٭ من لا ماضي له يتذكره ويأخذ منه العبر والدروس.. قطعاً ليس له (حاضر).. يأخذ منه ما يفيد له في يوم بكرة.. غداً..! ٭ في السودان تضخم في كل الارقام.. في كل المجالات وأتحدث بصورة محدودة حتى لا يهاجمني أهل الاحصاء فأنا لا أجيد الحساب أو الرياضيات..!! أعترف فأنا أدبي كما يقول طلاب الشهادة السودانية هذا علمي أحياء أو علمي حاسوب، ثم رياضيات تخصص وأدبي، التاريخ وما شابه ذلك، ثم الزراعي والصناعي وهلمجرا..!! ٭ وشوية حساب أجد مضطراً لذكر ان أهل العاصمة القومية قبل 53 عاماً يأكلون مليون رغيفة في اليوم، الآن حسب أهل الاحصاء ما يصل إلى 53-04 مليون رغيفة.. طبعاً تضخم عدد السكان ربما إلى اضعاف مضاعفة من مليون إلى 8 ملايين ويزيد من الانفس مع رداءة صناعة الخبز اليوم وجودته بالأمس وما علينا.. غير نقول ان (الاعداد) الهائلة من البشر حتماً فيهم غير السودانيين من المقيمين والمهاجرين والمتسللين والذين يشتغلون في مجال التسول، فأصبح التسول مهنة تدر مالاً وفيراً خاصة الذين يجيدون (الشحته) المظهر والذين يطرقون البيوت نصف النهار! ٭ هذه قضية وغيرها من قضايا تشغل بال الناس خاصة المساكين الذين ينتظرهم فرح ابنهم الذي اجتاز امتحان الشهادة الثانوية وينتظر ان يلتحق بجامعة.. ويا ريت تكون برسوم لا تهلك ما تبقى من جلد رهيف يكسو عظام ولي الأمر..! ٭ انتهت دورة من الشهادة الثانوية، وتم الاعلان بنجاح (يعني مش بطالة) وهذا يعني ان حوالي 52% من الطلبة والطالبات في بيوتهم من الراسبين والذين نجحوا أتوقع ان (52%) منهم لم يتمكنوا تخطي (05-56%) لذلك سيعودون بلغة الاعادة وعلى أمل.. ودائماً هناك ضوء وأمل في نهاية الطريق أن ينجحوا في العام القادم وبنسبة جيدة تؤهلهم للدخول أو القبول بما يريدون من تعليم عالي وجامعات و(كدة)..! ٭ في ثمانينات القرن الماضي كانت هناك جامعات لم تتخط أصابع اليد الواحدة على رأسها جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية وجامعة القاهرة (الفرع) في حينها، وجامعة السودان والجزيرة مدني.. فالعدد محكوم بمقاعد كل جامعة وقدرتها وحاجة البلد من الخريجين.. الآن حدث ولا حرج..! زمان طلبة الخرطوم والإسلامية عندهم (مصاريف) ووجبات وهذه حكاية طويلة انتهت مع خصخصة التعليم، يا أبنائي.. وأنتم الآن (في الانتظار)، إلى أين تتجه، جامعة عامة أو خاصة، حيث القبول.. أو ايضاً (بالقروش) (التراب) ادنى كلية لا يقل عن 8 ملايين جنيه بالقديم حتى وان اجتزت الدخول إلى جامعة حكومية، فأيضاً ستدفع.. وإلا.. لن تستمر..! ٭ والحكايات معروفة.. الخاصة بالقبول المجاني بقروش والقبول بالقروش المجاني..! ٭ إن تعليمنا أصبح مثل العلاج الاقتصادي الذي اقرته حكومات الأحزاب (68-8991) إلى ان تطور الآن في العلاج بالقروش حتى في الحوادث.. فقد صرخت فتاة حينما طلب منها الطبيب دفع مائة جنيه لأخذ حقنة تؤدي إلى خفض ضغط الدم.. اقول إننا (بلا……… ) خاصة لجامعاتنا الحكومية فلا يوجد فرق بين هذه وتلك من الجامعات.. لابد من (إنتباه) ان نطوع التعليم العالي فعلاً لخدمة القضايا، كم تحتاج لطبيب في العام، ومهندس وميكانيكي وزراعي وتربوي وهلمجرا.. هذا يتم بالتنسيق مع التعليم الخاص الذي يخضع للمراجعة والاكاديمية والمالية، فلا يمكن ان (تخم القروش) ويتم دفعها لطالب يدرس (ترجمة).. لابد من تخصيص التخصص.. وإلا فسنكون كأطفال الروضة، بألوان مزركشة وتخريج طلاب لا يفرقون بين البقعة وام درمان..!