أقر سجين سوداني امس، بتهم الارهاب المنسوبة اليه أمام مجلس عسكري لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في القاعدة البحرية الامريكية في خليج جوانتانامو. واتهم السوداني نور عثمان محمد بأنه عمل مدربا على الاسلحة وأدار عمليات الامداد والنقل في معسكر خالدان شبه العسكري في أفغانستان حيث درب عددا من منفذي هجمات 11 سبتمبر وغيرهم من نشطاء تنظيم القاعدة، وأقر بتهمتي التامر مع القاعدة وتقديم دعم مادي للارهاب. وكان نور - كما طلب من المحكمة أن تناديه - عرضة لعقوبة السجن مدى الحياة لو أدين في المحاكمة، لكن اتفاق الاقرار بالتهم الذي لم يكشف عنه يخفض الحد الاقصى للعقوبة بشرط تعاونه في محاكمات أخرى. وجلس نور وهو رجل أشيب اللحية في الاربعينات من العمر أمام طاولة طويلة في قاعة المحكمة التي خضعت لاجراءات أمن مشددة واستمع من خلال سماعتي الاذنين الى ترجمة من الانجليزية الى العربية. ويبدو أنه لا يعرف القراءة حيث وقع على وثائق الاقرار بالتهم المترجمة الى العربية ببصمة الابهام بعدما أوضح محاموه المدنيون والعسكريون الامريكيون التفاصيل. واعترف نور بأنه درب مجندين من القاعدة وجماعات مرتبطة بها على الاسلحة الصغيرة وعمل نائبا لقائد معسكر خالدان من 1996 حتى اغلاقه في عام 2000. ونور ليس من بين السجناء الذين تعتبرهم السلطات «ذوي قيمة عالية» لكن رئيس ادعاء المجلس العسكري الكابتن البحري جون ميرفي قال ان نور ومعسكر خالدان جزء لا يتجزء من نظام القاعدة. وأضاف ميرفي للصحفيين بعد الجلسة «انه جزء من نظام القاعدة والارهاب.» ونور هو ثالث سجين في جوانتانامو يقر بالتهم المنسوبة اليه. واعتراف نور بالتهم ينهي اخر الاتهامات المعلقة حاليا في مجالس قاعدة جوانتانامو العسكرية التي كانت تضم نحو 800 معتقل انخفض عددهم حاليا الى 172. وسيتم اختيار هيئة محلفين من خمسة ضباط على الاقل من الجيش الامريكي لتحديد العقوبة،لكن مع التزام نور باتفاق التعاون مع الادعاء فلن يقضي عقوبة تتجاوز الحد الاقصى المحدد في اتفاق الاعتراف بالتهم. وكان نور واحدا من بين عدد من سجناء جوانتانامو اعتقلوا في فيصل اباد في باكستان في مارس 2002 في غارة اعتقل خلالها القيادي الكبير في القاعدة المتهم أبو عبيدة. وكانت لائحة الاتهام الاصلية تتهمه بالتامر مع القاعدة لمهاجمة وقتل مدنيين،لكن النسخة التي أقر بالتهم الواردة فيها خلت من تلك الصيغة حيث اعترف فقط بالتامر مع القاعدة لتوفير دعم مادي للارهاب . وشمل هذا توفير مساكن امنة وبطاقات هوية مزورة ومتفجرات و»مواد قاتلة» غير محددة للقاعدة والمرتبطين بها. وسألته القاضية الكابتن بالبحرية مويرا مودزلوسكي «هل كنت تعلم أن مثل هذا الدعم سيساعد ماديا في نهاية الامر هجمات لتنظيم القاعدة أو الجماعات المرتبطة به المنخرطة في عمليات قتالية ضد الولاياتالمتحدة..» وأجاب نور من خلال المترجم «نعم». وطالما انتقد محامو الدفاع تلك المجالس العسكرية على أنها شكل منقوص للعدالة يجري التلاعب بها من أجل ادانة سجناء لكن محامي نور قالوا انهم لن يدلوا بتعليقات قبل صدور حكم تحديد العقوبة.