تجددت المواجهات امس بين مقاتلي المسيرية والدينكا نقوك في منطقة «ماكير» 12 كلم شمال غربي أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. واوقعت الاشتباكات قرابة المائة ما بين قتيل وجريح، بينما اتفق اجتماع أمني بين والي جنوب كردفان وادارية أبيي على تحديد اجتماع لوزيري الداخلية في الحكومة المركزية وحكومة أبيي. وقالت قبيلة المسيرية امس ان المواجهات بينها وبين الجيش الشعبي تجددت امس ما اسفر عن مقتل واصابة 53 من مقاتلي القبيلة. قال القيادي بقبيلة المسيرية طبيق شقيفة ل«الصحافة» ان الاشتباكات بين قوات الجيش الشعبي ورعاة المسيرية تجددت امس. واضاف شقيفة الذي تحدث من على الطريق الرابط بين «انقيتو»، موقع الاشتباكات، ومدينة المجلد ان الرعاة غنموا من الجيش الشعبي عددا من الاسلحة قدرها ب120 بندقية كلاشنكوف و4 مدافع . وقال اسماعيل جاما حمدان الذي عرف نفسه بأنه «قائد ميداني بجبهة تحرير أبيي»، ان قتلى المسيرية وصلوا حتى مساء امس الى 12 قتيلا والجرحى 41 نقلوا الى المجلد حاضرة قبيلة المسيرية. واكد ان «فرسان القبيلة» قتلوا من الجيش الشعبي 136 شخصا ، مؤكدا ان قوات المسيرية ما زالت مرابطة في الميدان، وستخوض المزيد من المعارك. وقال رئيس اتحاد اولاد كامل اسماعيل حتوال، ان الهجوم الذي وقع في منطقة ماكير صباح امس نفذه المسيرية كرد فعل على سلسلة الاستفزازات التي توجه ضد رعاة المسيرية ومواشيهم على طول منطقة الرقبة الزرقاء. واشار الى ان قوات المسيرية ضربت امس معسكر ماكير الواقع شمال خط 1/1/1956م ، مؤكدا ان المعسكر ازيل تماما. لكن رئيس ادارية أبيي، دينق اروب، نفى ان يكون بمنطقة ماكير أي معسكر . وقال ل«الصحافة» ان هجوما تم صباح امس على قرية ماكير ، واشار الى ان المواطنين استطاعوا الدفاع عن انفسهم وردوا المهاجمين مع تكبيدهم خسائر في الارواح ، وذكر ان عدد قتلى المسيرية وصل الى 10 والجرحي 40 ومن جانب الدينكا قتل 12 شخصا ولم يتم حصر عدد الجرحى. وكشف اروب عن اللقاء الذي جمعه بوالي جنوب كردفان أحمد هارون ، وقال ان اللقاء اسفر عنه اتفاق على عقد اجتماع في السابع عشر من الشهر الجاري يضم الطرفين بجانب وزير الداخلية بالحكومة المركزية ، ووزير شؤون الداخلية بحكومة الجنوب لمعالجة قضية شرطة أبيي لاسيما مناقشة الشكوك حولها. واكد ان الطرفين اتفقا على وقف العدائيات لعقد اجتماع للادارة الاهلية لقبيلتي المسيرية والدينكا نقوك بعد غد الاربعاء لحل مشاكل الرعي. واضاف انه لا يوجد أي سبب يجعل المسيرية يأتون الى أبيي قبل حل القضايا العالقة، كما ان موسم الامطار كان جيدا ولا زالت هنالك مياه لرعي ابقارهم. من جانبه، اقر القيادي في الحركة الشعبية في أبيي شول شانقاط بوقوع الاشتباكات وقال ل«الصحافة» ان عدد القتلى من جانب الدينكا نقوك بلغ 14 قتيلا. وذكر ان المواجهات قادها «شباب وشرطة أبيي». وقال مصدر في الأممالمتحدة: إن «مجموعة صغيرة من رجال قبيلة المسيرية شنّت هجومين على مواقع للشرطة في وسط المنطقة المنتجة للنفط يومي الجمعة والسبت». ومن جانبه، ذكر القيادي بقبيلة المسيرية محمد عمر الأنصاري أن اشتباكاً وقع مُخلِّفاً عددًا غير معروف من القتلى، لكنه أصرّ على أن جنودًا جنوبيين هاجموا رجال المسيرية في البداية».وقال الانصاري لفرانس برس «هذا الصباح كان رعاتنا متوجهين مع ماشيتهم من الابقار باتجاه النهر عندما اعترض نحو 400 شخص من الدينكا طريقهم. ووقعت اشتباكات على بعد نحو 30 كلم شمال شرق مدينة أبيي». وفي الخرطوم، طالب المؤتمر الوطني ، الحركة الشعبية بإبعاد شرطتها عن منطقة الرقبة الزرقاء بإدارية أبيي والسماح للمسيرية بالوصول الى مناطق المياه. من جانبه ، دعا القيادي في المؤتمر الوطني محمد مندور المهدي، في تصريحات للصحافيين امس، الحركة الشعبية لاسكات أمينها العام باقان اموم عن الحرب الكلامية التي ترجع العلاقة للمربع الاول، واكد ان منطقة أبيي تتبع لرئاسة الجمهورية وأي تصعيد فيها يضر بقضية الاستفتاء والعلاقة بين الشمال والجنوب.