* الصدق والمصداقية كلمتان متلازمتان تنبعان من القلب واللسان، فالإنسان الصادق هو الأمين المؤتمن في أقواله وأفعاله ومعاملاته مع الناس، والمصداقية هي تأكيد الصدق قولاً وفعلاً، وتعني الالتزام بما يعد به الإنسان أو ما يتعهد بفعله تجاه الآخرين أو للآخرين، فالشخص الملتزم هو الذي يراعي العهود والمواثيق ويفي بالتزاماته الدينية والأخلاقية والوطنية ويكون وفاؤه صادقاً. * فالصدق يعطي الحياة طعماً ونكهة ويكسوها ألقاً ورونقاً، ويجعل صورة الإنسان الصادق مقبولة لدى من حوله ويشار إليه بالبنان فيقولون فلان صادق ولديه مصداقية، أما الكذب فيعطي صورة زاهية لكنها مزيفة وليست حقيقية، والكذب نقيض الصدق، والكذاب لا مكانة له بين قومه أما الإنسان الصادق فله وزنه ومكانته بين قومه وأهله وعشيرته، ويحكَّم بين الناس في النزاعات والخلافات، والكذاب منافق والمنافق كذاب. * والآفات متعددة في عصرنا هذا وأكبرها وأكثرها انتشاراً آفة الكذب التي انتشرت بين الناس واستشرت في مجتمعنا مثل النار في الهشيم ومثل السوس الذي ينخر في البنيان فيهدمه بأكمله، والسوس إن لم تكافحه أو تقضي عليه أو تجتثه من جذوره فإنه يجعل البنيان الشامخ دكا.. * والكذاب آفة من الآفات الاجتماعية الكبيرة تضاهي آفة الأرضة التي قضت على عصا سيدنا سليمان عليه السلام بعد وفاته، فالكذاب لا عهد ولا ذمة ولا أمانة ولا مصداقية له، وهو كآفة الأرضة إن لم تقض عليها قضت عليك، وستفعل فيك مثلما فعلته في عصا سيدنا سليمان.. * (وقد تلحقك أمات طه)!!