الحركة الشعبية كحزب سوف يكون حزباً أجنبياً في دولة أجنبية بعد التاسع من يوليو 2011م موعد فك الأرتباط بين الشمال والجنوب (الأنفصال) وتكوين الحركة الشعبية دولتها في جنوب السودان بعيداً عن الخرطوم والشمال، وبهذا التوصيف فإن الحركة الشعبية (قطاع الشمال) يكون فقد الشرعية الدستورية بأعتباره (كيانا يتبع لدولة أجنبية)، ويفقد قوته التي يستمدها من الحركة الأم في الجنوب لأنه بعد تاريخ التاسع من يوليو 2011م سوف يدخل في حالة ضمور لأن أغلب القواعد الشعبية والقيادات المؤثرة هي قيادات جنوبية، وسيفقد قاعدته الضخمة وكما قيل إن فك الارتباط بين جناحي الحركة الشعبية (الجنوبي والشمالي) المقرر في مايو كما رشح في الأخبار ووداع الرفاق لبعضهم البعض سوف يحتم علي (قطاع الشمال) ككيان سياسي أن يواجه مصيره وحده كحزب غير معترف به في دولة السودان الشمالي (ألا أذا غير أسمه وسجل نفسه كحزب جديد بأسم جديد يأتمر بقوانين شمال السودان وقانون الأحزاب السودانية )، وهنا عليه واجبات جديدة منها تغيير منفستو تأسيسه وتعديل هيكلته القيادية وأن يراعي أنه حزب يتبع لدولة الشمال وأنه لا يمكن أن يكون صورة بالكربون من حزب الحركة الشعبية الجنوبي (الحزب الأم ) لأن وقائع المكان ومعطيات الزمان تغيرت بانفصال الحركة الأم وتأسيسها لدولة لها سيادتها وعلمها ونشيدها القومي وعلاقاتها الخارجية المستقلة وبهذا التوصيف فإن الحركة الشعبية ما يسمي بقطاع الشمال قديماً لم يعد يحمل تفويض الاسم القديم ولا بريقه ووزنه السياسي. الآن الحركة الشعبية (قطاع الشمال) في جنوب كردفان تواجه قدرها ككيان جديد لا يمكن له بعد 9يوليو 2011م أن يحمل نفس الاسم القديم (الحركة الشعبية)، ولهذا فإن منسوبي الحركة الشعبية (قطاع الشمال) منذ الآن عليهم أن يدركوا أن ذهاب الجنوب نحو تأسيس دولته سحب من تحت الرفاق القدامى بساط الحزب القديم بكل تاريخه ونضاله ورموزه ، ويعني هذا أن أي كلام عن الحركة الشعبية في الشمال أو تواجدها بعد الأنفصال كحزب في الشمال هو تضليل يمارسه قادة الحركة الشعبية عليهم لأنه بالمنطق لن يكون للحركة الشعبية أي نفوذ سياسي في الشمال بعد الانفصال ولا يحق لها أن تتكلم باسم مواطنين في دولة أجنبية، ويعتبر قادة الحركة الشعبية (الجنوبيون) الآن بعد 9يوليو 2011م (بعد ثلاثة شهور فقط) أجانب لا يحق لهم التدخل في شؤون دولة أخري (الشمال) وبما أن جنوب كردفان هي ولاية تقع في دولة السودان الشمالي فإن نفوذ الحركة الشعبية الجنوبية لا ينداح شمالاً أبداً أما قطاع الشمال في الحركة الشعبية فهو سيصبح حزب صغير وعليه أن يبحث له عن أسم جديد ومنفستو جديد (لأن حزب الحركة الشعبية الجنوبي سوف يكون له تواصل خارجي كحزب يحكم دولة وسوف يكون أسمه محصوراً داخل دولته للخصوصية وعدم تداخل التفويض)؛ لأنه بنص الدستور والقانون السوداني لا يمكن أن يكون حزب سوداني هو فرع لحزب أجنبي يكون وكيلاً له أو فرعاً يأتمر بأوامره . هذه الصورة الجديدة للحركة الشعبية (قطاع الشمال ) سوف تربك حسابات المواطنين المنتسبين للحركة الشعبية من سكان شمال السودان لأن الحزب لم يعد هو الحزب القديم والرموز لم يعودوا رموزاً وطنيين (خصوصاً الرموز والقادة الجنوبيين)وسيختلف منفستو التأسيس لأنه لا يمكن أن يكون صورة بالكربون من (سيد الأسم) الذي كُون دولته وترك منتسبيه الشماليين في العراء يواجهون مصيرهم _ وبهذا فإن الحركة الشعبية يجب عليها أن لا تخدع مواطني جنوب كردفان لأنها أصبحت حزبا أجنبيا في دولة أجنبية وعليها أن تبتعد عن مواطني شمال السودان لأنها أختارت أن تكون كيانا خاصا بها ودولة مستقلة . أما قطاع الشمال فعليه ممارسة الصدق مع منتسبيه وأن لا يرفع شعارات الحركة الشعبية وأن لا يستلهم رموزها التاريخيين لأن (الكيمان أنفرزت) وعرف كل زول مكان خلاصو وكما قال بعض قادة الجنوب (النفير فرا ) وعلي قطاع الشمال أن يواجه منتسبيه بأنه كيان منفصل عن الحركة الشعبية الأم (الحزب الذي أصبح أجنبياً) ولا يمكن بعد الآن ولا يحق له أن يضلل منسوبيه لأنه لا يمكن أن يكون بنفس وزن الحركة الشعبية التي غادرت المسرح السياسي السوداني ، أما أبناء جنوب كردفان في صفوف الجيش الشعبي (الجنود) فهم موعودون بخيارين لا ثالث لهما لأنهم سينظر اليهم بعد ثلاثة شهور من الآن أي بعد 9يوليو 2011م كأجانب في دولة الجنوب الوليدة (دولة جنوب السودان) وسيكون أمامهم خياران كما أسلفت (أما قبول جنسية الدولة الجنوبيةالجديدة وبذلك يكونون من ضمن جيش دولة جنوب السودان وبهذه الصفة لو قبلوها ، سيكونون قوات أجنبية تتبع لدولة أجنبية وستسقط عنهم جنسية الشمال ، والخيار الثاني هو قبول التسريح والتوجه شمالاً نحو الديار التي ولدوا فيها وبذلك سيفقدون ميزة الجندية (الجنود) ألا أذا أستوعبوا في جيش الشمال لأنه بعد ذلك التاريخ لا يمكن أن تكون هنالك (قوات في النص) أما قوات جنوبية أو قوات شمالية وبذلك تسري عليهم قوانين البلد الذي أنضموا اليه وقوانين القوات المسلحة فلا يمكن أن تكون مليشيات خاصة بعد ذلك التاريخ ،أما وعود الحركة الشعبية الأم لقطاع الشمال ومنتسبيها الشماليين القدامي بأنها سوف تكون معهم ولن تتخلي عنهم فهو ذرللرماد في العيون وخداع ومحاولة للتكسب السياسي في الساعة الخامسة والعشرين وكرت ضغط حتي تخرج بأكبر مكاسب عندما تعلن دولتها وتخرج بأكبر مكاسب للجنوبيين في القضايا العالقة بين الشريكين ،أما الوعد لمنتسبي الشمال فهو نوع من المجاملة ليس الا وتطمين خاطر وتفاد للحرج واللوم فقط من قبل الرفاق القدامي في الشمال (حتي لا يلومونها أنها تخلت عنهم وهي بالفعل تخلت عنهم عندما أختارت مصيرها بالأنفصال وتكوين دولتها الخاصة ). إن الحركة الشعبية الأم تعرف أنها كحزب سياسي سوف تفقد الشرعية في الشمال بعد التاسع من يوليو 2011م لأنها ستصبح دولة منفصلة وحزبا أجنبيا، وعليها أذاً مراعاة القوانين الدولية التي تنظم علاقات الدول وهي بعد 9يوليو 2011م لن يكون لها في دولة السودان الشمالي أي نفوذ وهي تعرف هذا جيداً ،وأي تدخل بعد ذلك التاريخ يندرج في خانة المحظورات لأنه سوف ينظر اليه كتدخل أجنبي في شؤون الغير ولن يكون مقبولاً لأن الدول تحكمها مواثيق وأعراف دبلوماسية وسيادة وطنية . أستغربت جداً وأنا أستمع لحديث السيدة ربيكا قرنق القيادية في الحركة الجنوبية وكذلك حديث السيد جيمس واني أيقا في أستاد كادوقلي يوم تدشين الفريق عبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية لحملته الأنتخابية وأستغرابي جاء من حديث الوصاية الواضحة وكأن جنوب كردفان ولاية جنوبية في دولة جنوب السودان الجديدة. أسلوب التحريض والتعبئة السالبة ضد الشمال في أحاديث قادة الحركة الجنوبيين في الاحتفال أسلوب مرفوض وغير حكيم وغير موفق لأن الحركة الشعبية الجنوبية أصبحت حزبا أجنبيا وعليها أن تترك جنوب كردفان لأهلها ليقرروا بأنفسهم دون وصاية من أحد،كما أن جنوب كردفان تتكون من عرقيات مختلفة (نوبة .حوازمة . مسيرية. داجو. وقبائل اخري )ولهذا ليس من اللائق أن تخاطب الحركة الشعبية أثنية واحدة وتركز عليها وتختزل بقية المجموعات السكانية الأخري المكونة لولاية جنوب كردفان ، كما أن التعبئة العنصرية تؤجج النعرات القبلية والعنصرية والتي تؤدي الي أنهيار النسيج الاجتماعي للمنطقة وفي ذلك ضرر للمواطن البسيط ، وأذا كانت الحركة الشعبية حريصة علي حقوق النوبة كما تدعي وأنها المنصف لهم فكم من أبناء النوبة المنضوين تحت لوائها أعطته منصباً سياسياً رفيعاً في نصيبها من السلطة عندما وقعت أتفاقية نيفاشا واتت الي الخرطوم ؟؟