أتاحت لنا «الدوحة» فرصة المشاركة في مهرجانها البحري مع مجموعة من الصحافيين العرب، الذي عكست من خلاله تراثها الثقافي عبر الفقرات الابداعية التي صاحبت ايام المهرجان العشرة، واستطاعت من خلاله قطر أن تسلط الاضواء على ارثها التاريخي الذي شكل بدايات انطلاقها نحو آفاق المستقبل، ومثل المهرجان فرصة نادرة للوقوف على مختلف ضروب الفنون والابداع في مختلف المجالات وبمشاركة فنانين عالميين بهروا الزوار بعروضهم التي قدموها للمشاهدين. المهرجان ينهي دورته بمشاركة «150» ألف زائر: طوى مهرجان قطر البحري أول أمس دورته الثانية، التي استقطبت «150» ألف زائر، علي الشاطئ الشرقي من مؤسسة الحي الثقافي «كتارا» وسط حضور وتجاوب كبير من المشاركين، وقالت الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني رئيسة اللجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري «نحن سعداء بالطريقة التي تمت بها فعاليات المهرجان، وقد شاهدنا آلاف الوجوه المبتسمة، وأعرب لنا عدد لا يحصى من زوار المهرجان عن استمتاعهم بالوقت الرائع الذي أمضوه في المهرجان، وبالفعل فقد سار المهرجان على أفضل وجه ممكن». واكدت ان السبب وراء النجاح المذهل الذي حققه المهرجان هو جودة ونوعية الفعاليات والعروض التي تمكنوا من احضارها لقطر. وأعربت عن تطلع اللجنة المنظمة الى تحقيق المزيد من النجاح في النسخة الثالثة من المهرجان. وكان المهرجان الذي امتدت فعالياته لنحو عشرة ايام، قد حفل بالنشاطات والفعاليات الممتعة، واستمتع زوار المهرجان الذين بلغوا «150» ألف زائر ب «16» فعالية رائعة نالت اعجاب الزوار. نحاتون عالميون يبدعون: شكلت «مملكة الرمال» لوحة زاهية جذبت الزوار بالمهرجان، وكانت من بين ابرز الفعاليات في المهرجان، حيث شارك فيها عشرة من نحاتي الرمال المعروفين علي مستوى العالم، حيث استعرضوا مهاراتهم في عمل منحوتات رملية مذهلة، عبر اعمال فنية مستوحاة من تراث قطر البحري، وعمل الفنانون في خمس مجموعات وابدعوا تماثيل استوحت فكرتها من التراث القطري، كما تنافس النحاتون في صنع منحوتات للحيوانات البحرية المهددة بالانقراض والحياة البحرية. وقد خصص النحاتون ساعتين يومياً للزوار والعائلات في ورش عمل حول فن النحت في الرمال يشرفون خلالها على قيام الزوار بتنفيذ منحوتات فنية رملية تحت أعينهم. ويشارك في «مملكة الرمال» نحاتو رمال من كافة أنحاء العالم، وهم شارلوت كوستر «هولندا»، ديفيد بيلنغس «كندا»، هيلينا بانغرت «هولندا»، جيل هاريس «أمريكا»، جون جودي «أمريكا»، لوسيندا ويرنغا «أمريكا»، جو هنغ تان «سنغافورة»، ريتشارد فارانو «أمريكا»، تيد سيبرت «أمريكا»، توماس كوت «أمريكا». أطفال يختبرون معلوماتهم على الهواء: فعاليات المهرجان التي حظيت بمشاركة واسعة، واستقطبت جمهوراً كبيراً، اتيحت فيها الفرصة للأطفال لتقديم مواهبهم الفطرية عبر برنامج اختبار معلوماتهم، وذلك في إطار جمع فيه المهرجان ما بين التثقيف والترفيه من أجل زيادة المعرفة ونشر الوعي بالتراث البحري، حيث شارك «14» فريقاً مدرسياً في مسابقة على الهواء حول اختبار المعلومات البحرية لدى الاطفال، وتمحورت أسئلة الاطفال حول قطاع اللؤلؤ والسفن وأساليب الغوص والمعدات البحرية القديمة. عروض الفقمات السيبيرية تبهر الزوار: في أول بادرة من نوعها شهد مهرجان قطر البحري تقديم أربع فقمات زائرة من سيبيريا عروضاً مبهرة، حظيت بترحيب واسع من الجمهور، وتتضمن عروض الفقمات السيبيرية سلسلة من الحركات البهلوانية والخدع التي تدربت عليها بشكل جيد، إلى جانب عروض الباليه المائي لامتاع زوار المهرجان على شواطئ الدوحة. وقال السيد حمد التميمي المدير العام