قررت حكومة ولاية شمال دارفور امس، تشكيل لجنة طوارئ وغرف عمليات، لمتابعة تطورات احداث العنف الدائرة في ليبيا، وتوقعت حدوث موجة نزوح الي الولاية، من السودانيين الموجودين في المدن الليبية خاصة مدينة الكفرة. وحذرت حكومة الولاية في بيان امس، من ان الاضطرابات التي تعيشها ليبيا حاليا ستنعكس على الولاية، وقالت انها وضعت حزمة من الترتيبات الامنية والانسانية والصحية لتلافي الامر. وناشدت الجهات المعنية سوا في داخل السودان او خارجه بالاسراع في اجلاء السودانيين الموجودين في ليبيا جوا، وبعثت بتطمينات للقنصلية الموجودة في حاضرة الولاية والليبيين الموجودين في الفاشر بتوفير الحماية اللازمة لهم. وأجاز مجلس الوزراء خطة اللجنة العليا لمتابعة أوضاع السودانيين داخل الجماهيرية الليبية ومراقبة السودانيين العالقين على الحدود التونسية والمصرية. واطمأن المجلس في جلسته أمس برئاسة الرئيس عمر البشير علي أوضاع كافة السودانيين، ووقف على الترتيبات الجارية لاجلائهم، من خلال التقرير الذي قدمة وزير الدولة بوزارة الخارجية كمال حسن علي. وتعد الجالية السودانية من اكبر الجاليات في ليبيا ،حيث يقدر عددهم بحوالي 500 ألف نسمة. واكد الوزير، في تصريحات صحافية، أن أوضاع الانفلات الأمني وحالات العنف داخل ليبيا أثرت علي السودانيين المقيمين داخل الأراضي الليبية، واصفاً الأوضاع بالمأساوية التي تستدعي الاجلاء السريع، منوهاً الى صعوبة اجراء حجوزات على خطوط الطيران بسبب تردي الأوضاع الأمنية والانهيار شبه الكامل للنظام الليبي. واكد اتفاق الحكومة مع الجانب التونسي والمصري للسماح بدخول الرعايا السودانيين لأراضيهما مع الالتزام باجلائهم على الفور الى السودان، وقال «وصلت لجان من الجوازات الى منطقة السلوم على الحدود المصرية الليبية وعند حدود الكفرة، وتم توفير مواد اغاثة للعالقين خاصة وأنهم تركوا خلفهم ممتلكاتهم». ولم يستبعد الوزير استهداف الثوار الليبيين لاصحاب البشرة السوداء من الافارقة لاستخدام النظام لهم في التصدي للثوار، وقال «لا ننفي وجود سودانيين ضمن هذه الفئة لظهور جوازات سودانية معهم عبر وسائل الاعلام، كما لا نستبعد مشاركة بعض حركات دارفور، خاصة وان النظام الليبي كان يقدم المساعدات لهم»، مشدداً على براءة أفراد الجالية السودانية مما يجري من أعمال قمع للثوار. ويعقد الامين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج في الخامسة من مساء اليوم بمقر الجهاز مؤتمراً صحفياً حول ترتيبات الجهاز لاجلاء السودانيين بالجماهيرية، والخطوات المتخذة في هذا الاتجاه. من جهته، أكد جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج، تدشين جسر بري لاعادة السودانيين المقيمين بليبيا عبر ميناء السلوم البري في مصر بالتنسيق مع السفارة السودانية هناك. وقال المسؤول الاعلامي بجهاز شئون المغتربين فقيري حسن، لراديو مرايا ، ان أول فوج من العائدين يتكون من ألفي شخص ينتظر ان يكون قد وصل الى مصر مساء امس. من ناحية أخرى، كشف فقيري عن اطلاق سراح مئات السجناء السودانيين في السجون الليبية، وصل منهم 247 فرداً الى مطار الخرطوم قبل يومين.