برعاية معتمد محلية أم درمان د. أبو كساوي، ومارسلاند للطيران انطلقت أمسية الثلاثاء 22 مارس أولي فعاليات (أنا وأنت والنيل القمر) على ضوء القمر، جوار طابية أم درمان وعلى خلفية الباخرة الأثرية (البوردين) وسط حضور مميز للشعراء والمطربين وأهل الإعلام ورموز امدرمانية جمعت كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي للمدينة مزجت الأمسية بين الشعر والغناء والتوثيق للأندية الاجتماعية ودورها في النهضة التنموية والثقافية والرياضية، وتنوعت موضوعاتها بين الطرح الثقافي والرؤى الفنية. شارك في الأمسية اللواء أبو قرون عبد الله أبو قرون قائلاً:(ظل جمهور أم درمان الذواق يتوق لمثل هذه الأمسيات، وأم درمان هي معقل الوطنية ومهد الفنون، هذه المدينة العبقرية بها من الأسرار التي لا يدركها إلاّ أهلها، وجمال أم درمان يكمن في جوهرها لا في مظهرها الخارجي) واختتم أبو قرون مداخلته بقصائد وطنية تتغزل في تاريخ المدينة وتراثها. جاءت كلمة الدكتور أبو كساوي موضحة لأهداف المنتدى وهي إعادة وإحياء مدينة أم درمان في نفوس أهل السودان، واستلهاماً لماضيها لتمنحنا الدافعية للعمل (بمزاج) صباح اليوم التالي، وإتاحة الفرصة للشعراء في أمسيات مفتوحة، وراتبة. وابتداع مسابقة للشعراء، إضافة إلى حوار يتخذ من الليل وهدوئه، ومن النيل وصفائه مناسبة لتلاقح الأفكار، ومناقشة القضايا المجتمعية المسكوت عنها بكل جرأة بغرض إيجاد حلول لها، واعتبر أبو كساوي أن المنتدى إعادة لجلسات الأنس تحت ضوء القمر وسط (الحيشان) للسعي بالخير بين الناس. وعن شكل المنتدى تحدث أبو كساوي واصفاً إياه بالأتي: نريده بسيطاً وعميقاً، نريده مثابة لأهل أم درمان، ساحة للحوار وفضاءً للترويح وبغير مساءات رائقة لن تكون ثمة صباحات منتجة، وحيّا في كلمته وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم الدكتور محمد عوض البارودي الذي شرف المنتدى حضوراً، مذكراً بأن موعد انعقاد المنتدى الراتب عند اكتمال الهلال بدراً في الرابع عشر من الشهر العربي. من جانبه، عبّر الأستاذ صديق المجتبي الأمين العام للمجلس القومي للثقافة والفنون عن سعادته باختيار هذا المكان الذي يمثل بقعة تاريخية، مؤكداً بالقول: عندما نأتي إلى أم درمان عامة والى هذا المكان بالذات تحتشد دواخلنا بالإلهام لأنه مقام محتشد بالتاريخ والحضارة والتراث، وفي هذا المكان كانت لنا دماء وشهداء ومنارات قديمة، كما أننا من مدينة بنيت لم تشيدها يد البناء ولم تخططها يدُّ المساح إنما خططتها عبقرية أهل السودان، وقال إن كان ثمة قيمة لهذا اللقاء فقد أعاد إليّ صديق الشاعر بعد أن ضاعت ملامحه في زحام الحياة، وقرأ قصيدة يجاري فيها الشاعر العراقي عبد الواحد عبد الرازق شاعر الرافدين. تخللت الأمسية فواصل غنائية بأصوات عدد من المطربين على رأسهم الفنان إبراهيم خوجلي، وحسن شرف الدين، وضياء السر، تنوعت بين مختارات الحقيبة والتراث.