لم يكن رُكاب بص شركة ولاية الخرطوم بالرقم 191 ولوحة الترخيص خ أ استثمار 9730 يتوقعوا الاذلال والمهانة من شرطي مرور، أن تستمر معاناتهم ل«3» ساعات متواصلة، والقصة لم يأتي احد الى صحيفة الصحافة ليحكي لنا معاناتهم بل كان المحرر من ضمن ركاب البص ويحمل التذكرة وقم 096386 K والخطورة ليست في إيقاف البص بحد ذاته بل إصرار شرطي المرور على إيقاف حركة المرور في منتصف كبري الحرية ليقوم بتجنيب البص على المسار الفرعي لكبري الحرية مقابل الشاشة التلفزيونية العملاقة مما تسبب في شلل كامل لحرك المرور في تلك المنطقة وتزامن ذلك مع الحركة الكثيفة التي تشهدها تلك الشوارع عصر ومساء الخميس من كل إسبوع، وساهم الحريق الذي وقع قرب ميدان جاكسون في زيادة تكدس العربات وبوقوف البص في المسار الجانبي لكبري الحرية تعطلت حركة الحافلات القادمة من بري الى موقف كركر. وامر شرطي المرور على نزول الركاب وبعد تدخل بعض رجال المرور الموجدين والسماح للبص بالتحرك ورجع البص الى الموقف من جديد، وكانت المفاجأة عند عودة البص مرة اخرى الى صينية كبري الحرية وقف نفس شرطي المرور وأوقف البص مرة أُخرى وحول مساره الى شارع الحرية وهناك إحتج الركاب واصر شرطي المرور الذهاب الى قسم شرطة المرور بشارع الجامعة وفعلاً تحرك البص بركابه الى القسم وهناك وبّخ الضابط المناوب برتبة الملازم شرطي المرور على تصرفه وسمح للبص بالتحرك بركابه، وكان تصرف الملازم حكيماً خاصة وقد بلغ الغضب بركاب البص درجة الغليان وكان من الممكن خروج الموقف عن السيطرة. مع الناس إلتقت بعض ركاب البص وقال لنا حمد النعمة منذ الساعة الرابعة والنصف عصراً وحتى الساعة السابعة والنصف مساءً ونحن في حالة من الذهول من تصرف شرطي المرور وعندنا دراسة وامتحانات حسبنا الله ونعم الوكيل. ويقول صديق عبد الرحمن: في صينية موقف السكة الحديد قام عسكري مرور بإيقاف البص بحجة المخالفة، قام وفي وسط الكبري طلب من السائق إعادة البص الى الموقف وترك البص في وسط الطريق والركاب محتجون على ذلك بدون قطع إيصال أو اخذ رخصة السائق. وإلتقينا بهجة الامين أحمد النور وقالت لنا لقد ركبت بص الولاية عند الساعة الرابعة والنصف عصراً وعند صينية الحرية تم إيقاف البص من قبل رجل مرور بدون وجه حق وادعى رجل المرور انه رفع يده ولم يكن ذلك صحيح بشهادة جميع ركاب البص وتم إرجاع البص للمرة الثانية واخيراً تم قيادة البص الى قسم المرور وهناك تحدثت الى رجل المرور في البوابة والذي قال لي «إنت يامراه متتكلمي» فهل لا يوجد حق للمرأة السودانية ان تتكلم وهل يميز القانون بين المرأة والرجل في الدفاع عن حقها؟. ووجدنا حسن محجوب أحمد غاضباً وقال لنا: كنا عائدين الى منازلنا نهاية يوم عمل كالعادة ركبنا بص الولاية وعندما وصلنا صينية كوبري الحرية نفاجأ بأن عسكري المرور يوقف البص بحجة انه خالف ونحن نشهد بالله انه لم يخالف أي قواعد مرور وبعناد شديد أصر رجل المرور ان يتوجه البص بكامله الى قسم المرور ولم يراع النساء اللائي انتهيت من يوم عمل شاق بل والاسوأ من ذلك احد رجال المرور بالقسم تعامل مع كل ركاب البص بخشونة وانني والله لو ان زمام امور الناس تكون بهذه الطريقة وهذا الاسلوب لما بقى بص واحد يتحرك في شوارع الخرطوم ولله الأمر من قبل ومن بعد. وبعد هذه كانت حالة استغلال لنفوذ وسلطة شخص ظن في لحظة انه فوق الجميع وانتصر لنفسه ليس بالحق ولكن بالسلطة التي يملكها. على أن التساؤل ما زال مشروعاً ما مدى سلطة رجل المرور في الشارع؟ وما هى القواعد والتعليمات الواضحة الملزمة لشرطي المرور بعدم تجاوزها؟ وهل هناك استهداف من قبل أفراد شرطة المرور تجاه بصات الولاية خصوصاً؟ وما هى ردود شركة المواصلات العامة على استهداف بصاتها من افراد شرطة المرور بالشوارع والصواني.؟