فى نهاية السبعينات وبينما كان مصطفى يقلب فى أوراق صديقه الشاعر صلاح حاج سعيد إذ به يجد نصا مليئاً بالشجون يتكون من ثلاثين مقطعاً فاعجب به ايما إعجاب، الا أن صلاح حاج سعيد أخبره إن هذا النص تحديداً موجود لدى الفنان محمد وردى لأكثر من خمس أو سبع سنوات وبعهدها لم يهتم مصطفى بالنص. وبعد سنوات وتحديدا فى العام 1983م سأل مصطفى صلاح حاج سعيد عن ذلك النص القديم وهل قام الفنان وردى بتلحينه ام لا، فاجاب صلاح بالنفى، و عندها طلب مصطفى من صديقه أن يسال وردى عن النص ويستأذنه فى إنه يريده لنفسه، وأن ذلك ليس تقليلاً من مقدرات وردى اللحنية كملحن بارع، ولكن ربما لم يجد النص هوى لدى محمد وردى خاصة وأنه كان طويلاً جداً. وبالفعل أصبح النص لدى مصطفى بأبياته الثلاثين ومقاطعه السته وبعدها شرع مصطفى فى تلحينه، وبعد أن اكتمل العمل أسمعهُ للشاعر صلاح حاج سعيد والذى تفاجأ بالاغنية، لان مصطفى قلص الثلاثين بيتاً الى أغنية فى حدود «15» بيتاً دون أن يختل بذلك النص او المعنى. فكان مصطفى قد أخذ الأغنية من المقطع الأول وثلاثة من الثانى ومثلهما من الثالث وبيتين من المقطعين الرابع والخامس وثلاثة أبيات من المقطع السادس، ليصبح المجموع «15» بيتاً، فدُهش صلاح لان النص الجديد كان مترابطاً جداً كانما كتب ككتلة واحدة ولم يؤثر عله الحذف واللصق والقطع وهذا يؤكد على مقدرات مصطفى كشاعر مدرك لكينونة النص، إضافة الى ذلك فقد اتى اللحن غاية فى الروعة والجمال مليئاً بالجمل اللحنيه المعبرة عن المضمون تماماً وكثير من معجبيه ومحبيه يظنون أن النص كان كتله واحده وهنا تتجلى عبقرية مصطفى الفنان والشاعر الفذ. كان نفسى قولك من زمان بالكاتمو فى سرى ومكتم فى حشاى مدسوس سنين كان نفسى قولك من زمان بالشايلو فى عينى معزة وفى القلب ريدا يخاف الغربة والشوق والحنين زاملنى زى خاطر الفرح وكتين يقاسم الهم عذاب وقتين مدامعى تكون جزا وتفتح مباهج الليل ظنون