الجمعيات الادبية وليالي السمر والمسرح المدرسي، وبرامج الاطفال بالتلفزيون «لقمان الحكيم» و«البلورة السحرية» كانت المداخل التى ولج عبرها الممثل القدير موسى عبد الرحمن الامير يعقوب، الى عالم الدراما، وموسى من مواليد الجبلين «ابو رماد» ونشأ فى البيت الكبير بحى الامراء، حيث درس الابتدائية والمتوسطة بمدارس العباسية والمعرفة والنصر.. وانتقل الى مدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان، ثم المعهد العالى للموسيقى والمسرح، وتخرج فى عام 1976م، وتخصص مسرح عرائس وطفل عام 1977م، تمثيل واخراج، وهو متزوج واب ل «فيصل» و «أمير» و«أبعاد». صبى الحلاج والكاهن الأكبر: دخل المسرح القومى ممثلا لاول مرة عبر اول مسرحية «مأساة الحلاج» للكاتب صلاح عبد الصبور والمخرج عثمان النصيرى فى موسم 1967- 1968م، حيث لعب دور ابراهيم صبى الحلاج. ومن أجمل الادوار التى لعبها أخيراً دور الكاهن الأكبر فى مسرحية «نبتة حبيبتي» للأستاذ هاشم صديق التى أخرجها صالح عبد القادر من خلال مهرجان ايام الخرطوم المسرحية، اما اول بطولة مطلقة فقد كانت عبر شخصية «أحمد ود السيد» فى مسرحية «وادى أم سدر» للكاتب محمد الخولى مصطفى واخراج حسبو محمد عبد الله. وشخصية « ود السيد» فى مسلسل «ضحايا المدينة»، ودور موسى و«د سرور» فى الاذاعة. صديق صدوق: يعتز موسى بتجربته مع فرقة الأصدقاء، ويرى انها اثرت او شكلت تجربته الحالية، حيث قدم مع الفرقة اعمالا درامية متميزة، ابرزها مسرحية «المهرج» التى تم عرضها اكثر من مرة، وقدم فيها دور صقر قريش. مع العرائس: يرى موسى ان فرقة مسرح العرائس السودانية هى الفرقة الوحيدة التى ولدت ناضجة «كل افرادها خريجو تخصص» عام 1976م، لكن لم تجد العرائس حظها فى الظهور لأن مسرح العرائس يعانى الاهمال المتعمد، وتجفيف المال والمكان والانسان والمعدات، وتوقفت العروض لضيق ذات اليد، ووصف موسى ما يحدث فى عقول ووجدان اطفالنا من قبل القنوات الخارجية، بأنه «احتلال بالقوة»، مدعوم مادياً ولوجستيا من القائمين على امر الثقافة فى بلادنا. وذلك بحرمان الطفل السودانى من الاعمال المحلية الوفاء لجيل العطاء واقترح موسى على الدولة تكريم الرواد بطريقة افضل تليق بما قدموه للمسرح، وقال لو ارادت الدولة تكريم الرواد فعلا، عليها ان ترعى كبرهم وتؤسس دور عرض تحمل اسماءهم يخصص نسبة من عائدها لصالحهم، بدلا من اللوحات والورق و«الدلاقين» التى يوشحون بها، ويعود حاملها بالمواصلات. وارجع نجاح جيل الخمسينيات والستينيات الى الصدق الذى كانت تتميز به الساحة الفنية والقائمين على امر الثقافة آنذاك، والسعى الجاد لتحقيق الاهداف. أحلام: موسى قال انه يحب كل المحبين للفنون، وتمنى أن يكون عند حسن ظنهم، وان يلتقيهم بكل الصدق والمحبة فى دروب الحياة والخشبة. وتمنى ان يصبح فى كل مدينة اكثر من مسرح ودار عرض سينمائى، وصالة عرض وقاعة موسيقى واستديو للاطفال.