كعادته في كل صباح خرج حسين بعربته الاتوس متوجها من محل اقامته في الجريف الي قلب الخرطوم عابرا شارع الستين او شارع بشير النفيدي وهي رحلة تعود ان يقطعها كل يوم، ولكنه عاد في نهاية اليوم ليكتشف ان الشارع لم يعد كما كان ، وان ثمة يد قد امتدت لتغير فيه بعض التفاصيل وارتفعت شارات المرور الحمراء لتقول له حسبك ، نظر من زجاج النافذة ليتأكد عن الطريق تفاصيل ما خارج الطريق نفسها لكن الجاب الاستوب دة شنو وليه هنا بالذات وحيرة اخري مصدرها سرعة الانجاز من قبل مؤسسات الدولة بالرغم من ان الشارع كان مغلقا لفترة من اجل الصيانة ؟؟ تساؤلاته الموضوعية كانت الاجابة عليها تتطلب عودة لنفس النهار وعلي ذات الطريق الذي تكررت حوادثه اخيرا مما دفع بالناس لاتخاذ موقف «ثوري»، الثقافة العربية السائدة الان في كل المنطقة من تونس مرورا بمصر والبحرين وليبيا القذافي ويمن عبد الله صالح، تلك هي الثورة التي بنت الاستوب باشاراته الحمراء بعد ان تحرك المواطنون وشدوا خيمتهم في منتصف الطريق بعد حادث الصباح بين الركشة التي كان يستغلها الاحباش وبوكسي الاتراك ، صوت الاصطدام جعل الجميع يخرج الي «الشارع » ويطالب بمقابلة الوالي من اجل وضع حد للموت سنبلة في الشارع منادين بالتغيير في الشارع لتأتي الشرطة مسرعة ولكنها بآليات جديدة هي آليات التغيير وتعمل الكراكات في ارض الشارع حفرا واصلاحا من اجل تنفيذ مطلب الجماهير الذي بدا منطقيا ،نحنا دائرين «استوب» عشان يوقف حالات الموت في الشارع مطلب الاستوب الذي اتفق حوله ناس الجريف تمت الاستجابة له سريعا وقبل ان ينتهي النهار كانت علامات الاستوب هي بديل الخيمة المنصوبة للمحتجين الذين اعادوا للناس ذكري ميدان التحرير القاهري واللؤلؤة البحرينية وميادين اليمن وليبيا انتهت القصة بحيرة حسين في عودته للبيت وظهور الاستوب الجديد الذي نال لقب اسرع استوب تشهده الخرطوم، فالمساحة ما بين الحادث والبدء في العمل كانت فقط هي الوقت الذي احتاجته الآليات للوصول ولم تخلُ المظاهرة المطلبية من تعليقات الناس الساخرة من شاكلة «كنتوا وين من زمان » في اشارة للسلطات والبعض نسب الفضل لحركات التغيير في العالم التي بقت تخوف الا ان اطرف التعليقات واكثرها عمقا هو تعليق ذاك الشاب الذي تحسر علي عدم حضوره من البداية ، وقال انه لو كان موجودا لاستثمر الفرصة ولطالب باستوبات كثيرة اولها هو استوب للعطالة وثانيها هو استوب للفساد وثالثها استوب للركشات نفسها ،خصوصا وان الحكومة بقت تستجيب وتحقق الاستوبات بسرعة اكثر من السرعة التي تقطع بها العربات شارع الستين زمان.