توصد مراكز الاقتراع لاستفتاء جنوب السودان عند الساعة السادسة من مساء اليوم أبوابها أمام الناخبين، ايذانا ببدء عملية الفرز والعد، الذي من المرجح ان يقود الى انفصال الجنوب عن الشمال، وكشفت مفوضية الاستفتاء ان عدد المقترعين بالجنوب بلغ 3 ملايين ناخب. قفز عدد المصوتين في عملية الاقتراع في جنوب السودان الي 3.081.000 ناخب حتي يوم امس بنسبة تصويت بلغت 86%، بينما لم تصل نتائج من بعض المراكز في المناطق النائية في الاقليم. وفي الاثناء، اكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم امس، ان الاستفتاء على انفصال الجنوب «نزيه بدرجة كبيرة»، وان الحزب سيقبل بالنتيجة المرجحة له وهي الانفصال، بينما وصل رئيس مفوضية الاستفتاء خليل محمد ابراهيم الي جوبا امس، وينتظر ان تشهد عاصمة الجنوب اليوم حركة دؤوبة بوصول مسؤولين كبار من الولاياتالمتحدة ودول الجوار الافريقي. وقال مسؤول أمانة الشؤون السياسية بالمؤتمر الوطني الحاكم ابراهيم غندور ل»رويترز» ، ان الحزب راض عن العملية، وان الشمال، كما أعلن الرئيس عمر البشير، سيقبل بنتيجة الاستفتاء والتي ستكون على الأرجح الانفصال. وواصل الجنوبيون أمس الجمعة، الادلاء بأصواتهم في اليوم قبل الأخير من الاستفتاء الذي يستمر حتى مساء اليوم السبت. وقال غندور، ان الاستفتاء كان نزيهاً بدرجة كبيرة على الرغم من بعض التقارير التي تحدثت عن عمليات ترويع تعرض لها أنصار الوحدة في مناطق نائية من بحر الغزال. لكنه استطرد قائلاً، ان عملية الاستفتاء تجري حتى الآن بسلاسة وبشكل سلمي للغاية، مؤكداً أنها ستفي بالمعايير الدولية.، بيد أنه قال: «يجب الانتظار الى حين الاطلاع على التقرير النهائي لمراقبي الخرطوم والمراقبين الدوليين». واستطرد ، انه في حالة حدوث الانفصال سيكون الشمال مستعدا لدعم الدولة الجديدة، وان أهل الشمال يتطلعون لاقامة علاقات أخوة مع الجنوبيين. وقال غندور، ان حزب المؤتمر الوطني غير لهجته لانه قبل بالانفصال باعتباره النتيجة المرجحة. وأضاف ، ان السودان الان مقبل على نهاية العملية وان الخرطوم تعرف النتيجة المرجحة وبالتالي يجب أن يكون الحديث الان عن النتيجة. قائلا «هناك مزيج من الحزن والتفاؤل بالمستقبل». وزاد «أعضاء المؤتمر الوطني سيحزنون بشدة اذا فقدوا جزءا من بلادهم لكنهم سيشعرون بالرضا لانهم نفذوا التزاما هو اتفاق السلام». وافاد غندور بان وعود الشمال بقبول نتيجة الاستفتاء لا علاقة لها بتقديم الولاياتالمتحدة حوافز. في سياق متصل، دعا نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، جاسبير ليدر، «الشعب السوداني» للقبول بنتائج الاستفتاء والدخول في عصر التنمية وطي صفحة الحرب باعتبارها شيئا من الماضي. وقاد ليدر جولة في غرب الاستوائية لتفقد عملية التصويت. الى ذلك، وصل رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد ابراهيم خليل امس، لمدينة جوبا للوقوف على سير عمليات الاقتراع التي ستنتهي في السادسة من مساء اليوم. وقال نائب رئيس المفوضية ورئيس مكتب استفتاء الجنوب شان ريج ل»سونا»، ان زيارة رئيس المفوضية تهدف للاطمئنان على سير الاقتراع وترتيبات عمليات الفرز واعلان النتيجة. وأفاد مسؤول الاعلام باللجنة العليا للاستفتاء بأعالي النيل جيمس دانيال، بأن معظم المسجلين أدلوا بأصواتهم، مضيفاً أن أكثر من 90% من المسجلين صوتوا. وأكدت مفوضية الاستفتاء أن الحديث عن تصويت 60% من المسجلين ينبغي أن يضع في حسبانه بطاقات التصويت التالفة. وقال نائب رئيس مفوضية الاستفتاء شان ريك، ان الحديث عن تصويت 60% من المسجلين ينبغي أن يضع في حسبانه بطاقات التصويت التالفة. وأشار ماكير في مؤتمر صحفي بجوبا، الى أن عمليات الفرز والعد ستبدأ في موعدها. وكشفت مفوضية الاستفتاء عن وصول عدد المقترعين بالجنوب الى 3 ملايين ناخب لم تتضمن احصائية بعض الولايات التى تواجه صعوبات فى الاتصالات. وقالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية سعاد ابراهيم عيسى ل«الصحافة»،ان نسبة المصوتين بالجنوب وصلت 75% مع الوضع فى الحسبان البطاقات التالفة، بينما وصل عدد المقترعين بالشمال نسبة 56% في وقت قاربت فيه مراكز الاقتراع بدول المهجر من الفراغ من الارقام الكلية للمقترعين حيث صوت 51 ألف ناخب من جملة 60 ألف مسجل بنسبة 86%. وقالت المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الاستفتاء، انهم تمكنوا من اجتياز مرحلة مهمة، ويتطلعون الى اعلان النتائج في الوقت المحدد. وقالت ان النتائج ستعلن تباعا من المراكز، ومن ثم ترحل الى المقاطعات بغية تجميعها واعلانها ومن ثم ارسالها الى مكتب جوبا لتجميعها واعلان نتائج الولاياتالجنوبية توطئة لارسالها الى مكتب الخرطوم واعلان النتيجة النهائية. واضافت سعاد «ربما تتأخر نتائج بعض المراكز بالجنوب يوما او يومين، لكنها ستصل في نهاية الامر بمساعدات لوجستية من الاممالمتحدة»، مشيرة الى تلقي المفوضية مساعدات لوجستية من الاممالمتحدة بنسبة 100% في مناطق جنوب السودان التي تواجه نقصا في البنيات التحتية اللازمة.