حكوا ان النمر «تشربك» في القرد، واصبح كلما رآه ضربه بحجة ان القرد قد اخذ منه «طاقية» ولم يرجعها له، فيصيح فيه قائلا: أين طاقيتي..؟ وعندما يبدي القرد استغرابه لهذا الطلب يضربه النمر! تردد هذا المشهد أمام الثعلب الذي كان يومها صديقا للنمر، فقال للنمر: يا صديقي هذا الطلب في مجال الشربكة غير منطقي ولا يصدقك فيه أحد وانا ارجو ان يكون سبب الشربكة منطقيا حيث ان الكل يعلم ان القرد لم يأخذ منك طاقية. فقال النمر: وما هو السبب المنطقي للشربكة؟ فقال الثعلب: بامكانك مثلا ان تطلب منه ان يحضر لك موزة. فاذا أحضرها لك صفراء ضربته وقلت له لماذا لم تحضرها خضراء؟ سر النمر وقال: سيكون هذا ديدني معه ابتداء من الغد إن شاء الله. وفي الغد رأى النمر القرد فانطلق اليه مسرعا قائلا: يا قرد اذهب واحضر لي موزه. فرد القرد بسرعة: خضراء ام صفراء؟ فغضب النمر لفشل حيلته الجديدة للشربكة. وضرب القرد قائلا: أين طاقيتي؟؟! قد تكون كلمة الشربكة كلمة عامية او دارجية وقد تكون مستمدة من كلمة شرك. لنأتي قريبا فعندما «تشربكت» اسرائيل في نهر الاردن صرح احد سياسييها قائلا: نهر الاردن ضفتان اما الاولى فهي لنا ،واما الثانية فهي كذلك لنا. اذا النمر ليس وحده في الميدان فسياسة الاحتيال غير المبرر وغير المنطقي هي السائدة في يومنا هذا، واظن انها ستستمر فمن اراد ان يكون نمرا فليجتهد، ومن اراد ان يكون قردا فلا يجتهد.