٭ فوجئت.. بل وصدمت للحملة الهوجاء الجاهلة على ما تحدث به سعادة اللواء/ امن/ حسب الله بخصوص إلغاء الشريعة حال اجماع الاحزاب عليها.. عندها قامت القيامة الكاذبة وانبرى نفر يهاجمونه بكل قسوة وسوء نية كبيرين، أو انهم يريدون ان يخدعوا جماهير الشعب بأن هناك شريعة من الامر يتبعها اولى الامر لقيادة الشعب السوداني المسكين!! اندفعوا دونما تروٍ في حديث حسب الله عمر حيث انه تحدث بلغة عربية بسيطة يفهمها كل السودانيين.. وقال بالحرف الواحد (اذا اجمعت الاحزاب فلتذهب الشريعة) وسؤالي لهؤلاء الابطال هل يمكن ان تجمع الاحزاب على الاعتراض على الشريعة والاجابة بديهية وبسيطة بساطة وسذاجة هؤلاء النفر الذين تبدو على سيماهم الوجاهة والصلاح لهذه الامة البائسة!! بدلاً من ان يجدوا العذر والتأويل الصحيح لهذا الكلام، فإذا بهم يجرمون ويحاكمون ويكفرون ويطلبون الفتوى في هذا المرتد!! وليس هو بمرتد ولا كافر، ومن قال لاخيه (يا كافر) فقد باء بها احدهما.. إذن فمن يا ترى غيرهم يجب ان تبؤ به هذه الكلمة؟!! هذا النمط من التفكير والتكفير يقودني الى منهج ما يسمى بمصطلح (علماء السودان) و(الرابطة الشرعية للعلماء) فهؤلاء الذين نصبوا على هذه الامة يشهد لهم القاصي والداني- سكوتهم عن الحق وهو بائن بينونة كبرى.. وإلا فما هو موقفهم من اتفاقية السلام الشامل التي مزقت السودان ولم تقدمه سياسياً ولا اقتصادياً حسب ما نصت عليه الاتفاقية؟! الم يقيموا لها الاحتفالات وذهبوا بالطائرات ومعهم رهط من اطياف الشعب الى ابوجا ورقصوا.. وغنوا ومدحوا وعرضوا؟!! اين موقفهم من اتخاذ الشريعة المسكينة واجهة وعنوانا لخطابات المسؤولين في الدولة والحزب المسمى زوراً وبهتاناً (المؤتمر الوطني، وهو ليس بوطني ولا يحزنون!! هل في دولة الشريعة يتم احتكار السلطة والثروة والدين والعلم والرياضة والاجتماعيات والاقتصاد والتاريخ والتمثيل في اضابير ما يسمى زوراً وبهتاناً (المؤتمر الوطني)؟!! الا يذكرون الفتاوي التي اصدروها في فترة الانتخابات؟! ما قول الشريعة الاسلامية فيمن تتم مبايعته بيعة الاسلام (أن نقيم الدين كله) ونجتهد في مصالح الامة.. ان ولي الامر يصدر القرارات والمراسم الجمهورية ولا ينفذ منها إلا ما يريده المؤتمر اللاوطني. الم يتم الحنث بالعهود والعقود (قوانين- لوائح- دستور الخ) والانتصار فقط لما يسمى بهيبة الدولة؟! فيتم ضرب وتعقب المضربين والمعتصمين بصورة اذهبت هيبة الشعب السوداني العظيم لترتفع اسهم الدولة. هل قامت الحكومة بإحقاق الحق وانصاف المظلومين الكثر؟! وحتى اولئك الذين انصفهم القضاء لم تقم بأنصافهم. يا علماء السودان وواجهة ما يسمى بالحركة الاسلامية (وقد كنت عضواً فيها) اتقوا الله في هذا الشعب اين هى هذه الحركة الاسلامية حقيقة؟.. الم يتم حلها بقرار فوقي قبيل قيام الانقلاب؟!! الم يقم زعيم الحركة الاصلي بمخاطبة اعضاء الحركة في بحري وخاصة الشيوخ منهم واهدائهم مصاحف مقابل جليل اعمالهم وصبرهم واحتمالهم لسجون (النميري) وانجاح انقلاب الجبهة على الوضع الديمقراطي؟! أين الحركة الاسلامية والتي يشارك قادتها في جمع مفاصل النظام والمؤتمر البائر من اللعب بشعيرة الزكاة وفقهها الطاهر الزكي؟!! الم يعط الزكاة لايتام المسيحيين من الجنوبيين؟! الم تعمر بها مناطق في جنوب السودان؟ الم يقر ديوان الزكاة قسمة ضيزي لتوزيع الزكاة من نسبة (تُمن) لكل فئة مستحقي الزكاة؟! ان الزكاة ينبغي ان تجمع في كل ولاية وتوزع وتكفي الفئة الاولى ثم الثانية وهكذا؟ واذا فاض شيء من المال يحوّل لاقرب ولاية عاجزة، ولا ينبغي اللعب بشعيرة الزكاة وزيادة معاناة مستحقي الزكاة رهقاً على رهقهم حيث ان اخراج المواطن من دائرة الفقر هى مسؤولية الدولة والدولة اليوم تعمل منهجياً لإفقار الشعب ومع ذلك لا تعطيه الزكاة لماذا لا تراجع أموال الزكاة؟ اتحدى أى شخص من قادة النظام ان يكون لجنة لمحاسبة ديوان الزكاة شريطة ان يكونوا من اشخاص كبار في العلم والسن، اذكر حينما قام هذا الانقلاب (وكنت من المشاركين فيه) ان وقعت حادثة معيبة طالبونا بسترها والآن هاهم يقولون بفقه السترة وهذه معصية اشتهر بها اليهود فقد (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون) والحبيب المصطفى يقول ( انما اهلك الذين من قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه.. واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد.. وايَّما الله لو ان فاطمة بنت محمد قد سرقت، لقطع محمد يدها). ان الوطن اليوم اصبح في بؤس وكابوس مرعب جراء أصحاب النظرة الآحادية والاجواء فتراهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يطبقون الشريعة الاسلامية وهذا يعني صراحة الحكم بالاهواء وهذا ما حذر منه القرآن الكريم والسُنة المطهرة. انني اناشد جميع الشباب والشيوخ وجميع الاخوان الذين نعرفهم ويعرفوننا ان ينسلخوا من هذه الجماعة الكاذبة وهذا الحزب ويعملوا على إعادة الامور الى نصابها والكفر بجميع هذه الاحزاب العاجزة التي اكل عليها الدهر وشرب، وان تكون الفكرة الآن للشباب ليأخذوا زمام المبادرة ويخصلوا أنفسهم من هؤلاء الظالمين اجمعين الذين اكلوا زمنهم وزمن احفادهم دون وجل من الله ولا حياءً من عباده.. وهذا ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين، تكاتفت سواعد وعزائم الشباب الاحرار الذين ما عاد يقعدهم الخوف فإنما ذلك حزب (الشيطان) يخوف اولياءه فلا تخافوه وخافوا الله ذا الجلال والاكرام. وسنظل نرفع ايادينا لجبار السموات والارض المعز المذل القاهر فوق عباده- شاكين ظلم الظالمين وطغيانهم علينا ولن نيأس من روح الله حتى لا نكون من الكافرين؟!! عاش الشعب السوداني الأبي الكريم وضمًّد الله جراحاته العميقة ونصره على قاهريه. والسلام