صدر كتاب جديد للأستاذ عبد المنعم عجب الفيَّا بعنوان «في عوالم الطيب صالح قراءات نقدية» عن دار نينوى بدمشق، ويقع الكتاب في «208» صفحات من القطع المتوسط. وقد قدم السيرة الذاتية للطيب صالح، ومحطات فكرية وفنية في ادب وحياة الطيب صالح. وينقل الكاتب عن الطيب صالح في احاديثه وحواراته، انه لم ينتمِ الى حزب سياسي في حياته «فمنذ المرحلة الثانوية ابتعدت عن التحزب، رغم أن ذلك لم يكن امرا سهلا في ذلك الوقت». ولكن الدكتور حسن مكي يورد في كتابه «الحركة الاسلامية في السودان» ما يشير الى محاولة من الإسلاميين تجنيد الطيب صالح في صفوفهم في مرحلة الجامعة، في افادة منسوبة الى ميرغني النصري. ويقول حسن مكي إن بابكر كرار ومحمد يوسف اتصلا بيوسف حسن سعيد والطيب صالح الأديب المعروف وآخرين تمت دعوتهم للافكار الاسلامية واشتراكية الاسلام». ويرسم لنا الطيب صالح علاقته بكل من الشيوعيين والإسلاميين في المرحلة الثانوية بمدرسة وادي سيدنا الثانوية في ملامح من سيرة ذاتية بالقول: «كان الصراع على أشده بين الشيوعيين والإسلاميين، وكنت آنذاك اقوم باداء الفرض واحافظ على الدين، ولكنني لست متدينا بالمعنى السياسي والايديولوجي للكلمة. وكنت احضر اجتماعات الاسلاميين والشيوعيين وأميل الى الحديث في الجمعيات الأدبية. والانطباع السائد لدى الطلاب انني طالب شاطر له اهتمامات ادبية». ويقدم عبد المنعم عجب الفيَّا الاشارات الواردة عند حسن مكي، ويعلق عليها من خلال ما قاله الطيب صالح «ولكن مما لا شك فيه أن هذه اللقاءات لم تفلح في ضم الطيب صالح الى الاسلاميين» اذ يقول «وبعد فترة لم أعد أجالسهم فقد تركتهم ومضيت الى حال سبيلي» ثم اتجه الكاتب لتوصيف علاقة الطيب صالح بالاشتراكية الفابية في بريطانيا بعد رحيله اليها. وتناول ما عُرف عند النقاد بالواقعية السحرية وموقف الطيب صالح من الليبرالية المحافظة والموقف من «ما بعد الحداثة». وانتقل الكاتب بعد ذلك إلى الكتابة عن لغة الكتابة أو البحث عن الفردوس المفقود، وخصص مقاله في الكتاب لتناول التناص ودلالاته في موسم الهجرة الى الشمال.. وتناول التداعي بين شكسبير والطيب صالح.. وتناول في مقال آخر «موسم الهجرة الى الشمال وتبديد الأوهام»، ومن فصول الكتاب التي لها خصوصية «الطيب صالح والنقد الكولونيالي». ونقد عبد المنعم عجب الفيَّا ايضا كتاب «اللا منتمي في أدب الطيب صالح»، وقد لخص المؤلف رأيه في هذا الكتاب بالقول «إنه إسقاط سياسي وانتهاك صريح لخصوصية العمل الادبي، فالنقد الأدبي يقوم على دراسة النص الادبي حسب منطقه الداخلي، وليس على الإسقاط المتعمد من الخارج للآراء السياسية والمذهبية للناقد». وتناول الكاتب موضوع جائزة الرواية العربية، وهناك تعليقات حول الأوهام التي تعلقت بشخصية مصطفى سعيد، ولماذا لم تتحول رواية موسم الهجرة الى فيلم سينمائي. وخلاصة القول إن هذا الكتاب اضافة الى مكتبة الطيب صالح التي تستقبل كل فترة واخرى كتبا جديدة، مما يوحي بأن الكاتب الكبير مازال مجال القول فيه متسعاً.