انقضت الايام الختامية الممنوحة لفعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي، والتي شهدتها قاعة الصداقة بالخرطوم، وقد كانت هذه الايام عامرة بالمحبة والتقدير للسودان وللطيب صالح. وقد جاءت الاوراق النقدية ملبية لطموحات المنظمين ولقطاعات واسعة من الجمهور، وبرهنت ان القول (هل غادر الشعراء من متردم) لا ينطبق على هذه الحالة... ذلك ان النقاد الذين تناولوا تجربة الطيب صالح الابداعية لازالت تتسع للمزيد من القراءات.. وقد جاءت دراسات: أ. د.أحمد درويش، د. حاتم الصكر، أ.د. أحمد علي محمد، د. حيمد لحمداني، د. عبدالعزيز المقالح، أ.د. عبدالله حمدنالله ، أ. عائشة موسى، د. أحمد صادق أحمد، أ.د. محمد المهدي بشرى، والشهادات التي قدمها عدد من النقاد والكتاب واصدقاء الراحل، ومنهم د. يمنى العبد، وابراهيم اسحاق وعيسى الحلو وابراهيم الصلحي، حسن تاج السر، عبدالباسط عبدالماجد، محمودأحمد محمود، خالد القشطيني، بشير محمد صالح، د. أمير تاج السر، محمد ابراهيم الشوش ... إلخ. جاءت كلها لتلقي اضواءً جديدة على ابداع الطيب صالح وسيرته العطرة. وقد شاركت دولة قطر بوزير الثقافة والتراث والفنون د. حمد بن العزيز الكواري - ضيف شرف الدورة - والوفد المرافق له، وقد شاركوا في الفعاليات. ويبقى في نطاق هذه الجائزة مسألة الفوز بالجوائز، وهي مسألة دائما ما تثير اسئلة يصعب التعامل معها، لأنها لا تضع في حساباتها ما يمكن ان ينجزه الآخرون... وتعكس ثقة مفرطة في النفس لا يستقيم وجودها مع القوانين التي تحكم مسار مثل هذا العطاء الادبي. وليس من شك ان هذه التجربة تمثل بوابة للعبور نحو الآخر - ذلك الآخر الذي مهد الطيب صالح ومن سبقه من مبدعينا الكبار الطريق اليه.. وتبقى هناك كلمة واجبة لأصدقائنا من الكتاب والمثقفين الذين ساهموا بفعالية في اثراء التجربة بحضورهم الفاعل، ومشاركتهم المتميزة. وكلمة شكر للأصدقاء من النقاد والكتاب العرب الذين عطروا نهارات وامسيات الخرطوم باريج المعرفة والعلم والدرس النقدي... وتحية لكل العاملين في الشركة السودانية للهاتف السيار ولجمهور المثقفين الذين شكل حضورهم فخرا لنا وهم يرتادون المنتدى ويؤكدون عمق الثقافة في بلادنا وتجذرها..!