خسر الرئيس الشيخ سعد الدين الحريري رئيس حكومة تسيير الأعمال معركة الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا الرئاسي وفاز المرشح التوافقي الرئيس نجيب ميقاتي بثمانية وستين صوتاً ليكلف رئيساً للحكومة اللبنانية بدعم من قوى المعارضة وانحياز بعض القوى الوطنية وعلى رأسها كتلة «النضال الوطني» العائدة لخط زعيمها الراحل كمال جنبلاط، بعد أن تكشف مسار التعطيل للتسوية القائمة على تحييد لبنان أمام تداعيات القرار الظني للمحكمة الدولية وإبطال مفاعيل انفجار الفتنة الطائفية التي تسعى لإشعالها القوى الدولية باتهام المقاومة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري . لقد أدارت المعارضة بحكمة وبراعة ملف الصراع السياسي مع قوى الموالاة المدعومة من الخارج الإقليمي والدولي وبدا سعد الدين الحريري لاعباً صغيراً أمام عتاولة السياسيين ابتداء من الزعيم الوطني الجنرال ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر والداهية السياسي الأستاذ نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل والقائد الاستراتيجي الضليع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بالإضافة للرئيس عمر كرامي والوزراء طلال أرسلان وسليمان فرنجية وعبدالرحيم مراد ووئام وهاب وميشيل سماحة وغيرهم من أقطاب المعارضة ذوي القامات السامقة في التجربة والوعي السياسي . .وكان لزاماً على لاعب هاو ومتدرب في ميدان السياسة كالحريري الجلوس في دكة الاحتياط ريثما يتخلص من تلعثم الخطاب وتردد الإرادة مابين «توجيهات ملوك البترودولار» وأجندات حلفائهم الدوليين . وظهرت ملامح قلة الخبرة السياسية عند الحريري من خلال اعتماده على فريق سياسي وأمني وإعلامي موتور ورط زعيمه في فبركة شهود الزور والتي تكشفت سيناريوهاتها الهزيلة على شاشة «تلفزيون الجديد» مؤخراً، حيث بدا زعيم تيار المستقبل ضعيفاً وباهتاً أمام سطوة شاهد الزور «الملك» (محمد زهير الصديق)، كما فضحت جريدة السفير مطالب الحريري بحماية شهود الزور ومنع ملاحقة فريقه الأمني والسياسي من قبل الضباط الأربعة من خلال نشرها لبعض بنود اتفاق الوساطة العربية، حيث وظف الحريري الابن دم والده الشهيد في تحقيق مكاسب سلطوية مما رفع الغطاء الأخلاقي الذي ظل ولي الدم يتلطى خلفه رافضاً رفع سرادق العزاء طلباً للثأر عبر المحاكم الدولية المسيسة والمشبوهة بامتياز بدليل ما رشح من تسريبات التحقيق السري لوسائل الإعلام العالمية، وقفل مسار التحقيق في احتمالات الاتهام الأخرى رغم ما قدمته المقاومة من قرائن توجيه الاتهام صوب العدو الصهيوني .