وضح بشكل ظاهر انتعاش السوق خاصة في بعض الخدمات مع تصاعد «الحملات الانتخابية» التي انتظمت جميع ولايات السودان، ولعل ابرز هذه الخدمات هي خدمات «الطباعة»، فوجدت المطابع هذه الايام سوقا رائجا لطباعة «الملصقات» و«البوسترات» التي تحمل صور المرشحين وبرامجهم في طباعة ملونة، وتتفاوت درجة الطباعة من «عادي» الى «متوسط» الى «فاخر». ومن بين الخدمات التي وجدت رواجا في هذه الايام هي محلات «الافراح» حيث استفادت من تأجير «الصيوانات» و«الكراسي» وغيرها من الخدمات الملحقة من المبردات وخدمات مياه الشرب للمشاركين في حفلات تدشين الحملات الانتخابية او الليالي السياسية، بالاضافة الى خدمات «مكبرات الصوت». ايضا وجدت «المطاعم» حظها من هذه المناسبة السياسية حيث تقدم المطاعم خدمات «الدلفري» لكل القوى السياسية المجتمعين في انحاء العاصمة بالليل او النهار حيث تقدم تلك «الوجبات الجاهزة» اثناء انعقاد هذه الاجتماعات التي تناقش اجندة مختلفة، وتلاحظ حركة «سيارات» تلك المطاعم او «مواترها» جيئة وذهابا بين مركزها وتلك الدور السياسية. ومن الاشياء التي تزايد عليها الطلب بصورة اكبر هي سيارات «الليموزين» فقد اصبح الطلب على سيارات «اللاندكروزر» و«البكاسي» عاليا وارتفعت قيمة الايجار للسيارة من «100» جنيه لتصل الى «300» او «400» جنيه، بل بعض الشركات اصبحت تؤجر من شركات اخرى حتى تفي بطلباتها لبعض زبائنها من القوى السياسية، حيث اصبحت هذه السيارات هي الوسيلة الوحيدة الى الوصول الى جمهور الناخبين في الولايات، فاصبح كل مرشح يجب ان يستقل مثل هذه السيارات حتى يستطيع الوصول الى القرى والفرقان داخل دائرته الجغرافية او المرشحين لمنصب الوالي حتى يتمكن من تغطية الولاية في كل اتجاهاتها. وبالتالي استطاع «السوق» ان يمتص الكثير من الاموال التي خصصتها الاحزاب لحملاتها الانتخابية. ايضا هناك الكثير من «الباعة» المتجولين استفادوا من التجمعات والحملات الانتخابية والتسويق لبعض سلعهم. فاذا كانت القوى السياسية تسابقت من اجل تقديم خدماتها للمواطنين في الصحة والتعليم وخدمات مياه الشرب وغيرها، فان «السوق» لم يتوان في تقديم خدماته للمرشحين في كل مستوياتهم، وبالتالي يكون السوق قد كسب اهم «دائرة» في هذه المنافسة الانتخابية وهي دائرة «الاقتصادية» قبل ان يكسب واحد من المرشحين دائرة «جغرافية». فاذا كان السوق قد حول ملايين الجنيهات من اموال الاحزاب لصالحه فانه بالتأكيد فان ملايين الجنيهات ايضا قد حولها لصالحه ايضا فهذه المرة من جهة ثانية فهي «مفوضية الانتخابات» التي ايضا انفقت اموالا كثيرة لترتيب هذه المناسبة الخاصة في اعداد الصناديق والبطاقات والاوراق المكتبية الاخرى المساعدة في الاعداد لهذه المناسبة وليس يفرق ان كان السوق داخليا او خارجيا.