الخرطوم : الصحافة بات منظر الخضروات والفواكه والاغذية المعلبة ومنتجات الالبان المفروشة علي الارصفة منظرا مألوفا في اسواق العاصمة وبالرغم مما تقدمه الاسواق من فائدة للبائعين والمستهلكين معا الا ان تلك الاسواق قد تكون سببا في الحاق الاضرار الصحية بالمستهلك الذي ربما الزمته الاضرار الناجمة عن تناول تلك الاغذية سرير المرض ليبقي تحت الرعاية الطبية ، وفي ظل انعدام الرقابة الصحية علي تلك الاسواق تكون القابلية للاصابة بالامراض امرا حتميا في ظل تدني الوعي بين المواطنين للمخاطر التي قد تنجم من استهلاك سلع الرصيف . يقول أحمد عبدالرحيم موظف باحد مراكز البحوث ان عرض السلع الغذائية علي الرصيف سلوك طبيعي وذلك لان المنهج التربوي مرتبط بثقافة البيئة وبالتالي ينعكس علينا سلبا في عرض احتياجاتنا اليومية بتلك الطريقة دون مراعاة لخصوصية بعض تلك السلع التي تتطلب عرضا بمواصفات خاصة لضمان سلامتها من الملوثات. واشار عبدالرحيم الي ان القضية الاجتماعية انعكست في طريقة العرض اذ ان عدم حصول الشباب علي الوظائف يدفعهم لانتهاج ذلك السلوك الذي يتنافي مع ابسط مقومات العرض والطلب . وقال أحمد عبدالرحيم ان هنالك شريحتين في المجتمع احداهما تجيد التعامل وفق نهج علمي يجنبهم الكثير من المخاطر نتيجة الوعي، وفئة اخري لا تكترث للبيئة والوسط الذي تعرض فيه تلك السلع وهذه الفئة هي التي تتأثر سلبا بمخاطر العرض علي الارصفة ، وخلص عبدالرحيم الي وجود خلل واضح في ظل غياب الجهات الرقابية علي الاسواق، مطالبا السلطات اعادة المدينة لسابق عهدها بعد ان تم ترييف المدينة، مشيرا الي ان ذلك لن يتأتى الا بجعل المناطق الريفية جاذبة لاهلها . فاطمة محمود ، قالت ان عرض الخضر والفواكه علي رصيف الطرقات وفي محطات المواصلات يعطي انطباعا سالبا للمجتمع وهو مؤشر الي ان التنظيم الحضري بالمدينة بات ضعيفا ، مشيرة الي ان عرض الكريمات تحت اشعة الشمس يجعل منها خطرا داهما علي المستهلك وبرغم ذلك تجد تلك الاسواق اقبال المستهلك، وعمدت فاطمة للمقارنة بين حال الامس واليوم عندما كانت بعض الجهات المعلنة تقوم بتوفير مظلات واكشاك لعرض منتجاتها وهو توجه اختفي ، مطالبة بايجاد حلول تضمن سلامة السلع والمستهلك معا ، وطالبت فاطمة السلطات بمراعاة ظروف الباعة بتنظيم العمل ولو تطلب الامر تخصيص مواقع لهذه المجموعات بالاسواق . عبدالملك محمد الموظف برئاسة السجون اشتكي من عرض الفواكه والخضروات علي الرصيف بمواقف السيارات ما يجعلها عرضة للتلوث البيولوجي والكيماوي خاصة ان عوادم السيارات وما تخرجه من سموم تحوي العديد من العناصر السامة من رصاص وغيره يجعل من تلك السلع سموما قاتلة، كما ان عرض الفواكه لاشعة الشمس يحدث خللا في مكونات تلك الفواكه، كما انها تكون عرضة للاصابة بالفطريات ذات الاثر البالغ في تنشيط الخلايا السرطانية، واشار عبدالملك الي سابق تجربة له مع سلع الرصيف اذ اكتشف بوصوله المنزله ان تلك المعلبات التي جاء بها من السوق ذات صلاحية منتهية فعمد الي ابادتها، وقال عبدالملك ان السلع التي انتهت صلاحيتها ليست وقفا علي بضائع الرصيف بل ان هنالك العديد من المحال التجارية تجدها وقد عرضت سلعا منتهية الصلاحية . بعودة للسوق تجد ان الامر لا يقف عند معلبات وخضروات وفواكه فهناك صانعات السلطة بالدكوة وتري الناس يأكلون في حالة من الطمأنينة دون خوف او وجل من مخاطر الاصابة بالتيفود او غيره ، في وقت بات فيه المواطن يشتكي من كثرة الباعوض والذباب . مصدر بالهيئة السودانية للمقاييس والمواصفات قال «للصحافة» ان مهمة الهيئة هي ضمان سلامة السلع الواردة عبر محطات الهيئة سواء بالمطار او في المناطق الحدودية وتسمح سلطات الهيئة بدخول السلع اذا جاءت مطابقة لمواصفات الجودة ومن ثم يتم متابعة انسياب تلك السلع حتي البقالات كما تقوم الهيئة باعمال التفتيش الدوري حتي لا يتجاهل البعض فترة الصلاحية، اما نهج البيع في الارصفة فهو مسؤولية جهات اخري وليست المواصفات.