توصلت ندوة «تنظيم القاعدة بعد استشهاد القائد واستمرار الظاهرة» الى ان وفاة بن لادن لا تعنى بأي حال نهاية تنظيم القاعدة وحذرت من تحول القاعدة الى تنظيمات عنقودية صغيرة ذات توجهات سلفية تستلهم فكر بن لادن وهو ما أطلقت عليه الندوة «البنلادنزيم» وان جميع محاولات القضاء على التنظيم كانت تستهدف فيزياء القاعدة وليس الكيمياء وهو خطأ فادح وقعت فيه دوائر الاستخبارات الغربية. وفي مستهل الندوة تحدث د.عبد الله الشيخ عن ان القاعدة ليست ظاهرة يمكن أن تختفي مثلها والظواهر الاجتماعية الأخرى، ودعا الشيخ الى التعرض والتعرف الى عوامل بروز الحركات الجهادية واوضح ان ظهور الاسلام كان صدمة للعالم ورفض كدين جديد ومن هنا بدأت المعركة وان نهاية الخلافة الاسلامية ومن قبلها دخول الاسلام الى قلب أوروبا كانت كلها علامات تصادم بين العالم الاسلامي والغربي. وتحدث الشيخ عن دواعي قيام القاعدة وقال: انه عند غزو الروس لافغانستان طلب الغرب في العالم الاسلامي المشاركة بقوات لكن ذات غالبية الدول الاسلامية والعربية رفضت ارسال قوات نظامية لكنها اكتفت بدعم وارسال عناصر قتالية وذلك خوفاً من دولة روسيا. وكشف الشيخ عن حقيقة ان هناك وعداً من امريكا لبن لادن بالنظر الى قضية فلسطين بصورة عادلة بعد خروج السوفيت من افغانستان وهو ما لم يحدث مما دعا بن لادن الى محاربة الغرب. وقال الشيخ ان رئيس الاستخبارات الالمانية في كتاب من تأليفه أكد استحالة تحطم برج التجارة العالمي ولا يمكن ذوبانه بوقود الطائرات فقط الا اذا وضعت متفجرات في اساسات المبنى، لكن الشيخ عاد وقال «ان بن لادن أكد مسؤوليته عن تفجير البرجين». وعن مستقبل القاعدة بعد وفاة زعيمها يقول الشيخ «ذهب بن لادن لكن ستبقى ظاهرة البنلادنزمية». ويوضح الشيخ الاختلاف بين القاعدة وبعض الحركات الاسلامية الجهادية مثل الثورة المهدية والسنوسية ويقول: هذه الحركات كانت اقليمية في اطار جغرافي معين لكن القاعدة هي حركة جهادية عالمية وان استمرارها ناتج من انتشارها الافقي والرأسي والتأثير النفسي من قدرتها على ضرب اهداف داخل امريكا. وعن الأحداث في المنطقة العربية وعلاقتها بالقاعدة يقول الشيخ «البعض زعم ان التغيير في المنطقة العربية لا يحتاج الى القاعدة بل يتم بالمظاهرات لكن ماذا عن اصرار بعض الحكام التمسك بالسلطة. بينما تحدث مكي المغربي في حديثه عن ضرورة التفريق بين فيزياء وكيمياء القاعدة: وقال ان فيزياء القاعدة هو اثر وردود فعلها ودرجة حرارتها بينما كيمياء القاعدة هو كيف تخلقت وتشكلت وما هو فكرها وما علاقة القاعدة بالسلفية الجهادية وبالفكر الاخواني. وأوضح مكي المغربي ان الولاياتالمتحدة تعاملت مع القاعدة وفق الفيزياء وليس الكيمياء وهو ما أدى الى جميع محاولاتها في تحطيم القاعدة الى الفشل الذريع. ودعا مكي المغربي الى ضرورة النظر للدور المصري في فكر القاعدة وقال: ان المراجعات الفكرية للاستاذ الزيات داخل السجون المصرية لقادة التنظيم الاسلامي ادت الى تراجع هؤلاء القادة عن استهداف الجيش المصري والرموز الفكرية وانما وجهت تلك العمليات ضد القوات الاجنبية خارج مصر، ويبدي مكي المغربي ملاحظة وهي توقف العمليات العسكرية ضد الاهداف المصرية ما عدا حادثة شرم الشيخ. وعن أثر مقتل بن لادن يقول مكي المغربي: عقب تشكيل المنظمة العالمية لمحاربة الصهيونية والتي شكلها ابن ايمن الظواهري كان ذلك ايذانا باستلام الظواهري لقيادة تنظيم القاعدة. وأكد مكي المغربي انه بعد تورا بورا وتجول بن لادن في المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستان فقد بن لادن الاتصال مع باقي تنظيم القاعدة في العالم وان القاعدة الموجودة في افغانستان لم تقم بأي دور عملياتي في ارجاء العالم واقتصر دورها على مجرد التنظير الفكري وضبط البوصلة. وتطرق مكي المغربي الى المعالجات الامريكية لموضوع القاعدة وقال: منذ عام 2003م اخرج ملف القاعدة من السياق العسكري والاستخباراتي وقدم الى وزارة الخارجية عبر 16 لجنة مختصة والتي قدمت خطة العالم الاسلامي للتعامل مع القاعدة عبر دعم الجماعات الاسلامية المعتدلة. وعن علاقة القاعدة بالحركات السلفية يرى مكي المغربي ان الحركات الجهادية السلفية تعتقد ان الجهاد شعيرة مثل الزكاة والصلاة ولا تحتاج الى أمير وبمعزل عن السلطان بل يمكن للشخص ان يأمر نفسه على مجموعته. ويواصل مكي المغربي ويقول: «في الحركات السلفية الجهادية من السهل تكوين خلية مكونة من خمسة اشخاص بعد صلاة العصر مثلا ويتم فيها تحديد الاهداف وبالاستعانة بالانترنت يمكنهم صنع القنبلة». وتطرق مكي المغربي الى خطورة توسع فقه «نكاية العدو» من قبل السلفيين الجهاديين وذلك عبر القول انني اذا كنت لا استطيع اخراج الامريكان من العراق فاستطيع قتل مواطن امريكي أو الهجوم على سفارة نكاية في العدو». وعن ردود فعل مقتل بن لادن يقول مكي المغربي «بالتأكيد هناك رد فعل لمقتل بن لادن وفي الغالب ستكون الهجمات فردية وغير منظمة وفي معظمها ستكون وفاءً لقائد القاعدة». بينما يؤكد حسن الساعوري ان القاعدة لم تأت من فراغ اصلا لأنها تملك فكر اوتنظيما، والقاعدة لم تكن بن لادن بالطبع هو الزعيم والموجه والممول والمشارك في كل انشطة القاعدة وان استمرار القاعدة رهين بانفعال المسلمين بقضية فلسطين.