حضرنا ولم نجدكم عبارة تلتصق بابواب وجدران المنازل السودانية في المناسبات الرسمية والاعياد وبالرغم ان رسائل الموبايل ونغماته في الاونة الاخيرة قد ادت لتراجعها قبل ان يعود بها امس الاول رئيس الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد ولكنها عودة كانت بعيدة عن جدران المنازل وفي جدران النكسة التي اصابته والمعارضة في مقتل عندما كان مقررا ان يلتقي والرفاق في ابو جنزير ليرفعوا صوت تضامنهم مع الذين نجحوا في امتحان التغيير في مصر وتونس ، ولكنه لم يجد سوى رجال الشرطة والامن وقطعة كرتونة حصل عليها بعد جهد دون ان ينجح الذين امرهم بالبحث عن فحمة ليكتب بها عبارته حضرنا ولم نجدكم ، واستعاض عن ذلك بقلم البيك ليبعث بالرسالة الانية باستخدام لغة الماضي وتفاصيله عبارة نقد لم تنته بانتهاء مراسم المظاهرة وانما صارت محور نقاش وجدل بين المواطنين في الشارع تناولوها بروح الدعابة وبالسخرية من كل شئ وباختلاف نقاط انطلاقهم من فكرة المظاهرة وعدمها فاهل الحكومة وجدوا فيها فرصة ليقولوا ان المعارضة التي لن تجد فحمة لتكتب بها لن تستطيع الوصول للقصر الجمهوري الذي يعبر اليه من خلال ميدان ابوجنزير والطريق يبدأ من هنا فمن عجز ان يجمع الناس في الميدان هو اعجز عن فعل ما دون ذلك ولم تكن السخرية لتقف عند اهل الحكومة، فالمعارضون أنفسهم بدأوا غير مقتنعين بالذي تفعله القيادات واعلانها عن الحضور والغياب في ساعة الصفر والحقيقة، الا ان اجمل التعبيرات هي التي صاغها ذلك الشاب الحانق علي الجميع في صفحته الشخصية في الفيس بوك معبرا بالذي يخطر في باله قائلا «الشعب يريد اسقاط «الحمام» قبل النظام » واضعا حماماته بين قوسين دون تحديد لها علي وجه التحديد وعندما سئل عنها رد عبارتي زي المواقف العامة حقت الناس ديل، الا ان عبارة اسقاط الحمام التي تم تناولها قادت الناس نحو اتجاه اخر يتعلق هذه المرة بالكورة وفي السودان سيكون اليوم حدثا ينال كل الاهتمام وهو لقاء فوق السحاب يجمع قطبي الكرة السودانية الهلال والمريخ » في ملعب المريخ ولكنه لقاء سيكون بدون الجماهير وستكون القلعة الحمراء مسرحا فقط بدون مشاهدين وهو ما لم يحدث في لقاءات الفريقان الممتدة طوال تاريخهما ولكنه سيعيد للاذهان ما حدث في ابو جنزير الذي كان يبحث عن الجماهير بحسب رسالة نقد ويمتلئ برجال الشرطة رأي العين وعندما تنتقل صورة التلفزيون الي استاد المريخ فانها ستنقل مشهدا اخر غير ما تعوده الناس في مثل تلك المواجهات الجماهيرية ستنقل ملعبا خاليا من الجماهير بفعل قرار الاتحاد العام لكرة القدم وهو قرار قد يشابه قرار شرطة ولاية الخرطوم في تعاملها مع المظاهرة التي لم تكن قانونية الا ان الاختلاف هذه المرة سيكون في غياب الشرطة نفسها من داخل الملعب لانتفاء سبب وجودها وهي الجماهير وهو ما يعني انتقال المعركة الي خارج الميدان خصوصا وان المتوقع هو وجود للجماهير حول ملعب المريخ الا ان صورة اخري ستكون حاضرة صورة ممثلة في قائدي المريخ والهلال فيصل العجب وهيثم مصطفي اللذين سيرفعان نفس الراية التي رفعها نقد «حضرنا ولم نجدكم ».