للمهرجان: «يحفل المهرجان هذا العام بالعروض الممتعة التي تستحق المشاهدة، ولكن عرض الفقمات يتمتع بأهمية خاصة، فنحن بحق مسرورون لتمكننا من إحضار هذا العرض إلى قطر لأنه لم يسبق أن أجري مثله في الصحراء، وإن ما يجعل عرض الفقمات مثالياً لهذا المهرجان هو أنه يجمع ما بين الترفيه والتثقيف، حيث بإمكان الناس أن يشاهدوا الفقمات وقت العمل واللعب، وفي نفس الوقت اكتساب المعلومات عن هذه الحيوانات». واضاف: «إن مشاهدة الطبيعة عن قرب يحفز العقل خاصة عند الأطفال، ويزيد الوعي بقضايا البيئة، مثل قضية بيئة عيش الحيوانات والأخطار التي تواجهها، وتأثير التغيّر المناخي على النظام البيئي الهش للكرة الأرضية». «حمدة وفسيكرة» قصة خيالية: قدم المهرجان القصة الخليجية «حمدة وفسيكرة». وتجري أحداث القصة على حافة البحر، حيث تأتي السمكة السحرية «فسيكرة» لإنقاذ حمدا المسكينة وتجمعها بالأمير الوسيم، عبر رسومات رائعة، وتحتوي القصة على سرد تعليمي للعادات والعبارات الفلكلورية المحلية. ورغم أن القصة المقدمة للصغار لكنها كثيرا ما حظيت باعجاب واهتمام الكبار الذين زاروا المهرجان، باعتبارها قصة خيالية وتصويرا تاريخيا للحياة في منطقة الخليج العربي، وقد تم نشر القصة عبر كتاب باللغتين العربية والانجليزية. وقال السيد حمد محمد التميمي المدير العام للجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري: «إن التعليم والثقافة يشكلان اثنتين من الركائز الخمس التي تقوم عليها اللجنة، وإن قصة «حمدة وفسيكرة» ستجعل القراء يعيشون التراث البحري القطري بأنفسهم». وقالت د. كلثم الغانم، أستاذة علم النفس في جامعة قطر، راوية حكاية «حمدة وفسيكرة» إن قصة حمدة وفسيكرة «ترسخت في روح التراث الخليجي التقليدي» و «تحكي كيف أن البحر أصبح جزءا مهما من الخيال الشعبي في المنطقة». وترى د. الغانم أن أهمية الحكاية تكمن في قدرتها على التوجه إلى أطفال اليوم ومنحهم «مجموعة من القيم الإيجابية حول العلاقات الإنسانية مع بيئتهم، وكيف يمكن أن يكونوا أصدقاء للمخلوقات المحيطة بهم». وتظهر الرسوم التصويرية للكتاب عشق مي المناعي لقصة «حمدة وفسيكرة» الذي يتجلى في رسوماتها البهيجة. وتقول المناعي: «إن القصة تناسب كل مكان وزمان مما زاد من استمتاعها بوضع الرسوم لها». وتضيف أن «هذه القصة محفورة في ذاكرتي منذ الطفولة عندما كانت جدتي تحكيها لي مرات ومرات». التعرف على أكثر من «100» من الكائنات البحرية: وفر مهرجان قطر البحري للزوار والمتابعين الفرصة للتعرف على أكثر من «100» من الكائنات البحرية من خلال معرض «بحارنا» الذي يعد من الفعاليات البارزة في المهرجان، ويضم المعرض العديد من أحواض السمك المصممة بطريقة إبداعية، والبرك التي تعرض تشكيلة مختلفة من الكائنات البحرية التي يزيد عددها عن المائة. ويوفر المعرض للزائرين جولات تعريفية بمحتويات المعرض البحري باللغتين العربية والإنجليزية، مما يتيح العديد من الفرص التعليمية لمحبي التعلم. ويقدم معرض «بحارنا» مواد تثقيفية، من خلال عروض فيديو على الشاشة المائية الفريدة في الركن التعليمي، إلى جانب الاختبارات التي تتم بالضغط على الشاشة، وعرض البيانات التشريحية لأسماك الشعاع اللاذع وأسماك القرش. ومن بين أهم معروضات «بحارنا» المرجان الحي، وقطعة من حاجز مرجاني تم إحضارها جواً من المحيط الهادي خصيصاً للمهرجان، والكائنات التي تسكن فيه، كما يمكن مشاهدة السمكة النفاخة السامة التي تنفخ سمها عند شعورها بأي تهديد، وكذلك السمكة الأسد السامة، والأخطبوط ذو الأرجل الثمانية الذي يصطاد فريسته في الليل، وكذلك السمكة الملائكية الملونة التي لا ينطبق عليها اسمها حيث أنها سامة.