إن كل من يقصد طابت الشيخ عبد المحمود وما حولها من قرى، تجد لسانه يلهج شكرا ويفيض ثناءً لكل من الشيخ الدكتور سلطان محمد سلطان القاسمي أمير إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية، والشيخ رجب محمد رجب ذلكم الرجل المسكون بحب الخير وفعل الخيرات في شتى المجالات.. لجهدهما البائن في وضع المعاناة عن كاهل أهل المنطقة غربي الحصاحيصا، بدءا من ود سنتور وانتهاءً بالهدى وما غربها من قرى، جراء إرساء وتأسيس شارع مسفلت بمواصفات لم تكن تدور في خلد السكان، إلا عبر المنام، فظهر في حياتهم شيخ رجب فأحال الحلم إلى حقيقة، وأنزل التطلعات إلى أرض الواقع، حين اتيحت له فرصة بسط بعض الإمكانيات السخية من سمو الأمير سلطان، فلم يركن لنفسه ساعةً رغم تضاريس فذلكته الشخصية الخاصة التي تخول له السؤال لنفسه، ولئن فعل لما عاب عليه أحد ذلك، غير أنه آثر العامة على نفسه، فطالب سمو الأمير بإنشاء طريق مسفلت يربط الحصاحيصا بطابت ويمتد من بعدها إلى الفريجاب مسقط رأسه. وقد كان له ما أراد، فتفيأ الجميع ظلال نعمته، وودع الناس رهق وعثاء السفر وكآبة المنظر، لا سيما عند فصل الخريف، فاكتمل الطريق بدرا في سماء المنطقة في بواكير الألفية الثالثة في سنة 2003م تقريبا، غير أنه ومنذ ذلك الحين لم تطال الطريق يد الصيانة والرعاية من قبل حكومة ولاية الجزيرة التي يتوجب عليها حمله على أكف الرعاية والعناية مع مرور الزمن، الذي دون شك قد أعمل آلته فيه، فاهترأت بعض أجزائه، وخشى غمار الناس أن ينسرب الطريق من بين أيديهم جراء غياب عين الرقيب عنه وافتقاره، بل تعطشه للنهل من معين الصيانة التي ظل يفغر فاهه انتظارا للحظة مجيئها منذ تأسيسه، فهلا تحركت حكومة ولاية الجزيرة لتلافي ما علق بالطريق من تدهور في بعض الرقاع، قبل ان يتسع الفتق على الراتق، فيحدث ما لا تحمد عقباه من رجوع أهالي المنطقة إلى مربع المعاناة بعد أن فارقوه لسنوات خلت. وفي البدء اتصلت بصاحب الجلد والرأس في الشارع الشيخ رجب محمد رجب، فسألته عن أيلولة الشارع بعد افتتاحه، وعلى من تقع مسؤولية صيانته ورعايته، فقال إن الشارع قد آل إلى حكومة ولاية الجزيرة التي يفترض أن تتولى أمر صيانته بصورة دورية حفاظا عليه، وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه لمواطنيها بمنطقة ذات كثافة سكانية عالية تمتد من الحصاحيصا وتصل إلى تخوم ولاية النيل الأبيض غربا. وزاد أن الشارع قد أحدث نقلة نوعية في تطوير الخدمات وتسهيل التواصل من وإلى المنطقة. وأضاف أن على حكومة الولاية أن تتعهده بالصيانة الدورية حتى لا تفقده قبل أن يستفحل أمر البؤر التي تحتاج إلى صيانة الآن، لا سيما في المنطقة التي تقع غربي القيزان وتمتد حتى شرقي قرية أم سيالة، لجهة وقوعها في منطقة تجمع مياه على مدار العام، والتي لولا أن الشارع مصمم بأسفلت ساخن لما صمد حتى هذه اللحظة، ولا نقطع منذ أمد بعيد. ولفت إلى أن حكومة الولاية قد وعددتهم مرارا وتكرارا بصيانة الشارع، غير أنها إلى يوم الناس هذا لم تفِ بوعدها. وقال إن عليها والقائمين على أمرها ألا ينتظروا شيخ سلطان لإجراء الصيانة، وأنه من العيب بمكان أن ننتظر في السودان أن يتبرع لنا بمشروع، ومن ثم نرنو لصيانته ومتابعته. وطالب حكومة الولاية بالإسراع في صيانة الشارع حفاظا على جودته وتقديم الخدمة لمواطنيها، وحتى لا تعكس صورة سالبة للشيخ سلطان عن السودان، فيتعجب من صنيع أهل السودان..!! ومن جانبه قال الفاتح أحمد الشيخ أحد المهمومين بقضايا طابت العامة، إنه لا يعلم على من تقع مسؤولية صيانة الشارع على وجه التحديد، غير أنه يعلم أنه يحتاج لصيانة عاجلة، لا سيما بالمنطقة التي تقع غرب القيزان وتمتد حتى شرق قرية أم سيالة، خاصة أنها تقع في منطقة تجمع مياه تظل راكدة ومرابطة بها على مدار العام. وأضاف أن أي تأخير للصيانة يعني مزيدا من تدهور الشارع، وعلى حكومة الولاية إسراع عجلة صيانتها وتوجيهها لشارع الحصاحيصا طابت الفريجاب، حتى يظل محافظا على ألقه الذي بدأ يفقده جراء افتقاره للصيانة. وختم بأنه إذا لم يُصن الشارع على وجه السرعة، فإن المواطنين دون أدنى شك سيفقدون متعة التمتع بخدمته قريباً. وغير بعيد عن إفادة سابقيه، أعرب عبد الإله عمر العبيد «سائق أتوس» عن أسفه لما آل حال الشارع من تدهور في بعض الأجزاء جراء غياب يد الصيانة التي لم تمتد إليه منذ تأسيسه. وأضاف قائلاً إنه من الأفضل لحكومة والولاية توفير الجهد وبذل المال على نفسها مستقبلا عبر صيانة الشارع الآن، قبل فقدانه. وعندها ستدفع الثمن غاليا مرتين، الأولى بصرف أموال أكثر، والأخرى عدم توفيرها سبل الراحة لمواطنيها. وتساءل هل يرضيها ذلك؟ وختم بإنه لمن العيب على حكومة الولاية أن تعجز عن صيانة شارع لم تصرف عليه من خزينتها جنيهاً واحداً.