ثغرة في جدار الشمولية الكتاب عمل توثيقي لاعادة نقابة جامعة الخرطوم ويقع في 261 صفحة من القطع المتوسط بلغت ملاحقه 71 صفحة وهذا اعطى الكتاب الموثوقية والمصداقية. اشتمل الكتاب على خمسة فصول كل فصل يحكي جانبا من مسرحية اعادة تكوين الهيئة النقابية، يستهل المؤلف معظم فصول الكتاب بحكمة تكاد تلخص فكرة الفصل وهذا يدل على عمق ثقافة المؤلف وموضوعيته. استهل المؤلف الكتاب بشكر لنفر خلص يأتي في مقدمتهم بروفيسور مهدي امين التوم لمشاركته في مراجعة وتصحيح مسودة الكتاب، وهذا حق أدبي اثبته رجل يعرف قدر الرجال أي رجل يستحق ذلك ثم اسرته التي تحملت غيابه الطويل في العمل العام ونالت منه نقابة جامعة الخرطوم قدرا كبيرا كما لم ينس المؤلف زملاءه في جامعة الخرطوم الذين عملوا معه في اللجنة التنفيذية والجمعية العمومية، كذلك لابنته اماني وزوجها اللذين تكفلا بطباعة هذا الكتاب وكذلك المحامين الذين وقفوا مع النقابة دون مقابل وهم سامية الهاشمي، وعلي قيلوب ونبيل اديب المحامي.. بالكتاب اهداء وشبه اهداء.. الاهداء كان لاحفاده ورغم الطابع الحزين لهذا الاهداء الا انه يفتح بابا للامل وذلك بان تسود في زمانهم العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وشبه الاهداء الى مجموعة من الاهل والاصدقاء غيبهم الموت. مقدمة بقلم المؤلف أعطت ملامح عامة عن الكتاب استهل المؤلف الفصل الاول بحكمة من غابريل غارسيا «الحياة ليست ما يعيشه احد وان ما يذكره وكيف يتذكره ليرويه» كأنما اراد ان يقول التوثيق ذاكرة الامة، وحوى الفصل تجمع اساتذة جامعة الخرطوم واهداف هذا التجمع والتي تتمثل في سيادة الجامعة واستقلاليتها حتى تتبوأ وضعها الطبيعي بين جامعات العالم الحر. وقد حوى الفصل أيضاً عدة بيانات للاسرة ، أحداث جامعة أم درمان الاهلية، وختم الفصل برسالة مفتوحة الى مدير جامعة الخرطوم البروفيسور محمد أحمد علي الشيخ وجرت تلك الاحداث في 4002 5002م. وفي الفصل الثاني تناول المؤلف خطوات تكوين الهيئة النقابية قيام اللجنة التمهيدية وينحصر دورها في تنظيم لجان الفرعيات التي تتكون منها الجمعية العمومية وشمل ذلك خطابات الى أعضاء هيئة التدريس، مدير جامعة الخرطوم، ورئيس مجلس الجامعة ثم جدول الانتخابات والفترة التمهيدية ثم اجراء عملية التصويت واعلان النتائج وتكوين المكتب التنفيذي في 81/1/6002م. أما الفصل الثالث الذي حمل «النشاطات النقابية» يعتبر الفصل المحوري للكتاب والفصل عبارة عن صراع غير مبرر بين النقابة من جانب ومدير الجامعة ومجلسها ووزارة التعليم العالي من جانب آخر، فيما يتعلق بمطالب منطقية وقضايا عادلة مثل الاعتراف بالنقابة واستحقاقات بدل التذاكر منذ 2991م، فروقات الهيكل الراتبي منذ 4002م. الاستقطاعات غير المأذونة بالاضافة الى الاستقطاع الخدمي للاساتذة بعد السن المعاشية. وهي مطالب تهم جميع أعضاء هيئة التدريس. ويتناول الفصل كذلك مخاطبات اللجنة لأعضاء الجمعية العمومية ومدير الجامعة لطرح قضاياهم ليعمل الجميع لما فيه مصلحتهم ومصلحة الجامعة، ولكن ظل مدير الجامعة يماطل في الرد على خطابات رئيس النقابة .. الى فرض عليه اللقاء عند تسليم المذكرة، ثم الاضراب عن كل الانشطة لمدة ثلاثة ايام والذي تم بنجاح، ثم تناول الفصل الصحف السودانية التي تناولت هذا الصراع، تلى ذلك مخاطبة أعضاء ورئيس المحكمة الدستورية وصولاً الي القرار الكارثة وذلك بالاستغناء عن خدمة 94 استاذا في 92 ابريل 7002م بتوقيع سكرتير شؤون الافراد. الفصل الرابع حمل عنوان «النقابة وآفاق القضايا القومية»، تناول المؤلف مشاركات الهيئة النقابية في مجمل الحراك السياسي والنقابي بالعاصمة القومية. ساهمت الهيئة النقابية في فك الاشتباك الذي جرى بين بعض فصائل اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ثم التضامن مع الصحف السودانية التي تمت مصادرتها والمشاركة مع الأحزاب السياسية في الانشطة الوطنية. اما الفصل الخامس الخاتمة سجل المؤلف سلبيات وايجابيات التجربة بكل صدق وأمانة. لدي بعض الملاحظات أود ذكرها.. 1 - الكتاب عمل توثيقي دقيق تفتقده النقابات وتعامل المؤلف مع المعلومات تعامل الرجل الاقتصادي في دقة الارقام والتواريخ وهذا اكسب المعلومات مصداقيتها. 2 - اثبت المؤلف الحق الادبي لكل من ساهم في الكتاب بدءا بزملائه اعضاء اللجنة التنفيذية وجمعيتها العمومية حتى مصمم الغلاف. 3 - اتبع المؤلف التسلسل التاريخي في سرد تكوين الهيئة النقابية. هنالك نقاط ، اما اغفلها المؤلف او تجاهلها ولم يرد ذكرها. 1 - الأولى لم يرد ذكر للناشر او دار النشر التي تولت طباعة الكتاب. 2 - النقطة الثانية هي في تلك الفترة نشطت نقابة المنشأة في مخاطبة الاسرة الجامعية تمنيت لو ان المؤلف أورد بعضا من تلك الخطابات ليقف القارئ على ضحالة فكر ولغة نقابة المنشأة ومدى الاستهتار بعقول نخبة من المعلمين. على العموم الكتاب عمل توثيقي مهم جدير بالقراءة واضافة لذاكرة الامة والمكتبة السودانية والقادمين من النقابيين سوف يجدون ما يقصر المشوار ويخفف عنهم المشقة والعنت وسوف يبدأون من حيث انتهى الآخرون.