لم أكن أتوقع ان تكون الرحلة بهذا الجمال إلى مدينة الأبيض فعلى امتداد الطريق الأخضر كان الاحساس بالأمل وبخصوبة ارض السودان وبتنوعها البيئي الذي يتيح أفضل فرصة للتنمية والازدهار هذه الارض الواعدة البكر الفنية والمعطاءة. كان الأمل يمتد من القطينة والدويم وبخت الرضا منارة العلم ومشروع كنانة وكوستي وربك مروراً بأم روابة وتندلتي والرهد ووصولاً بالابيض عروس الرمال.. على طول هذا الطريق كانت هذه المدن تحكي عن جمال السودان وخيراته من ثروة حيوانية وسمكية وزراعية ومعدنية وبكل هذه الموارد الضخمة يظل الحلم في سودان مستقر آمن زاهر بعيداً عن الحروب. وبحفاوة اهل السودان قابلتنا مدينة الابيض بالترحاب والكرم الفياض والمودة والمحبة وكان حكومتها وأهلها بانتظار الأمل القادم في مشروع استبدال بدائل الكارو، والبسمة في شفاههم شيباً وشباباً ورجالاً ونساءً حالمين بغد أفضل، استقبلتنا المدينة وواليها ومعتمدها وكل فئاتها واهاليها واضعة أملها في مشروع «المواتر الحاملة». فالمدينة شهيرة بأسواق المحاصيل وببورصة قوية وتبادل تجاري مزدهر لذلك كان التطوير ضرورة من ضرورياتها لمقابلة الطلب العالي لهذه المحاصيل النقدية ولزيادة ايقاع الحركة بالسوق وجعله أكثر مواكبة احتاجت مدينة الابيض لمشروع حلول متكاملة، هذا بجانب ضرورة اصحاح البيئة في بعض السلع الحيوية مثل الخبز الذي لابد ان ينقل بطرق صحية. وفي تقديري ان الابيض مدينة واعدة لازالت بها كنوز كثيرة لم تكتشف ويقيني بأنها ستكون منارة الاقتصاد السوداني في المرحلة القادمة. [email protected]