توعد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي المحتجين المطالبين برحيله بالحرب حتى النهاية، وقال إنهم سيواجهون عقوبة الإعدام، ودعا أنصاره في جميع أنحاء البلاد للخروج ومواجهة من وصفهم بالمخربين وطردهم من أوكارهم، وأكد أنه لن يغادر البلاد، بينما افادت قناة الجزيرة بأن وزير الداخلية الليبي اعلن انضمامه للثورة، داعيا الجيش للاستجابة لمطالب الشعب الليبي. وفي الاثناء جمدت الجامعة العربية مشاركة المندوبية الليبية للجامعة. ولم تعط الجامعة العربية مزيدا من التفاصيل لهذه الخطوة التي تأتي وسط انتقادات متزايدة لاعمال العنف ضد المحتجين المناهضين للحكومة في ليبيا. ودعا القذافي في خطاب بثه التلفزيون الليبي امس أنصاره في كل أنحاء البلاد للخروج بدءا من الليلة ل»نصرة المنجزات ومحاربة المخربين وتأمين الشوارع والسيطرة عليها ومداهمة أوكارهم وسحب أولادكم منهم»، وحثهم على مسك من وصفهم بالجرذان ابتداء من هذه الليلة وتسليمهم للسلطات المختصة، وأشار إلى أن غدا سيبدأ عمل اللجان الشعبية. وأسهب القذافي بالحديث عن نفسه وتاريخ عائلته، وتحدث مطولا عن ما قال إنها إنجازات حققها لصالح الشعب الليبي، مشيرا إلى أنه صانع مجد ليبيا، فيما وصف المحتجين على حكمه ب»الجرذان والمرتزقة ومتعاطي الحبوب المخدرة»، وقال إن القانون الليبي ينص على إعدامهم جميعا. وقال القذافي إنه سيدعو الشعب إلى «تطهير ليبيا بيتا بيتا ما لم يستسلم المحتجون في الشوارع». وقال القذافي إنه لا يملك أي منصب حتى يتنحى عنه، مشددا على أنه لو كان رئيسا لرمى الاستقالة على الفور في «وجوهكم». وقدم القذافي نماذج لاستخدام القوة المسلحة ضد المعارضين مثلما حدث في روسيا، حينما قام الرئيس الأسبق بوريس يلتسين قصف مبنى البرلمان بقذائف الدبابات، وحينما قامت الولاياتالمتحدة بقصف مدينة الفلوجة العراقية. وكرر القذافي مرارا أن البديل عن نظامه قيام إمارات تابعة لأسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة)، قائلا إن أميركا لن تسمح بذلك، وقال لاتباعه «ازحفوا على درنة (شرق) فالذي يحكمها الآن من أتباع بن لادن»، وطالب أنصاره بتحرير كل المناطق التي يسطر عليها المحتجون بأسرع وقت. واعتبرالقذافي أن الاحتجاجات أمر ممنوع في بلاده إلا إن كانت بشأن قضايا خارجية، وقال إن التمرد المسلح وحتى غير المسلح تم التعاطي معه دوليا بالقوة. واتهم القذافي أجهزة عربية بالغدر والخيانة ومحاولة تقديم صورتكم بشكل مسيء، وتقول «انظروا إلى ليبيا لا تريد العز والثورة وتريد الدروشة واللحى والعمائم، وتريد الاستعمار والانتكاسة والحضيض». وقال إن هناك قنوات قذرة تشوه صورة ليبيا أمام العالم. ووعد القذافي بعمل دستور جديد وتطوير الإعلام، كما دعا الشعب لأخذ النفط والتصرف فيه وكل مواطن يدير حصته كما يشاء، دون أن يوضح كيفية تنفيذ ذلك. كما تعهد بمنح قبائل مختلفة حكما ذاتيا في مناطقها. وقتل المئات في احتجاجات عنيفة عمت المدن الليبية، ولم يتورع القذافي عن قصف معارضيه بالطائرات المقاتلة، بينما سيطر محتجون على عدة مدن وبلدات ليبية.