ان العصور المختلفة تشهد قراءات لتاريخ الجماعات الانسانية قبيلة او شعوبا او امة ففي كل مراحل تتم قراءة تاريخ جديد تسلط فيه الاضواء على جوانب معينة وعناصر محدودة من التاريخ يمكن ان تساعد المجتمع على التعامل مع حاضرها بشكل اكثر نجاحا فان التاريخ انما عملية فكرية في خدمة الحاضر.. اذاً فإن الجماعات الانسانية لا يمكن ان تستمر في الاحتفاظ بأي ممارسة ثقافية او اجتماعية ما لم تكن لها فوائد تعود على المجتمع بفوائد عديدة ، ان سردنا للتاريخ دافع ثقافي اجتماعي اكاديمي وليس عكس ذلك. مع ان تاريخ السودان لم يتعمق في بعض القبائل اذ انها تشكل النواة الحقيقية المتماسكة المتجانسة لهذا المجتمع السوداني مشكلا بما يعرف بتاريخ الحضارة السودانية المعاصرة.. نعود لموضوعنا الاساسي مملكة الكيرا الدارفورية فإن دارفور سابقا كانت لها العديد من الممالك قد لعبت دورا كبيرا بينها وبين القبائل العربية في دارفور اذ تصاهرت هذه الممالك مع القبائل العربية وخلقت نظاما اجتماعيا راسخا عن طريق المصاهرة نتيجة هذه المصاهرة نتج ترابط اجتماعي راشد ، وهذا يؤكد ان القيادات بين الطرفين كانت لها افرازات فكرية معتدلة وكانت لهم اسهامات جليلة في هذه المناطق عبر مجالس الشورى والشورى ملتقى فكري تبني به المؤسسات الاجتماعية والثقافية الراشدة ذات الاحترام المتبادل بينهما فإن الدين الاسلامي كان له اثر روحي في تهذيب هؤلاء روحيا. في حلقة من الحلقات لقد تحدثت عن «مملكة الكيرا الفور» ان قبيلة الفور تنقسم الى قسمين رئيسيين هما الكنجارو والكيرا ، وان اول من اسس مملكة الكيرا هو أحمد بن ابي سفيان الملقب بأحمد «الماغور» من قبيلة بني هلال في تونس نزح الى دارفور الى جبل مرة بالتحديد، فإن قبيلة الفور دائما ما يسكنون في سفوح الجبال مثل النوبة في الغرب. وتزوج من بنت سلطان الفور وتسمى «خيرا» الملقبة «بكيرا» كان ذلك «سنة 1640م الى 1680م، فقد انجب سليمان «سولونق» اي العربي برطانة اهلنا الفور وقد ورث سليمان سولونق السلطة من والده وفي عهده توسعت هذه المملكة. وقد اقام دولة قوية دينها الاسلام واخذ ينشره في ربوع دارفور حتى توفى وحكم بعده احفاده حتى سنة 1916م. اما قبيلة التنجر اختلفت الروايات التاريخية في اصل التنجر الذين كانوا يحكمون دارفور قبل سلطنة الفور، فهناك رواية تقول بأنهم عرب وان جدهم هو «رفاعة شاه ودرشيد» وهو احد ملوكهم له قصر منيف ما زالت آثاره باقية في صحراء شمال دارفور وقيل ان لهم نسباً يوصلهم الى ابوزيد الهلالي.. وتوجد رواية اخرى تقول ان التنجر خليط من النوبيين مع العرب وانهم هاجروا من بلاد النوبة الى دارفور في القرن الرابع عشر والخامس عشر للميلاد واستطاعوا ان ينشئوا دولة كبرى. اما عن قبيلة المساليت فهناك بعض الباحثين قالوا ان قبيلة المساليت هم خليط من الزنوج والبرابرة والعرب يتكلمون لهجة خاصة بهم وهي قبيلة ذات تاريخ عريق غفل عنه وهي من اهم القبائل التي جاهدت في الغرب ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1870م. مع خالص تحياتي واحترامي وتقديري لكل القبائل التي ذكرتها في جميع انحاء السودان.