحو التالي: /1أ.د. عباس سليمان حامد السباعي من السودان ببحث علمي عنوانه تراث غناء الدوباي الحر وأثره على الاصالة والتجديد في الموسيقى وسط السودان- أ. الأستاذ بشير الغريب من الجماهيرية ببحث علمي عنوانه تراثنا الموسيقى الغنائي بين الأصالة والتحديد/3 منيرة رزقي من تونس ببحث علمي عنوانه التراث والعولمة «الجدلية التزثير والتأثر» 4/ هليلا لبيجو من الجماهيرية العظمى ببحث علمي عنوانه الاغنية الشعبية تؤكيد للأصالة وضمان المستقبل. /5 هبة الترجمان من سوريا ببحث علمي عنوانه دور الاعلام في رعاية التراث. /6 ناصر ناجي من الجماهيرية العظمى ببحث عنوانه توظيف إيقاعات الطريقة العروسية في الأغنية الليبية وبعد الأسئلة والأجوبة النقاش القيم المستفيض تمت توصيات المؤتمر المنبعثة من مؤتمر تراثنا بين الأصالة والتجديد في دورة المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية، التي استلهامها من المقولة الخالدة ان الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها. شارك في المؤتمر عدد من الباحثين والعلماء من الدول العربية وهي مصر وسوريا وتونس والسودان وعدد من الباحثين والعلماء الليبيين. ومن خلال لوصيات الأبحاث العلمية تم التوصل إلى التوصيات الآتية: /1 إن منابع التراث تكشف دائماً عن مفاهيم ومأثورات ومقتنيات وحكم وأمثال ومبادئ وكلمات وأنغام وآلات موسيقية شعبية وضروب إيقاعية استطاعت قهر الزمن بخلودها الأبدي، وذلك بأنها تهيب للانسان دائماً أن يتسامى فوق غرائزه. الدنيوية مما في نفسه من نزعات الشر، ويشارك أخيه الانسان في كل أماكن الأصالة والتجديد والود والمحبة. /2 إعادة صياغة مختاراتنا الفنية والأدبية من الأجيال السابقة برؤية عصرية تجذب شبابنا إلى التعلق بتراثهم مع الاحتفاظ بروح البيئة وبصمات الأمثال. /3 عدم التحجر مع التراث المحلي الوطني والقومي بحجة الحفاظ والخوف من السطو عليه. بل يجب أن نثبت عليه القوانين لحمايته لأنه ملك عام لكل شعب بوصفه الموروث الثقافي المقدس من إبداع أفراد المجتمع لكل دولة عربية. /4 ضرورة المحافظة على الموسيقى الارتجالية الآلية والغنائية وتشجيعها من خلال فرق الموسيقى الشعبية الأهلية والرسمية. /5 ضرورة ملئ الفراغ الفني والإبداعي الذي كان السبب المباشر في إنجذاب الشباب إلى فنون الغرب. الأمر الذي يتطلب العمل على توفير الاعمال الغنائية والموسيقية الشعبية والمتسمة بالألحان الجديدة والأصالة والابتكار مع أقامة الحفلات والهرجانات بشكل متواصل. /6 ضرورة العمل من الموسسات التعليمية في الجامعات والمعاهد العليا والمدارس على وضع مناهج التراث ضمن مادة الدراسة بنية صادقة لأن بنجاحها تحرير من عولمة الاستعمار الأجنبي. فلا نريد عودته ليغزو العقول والوجدان لدى أجيالنا من خلال الغزو الثقافي الذي دخل علينا بغير حدود لسعيه لطمس جذور الحضرة والأصالة العربية. /7 توفير الامكانيات الفنية والمادية لمركز البحوث من القيام بالمسح الميداني والدراسات العلمية التي تمكن من القيام بالبحث الميداني لتوثيق تلك الكنوز لنقلها من جيل إلى جيل بأانة صادقة. /8 التوصية بطبع بحوث المؤتمر ووضعها موضع التداول الجماهيري، وكليات الفنون والمعاهد الموسيقية والمركز البحثية للاستفادة من خبرات وتجارب الباحثين، ونشر الوعي الكامل بقيم التراث وادراك قيمته الحضارية. جاءت الفترة الغنائية بالفرقة نفسها والمطربين السابقين. وبعد الغناء التراثي الشعبي قدمت للمدعوين من الباحثين شهادات التقدير التي تكونت من لوحة فنية وشهادة تقدير وباقات صغيرة من الزهور والورد وباقتين لرئيس الجلستين. وفي النهاية شكر الأستاذ عبد الرحمن قنيوه الباحثين لصالح التراث في الوطن العربي لما قدموه من أبحاث علمية مفيدة على حسن اجتهادهم لصالح التراث في الوطن العربي والحاضرين والضيوف. ووفق الله في رفعة أبناء السودان وحدته الوطنية العاملين في مجال أبحاث التراث القومي الفني والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل..