تلتئم اليوم اجتماعات مؤسسة الرئاسة لحسم نزاع ابيي، بينما فشلت اجتماعات اللجنة السياسية العليا في الوصول الى اتفاق حول شرطة البترول لمنطقة دفرة. وابلغت مصادر «الصحافة» بأن الحركة الشعبية في اجتماع امس طالبت بإجلاء شرطة البترول والاحتياطي المركزي المتمركزة في دفرة باعتبار ان حماية البترول اوكلت للقوات المشتركة، واوضحت ان الوطني تمسك بوجودها. الى ذلك، وصل رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الى الخرطوم امس وينتظر ان يجتمع الى الرئيس عمر البشير اليوم. وفر ما يقرب من 25,000 شخص من مدينة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب منذ مصرع العشرات في أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، ويساور وكالات الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة القلق من أن الموقف الإنساني غير المستقر قد يتدهور بسرعة ما يترك هؤلاء النازحين أكثر عرضة للخطر. وفي الاثناء حثت الولاياتالمتحدة، القادة في كل من شمال وجنوب السودان أمس على كبح العنف في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الجانبين، وعقد اجتماع بينهما في اقرب وقت ممكن لحل مسألة الموقف النهائي للمنطقة. وأخبرت مصادر أممية في أبيي شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) التابعة للأمم المتحدة أن سكان البلدة بدأوا في التوجه نحو الجنوب ليلة 2 مارس بعد أن «تم تدمير قسم الشرطة الموجود في قرية ماكير المجاورة بالكامل». ويقول رئيس ادارية ابيي دينق أروب كوال ل»ايرين»، إن «عدداً كبيراً من الأشخاص فروا من ديارهم وأن البعض يقيمون على مقربة من أبيي في حين ذهب البعض إلى أقوك، 40 كلم جنوب أبيي، حيث فر إليها 60,000 شخص من سكان أبيي في 2008 اثر اشتباكات بين القوات المسلحة والجيش الشعبي دمرت أبيي. وتشير التقييمات اللاحقة لموظفي الأممالمتحدة في أبيي الى أن أكثر من نصف السكان تركوا البلدة وأن عدد النازحين يتراوح بين 20,000 و25,000 شخص، وذكر تقييم مشترك بين وكالات الأممالمتحدة في 6 مارس أن معظم النازحين كانوا من النساء والأطفال حيث يبقى الرجال في ديارهم لرعاية أصول العائلة. وفي بيان صدر في 6 مارس قال منسق الأممالمتحدة الإنساني في السودان جورج شاربنتيه، إن منظمات الإغاثة في منطقة أبيي «على أهبة الاستعداد لمساعدة المحتاجين وخاصة بشحنات الغذاء ومآوى الطوارئ والمياه والصرف الصحي والمساعدات الطبية». وقالت منظمة إغاثة أخرى إنه بالرغم من أن النازحين قد وجدوا آليات التكيف الخاصة بهم عن طريق البقاء مع الأقارب، إلا أن هذا الحل سيكون مؤقتاً. وقال مدير أحد برامج خدمات الإغاثة الكاثوليكية في جوبا توم بيوريكال: «مما نسمعه أن الكثير من النازحين انتقلوا للسكن مع أسر في المدن الموجودة جنوب أبيي. وهو ما سيضع ضغطاً هائلاً على الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه». من جانبه قال البيت الابيض «الولاياتالمتحدة تستنكر احداث العنف الاخيرة في منطقة ابيي، وتدعو القيادات الشمالية والجنوبية الى اتخاذ خطوات فورية لمنع وقوع هجمات مستقبلية واستعادة الهدوء». وقال البيت الابيض في بيان «هذه الازمة الخطيرة غير مقبولة بالنسبة للشعب السوداني، ونحن نستنكر نشر الجانبين لقوات». وقال البيت الابيض ان على الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ان «يلتقيا بأسرع ما يمكن ويظهرا جديتهما بشأن تحقيق تقدم سريع» لحل مسألة الوضع النهائي لابيي.