في برنامجه الشيق اسماء في حياتنا سأل الاستاذ عمر الجزلي ضيفته الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم «احدى رواد الحزب الشيوعي السوداني» عن برنامجها وهي تطرح قضاياها فقالت: ان اهم ما تفكر فيه في هذه المرحلة هو المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. قلت في نفسي لا بأس نظرت بامعان الى الملابس التي ترتديها السيدة فاطمة كانت محتشمة تماما في ثوبها السوداني ولا فرق بينها وبين امهاتنا في مظهرها. اما اسمها فهو اسم حبيب الى نفوسنا وكذلك اسم والدها وكذلك اسم جدها. ثم واصلت السيدة فاطمة حديثها: نريد رأي الاسلام الصحيح والواضح في هذه المسألة وهل فضل الاسلام الرجل على المرأة؟ قلت في نفسي لا بأس ثم تذكرت حديث اخينا الصحفي محمد الشعراني وقد سأل ذات مرة سيادة المقدم «م» محمد الطيب عن مسأله دينية فشكره اولا قائلا لانك مسلم وتريد ان تصل الى الحقيقة ولذلك سألت! فأهل هذا الزمن لا يسألون الا عن كيلو اللحم!! فمن هذه النقاط الثلاث اسم السيدة الجميل وزيها المحتشم وسؤالها عن مسأله في الدين يمكننا ان نعرف من هي «رائدة الحزب الشيوعي السوداني». فاذا كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» فلا شك ان الذي يهتم بامر القضايا الاسلامية ويثيرها في اعلى منابر الدولة هو منهم ورائد فيهم. الداعية ليس هو من يدعو الناس باقواله فحسب بل الداعية الاخطر والانجح هو الذي يدعو الناس بافعاله فالمرأة التي تظهر في اجهزة الاعلام غير محتشمة تهدم ما ظل ينادي به الاسلام منذ قرن ونصف. اما المرأة التي تظهر وهي محتشمة فهي تثبت صحة وصلاحية ما كان قد نادي به الاسلام قبل اربعة عشر قرناً. تحياتي للسيدة فاطمة واقول لها: ان الترف الفكري الذي اصاب المسلمين في القرون الوسطى هو الذي اضاع عموميات الدين وجعل الناس ينغمسون في الجزئيات التي تمثل مناخا عكرا للخلاف الذي جعلنا نسير في مؤخرة ركب الامم بعد ان افسدنا ديننا واخلاقنا بالصراعات المذهبية والطائفية. اما الاجابة عن رأي الدين الواضح بشأن تفضيل الرجل على المرأة فقد حسم امرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبل اربعة عشر قرنا من الزمان حيث قال فيما رواه الطبراني «المسلمون اخوة لا فضل لاحد الا بالتقوى»، فلا اجابة افضل من قوله ولا أسوأ من الصراعات حول أقواله.