تعتبر صناعة الاسمنت من الصناعات الملوثة للبيئة اذ تفوق مخلفات صناعة الاسمنت من الاتربة العالقة وانبعاث ثاني اكسيد الكربون و اول اكسيد الكربون والعناصر الثقيله كالزنك والرصاص،المنجنيز، النيكل ،النحاس وغيرها وكل مخلفات الصناعات الاخرى . وتختلف درجة تركيز المخلفات باختلاف البيئة ومصدر التلوث ونوع النشاط الصناعي وطبيعة الموقع اضافة الى حجم الانتاج الكلي ونوعية المواد الخام المستخدمه ونوع الوقود المستخدم في عمليات الاحتراق اضافة الى حجم الانبعاثات الغازيه و درجة توافقها مع الحد المسموح به عالميا. في ورقة علميه حول صناعة الاسمنت وآثارها على الانسان امام الملتقى التفاكري للجمعيه السودانيه لحماية البيئه فرع عطبره تحدث الدكتور محمد مصطفي محمد اختصاصي الصدر بمستشفى عطبره عن تأثيرصناعة الاسمنت على الجهاز التنفسي حيث قال ان دراسات عدة بمصانع اسمنت بورتلاند بالمملكة المتحدة اكدت ان ذرات السليكا الموجوده في الاسمنت تسبب التليف في الرئه حيث تتفاعل مع كريات الدم البيضاء التي تشكل دفاعات الجسم بانتاج اجسام مضادة تؤثر على نسيج الرئه ما يؤدي الى عواقب وخيمه مثل فشل القلب و الجهاز التنفسي فتزداد الوفيات وترتفع نسبة الاعاقة كما توجد علاقة وثيقه بين السليكا والاصابه بالدرن كما تنتشر اعراض الربو التي تشكل نسبه كبيره جدا وتسبب مشاكل صحيه عديدة وتؤثر على المواطن في تقليل ساعات العمل والدراسه عند الاطفال والمضاعفات الخطيره و ينتج عن هذه الحساسيات والتي تشمل بالاضافة الى الربو حساسيات في العيون والجلد. ان الامراض الجلديه التي تنتج من التعرض لمادة الاسمنت تعتبر من المشاكل القديمه التي ظهرت مع قيام صناعة الاسمنت . وقد تأكد جليا ان التعرض ولو بصورة محدودة لمكونات الاسمنت او الكوبالت يؤدي للاصابة بحساسية الجلد التي تعرف بالحساسيه الالتباسيه وتصاحبها حساسيه وحكة شديدة ومن ثم ظهور تقرحات على الجلد وينتج عن ذلك دخول البكتريا العقلية والعنقودية والتي تؤدي للاصابة بالتهاب جلدي حاد. وفي الفترة الماضية كانت حساسية الجلد من مخلفات الاسمنت في منطقة العكد تمثل مشكلة بيئيه كبيره والمؤمل ان تتراجع بعد تركيب الفلاتر. بعد ظهور الاجهزة التي تمكن من معرفة وظائف الرئة اظهرت الدراسات عديدا من الحالات لقصور في وظائف الرئة نتيجة التعرض لغبار الاسمنت وقد ساهمت تلك التقنيات في معرفة العلاقة بين اعراض ضيق التنفس وانقباض الصدر وبين التعرض لغبار الاسمنت ومكوناته. وبعد ازدياد مصانع الاسمنت بولاية نهر النيل تزداد المخاوف من الآثار البيئية والصحية الكارثية مما يتطلب قرع الاجراس والعمل على تلافي الآثار الوخيمة ووقف التدهور في صحة الانسان واتخاذ التدابير اللازمة وفق المواصفات الصحية حتى لا يستفحل الامر. ولاية نهر النيل التي باتت تسمى بولاية الاسمنت لكثرة المصانع المقامة بين مدينتي الدامر وبربر كما تحتضن المنطقة بين الدامر وعطبرة وحدها ثلاثة مصانع اسمنت بالضفة الشرقية بطاقات انتاجية مختلفة كما تحتضن منطقة بربر مصنعين لانتاج الاسمنت ما يطرح تساؤلات عدة ابرزها هل ثمة تفكير استراتيجي صاحب قيام تلك المصانع ؟ وهل تمت دراسة الآثار بعيدة المدى على المواطن الذي تقع المصانع منه على مرمى حجر؟وهل العائد الاقتصادي من تلك المصانع يساوي او يفوق الصرف الصحي على الانسان والحيوان والنبات؟ وهل ثمة علاقة في التغيرات التي قد تحدث مستقبلا على المناخ مع تصاعد وتيرة الاضرار الناتجه من الانحباس الحراري وسؤال اخير هل الفلاتر والتي الزمت الحكومه بها المصانع كافية للتخفيف من تصاعد الغبار في الجو؟