قررت اللجنة الحكومية المكلفة بدراسة خصخصة الهيئة العامة للامدادات الطبية، الابقاء على الهيئة دون الحاجة الى خصخصتها، وذلك نزولاً عن رغبة المجتمع، فى وقت طالب فيه اطباء وصيادلة بالاسراع فى انفاذ وتفعيل لائحة توحيد وتسعير الدواء، ليتمكن المواطن من شرائه، محذرين من احتكار سلعة الادوية. والتأم بالخرطوم امس، مؤتمر موسع للصيادلة اطلق عليه (مؤتمر الصيدلي العربي)، لمناقشة حزمة من القضايا تتعلق بمهنة الصيدلة، على رأسها قضية خصخصة الامدادات الطبية، ومراجعة اسعار الادوية. وكشف مدير عام هيئة الامدادات الطبية، الدكتور جمال خلف الله، فى ورقة حول خصخصة الهيئة ان اللجنة الحكومية المكلفة بخصخصتها توصلت الى قرار نهائي لابقائها دون الحاجة الى خصخصتها، ولفت الى ان الحكومة تدفع اكثر من (150) مليون جنيه للعلاج شهريا. وقالت وزيرة الصحة بولاية الخرطوم، اقبال احمد البشير، ان هنالك مشكلة فى تقنين اسعار الدواء بالنسبة للمواطن، وطالبت مجلس الادوية والسموم بتفعيل لائحة تسعير الدواء حتى يتمكن المواطن من شرائه. وافادت دراسة حول (تقنين اسعار الدواء في السودان) ان السكان الذين يحصلون على الادوية الاساسية اقل من (50%)، وان (79%) من الصرف على الخدمات العلاجية من المواطنين انفسهم، وحذرت من ان حدة الفقر وانتشاره في البلاد يعرضان صحة شريحة كبيرة من السكان للمرض،واشارت الى ان 44% من الادوية غير مقدور على شرائها، ورأت ان تكلفة الادوية التى يدفعها المريض السودانى اعلى من التي يدفعها نظيره في دول افريقيا جنوب الصحراء، وقالت ان اسعار الادوية في السودان هي الاعلى في اقليم شرق المتوسط، وتعادل (18) مرة السعر الدولي المرجعي، وعزت الامر لارتفاع الهامش المضاف لاسعار العطاء الحكومي.واكدت الدراسة ان (85%) من سكان المدن بالولايات الشمالية تحت خط الفقر، وان (93%) من سكان الريف في الولايات من الفقراء، وان (40%) من سكان السودان تحت خط الفقر. وحذر نقيب الصيادلة السودانيين؛ صلاح سوار الذهب، من مغبة ارتفاع أسعار الدواء وإحجام المواطنين عن شرائه بسبب زيادة الرسوم الحكومية التي قال إنها فى زيادة مطردة نتيجة لتعدد الرسوم المحلية والضرائب والجمارك. وقال سوار الذهب، لدى مخاطبته فاتحة مؤتمر الصيدلى إن العائد الربحي من العملية الصيدلانية لا يغطى التكلفة الكلية للخدمة التي تنعكس بصورة واضحة على مستوى ترقية وتطوير المهنة. ودعا الحكومة لدعم استيراد الدواء وتوفير العملات الحرة عبر الجهاز المصرفى، مطالباً باستيعاب خريجى كليات الصيدلة الذين بلغ عددهم عشرة آلاف خريج.