هل عينت من أبناء النوبة سفراء؟هل عينت من أبناء النوبة وزراء؟ هل عينت في الجنوب الذي تحكمه وحدها منذ 2005م الي تاريخه أي وزير نوباوي أو معتمد ؟؟؟وهل عينت في نصيبها في السلطة في الشمال بنسبة محددة مثلا 52% لأبناء النوبة هل حددت لهم نسبة لو أستثنينا بعض التعيينات الديكورية لتجميل الصورة فقط لأبناء النوبة يعني الذين تم تعيينهم من قبل الحركة الشعبية من ابناء النوبة كوزراء هم وزيران (تيه وتابيتا بطرس) هو مثل تمومة الجرتق فقط . ونتساءل كم وزيرا نوباويا تابع للحركة الشعبية في حكومات الشمال والجنوب معا ؟ وكم سفيرا من أبناء النوبة عينته الحركة الشعبية في نصيبها من محاصصة نيفاشا ؟؟ هل عينت الحركة الشعبية واحداً من أبناء النوبة المنضوين تحت لوائها سفيراً ؟إذاً بمقاربة بسيطة لا وجود نسبي لأبناء النوبة في الحركة الشعبية في المناصب الدستورية باستثتاء (تيه -تابيتا- دانيال كودي - خميس جلاب -الحلو) علماً بأن أبناء النوبة فيهم كفاءات علمية رفيعة ومثقفون وخريجيون جامعيون، كم شابا من أبناء النوبة تم تعيينه كموظف في محاصصة الشراكة من نصيب الحركة الشعبية في الخدمة المدنية ؟؟؟إن الحركة الشعبية تخدع النوبة عندما تقول إنها هي التي سوف تنصفهم ؛ لأنها أستأثرت بالمناصب الرفيعة للجنوبيين فقط وأعطت النوبة الفتات رغم وقوف النوبة الصلب مع الحركة الشعبية وتضحيات أبنائهم في فترة الحرب ،إذا كان هذا الحال قبل الانفصال والبلد موحد فماذا يخبئ القدر لأبناء النوبة في الحركة الشعبية بعد الأنفصال ؟؟؟ بعد النفير يفر ؟؟الواضح أن الحركة الشعبية تريد أن تستثمر أبناء النوبة في حروبها وتستعملهم كأداة لتحقيق أغراضها فقط ثم لا تعطيهم أبسط حقوقهم ،الآن الجنوب يتململ ويفور بثورات جنوبية - جنوبية وكثير من قبائل الجنوب تمردت ضد الحركة الشعبية وتمرد قادة من الجيش الشعبي ضد حكومة الجنوب كمثال ( جورج أطور- بيتر قديت - السلطان عبد الباقي أكول - قلواك قاي- مايكل فل داك - اللواء أسماعيل كوني - واللواء كارل كول وأخرون)أن الحركة الشعبية تحتفظ بالود مع النوبة لأمر ما ولغرض محدد هو أستخدام أبناء النوبة في الجيش الشعبي لأخماد هذه الثورات التي قامت ضدها في الجنوب من المنشقين عنها وعن الجيش الشعبي لأن الحركة تأمن جانب النوبة بأنهم لن يتمردوا ضدها ولهذا السبب هي تدخرهم للمحاربة نيابة عنها لإخماد هذه الثورات وبعد استتباب الأمن لها سوف تسرح قوات أبناء النوبة من الجيش الشعبي، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أعتقلت الحركة الشعبية وسجنت اللواء تلفون كوكو أبو جلحة ابن النوبة من عام 1993م الي عام 1997م داخل سجون الحركة الشعبية ثم أعيد أعتقاله وسجنه منذ يوم 21/4/2010م وحتي الآن ؟ فقط لأنه أبدي رأيه حول ظلم النوبة داخل الحركة الشعبية وداخل صفوف الجيش الشعبي، وطالب بفتح تحقيقات في مظالم لحقت بأبناء النوبة داخل الجيش الشعبي منها عدم مساواة فرص الترقيات العسكرية لأبناء النوبة مع الجنوبيين ، وقضية لبجو في كاجو كاجي في عام 1994م عندما تم تصفية عدد من أبناء النوبة (ضباط وضباط صف بواسطة استخبارات الحركة الشعبية ،وطالب تلفون كوكو الجرئ بمساواة الفرص السياسية لأبناء النوبة مع الجنوبيين أو أعطائهم نصيباً معلوما من المناصب السياسية. إن الحركة الشعبية أستخدمت أبناء النوبة في حروبها ضد الشمال في فترة الحرب وأستفادت منهم عسكرياً ولكنها لم تعط هذه التضحية الكبيرة للنوبة معها أية أهمية بل تنكرت لها وما زالت الحركة الشعبية تمارس الخداع والتضليل لأبناء النوبة . علي أبناء النوبة اليوم قبل الغد أن ينتبهوا لأستغلال الحركة الشعبية الجنوبية لهم وهذه دعوة لقيادات النوبة (شباب- قيادات أهلية - مثقفين) أن يخلصوا أهلهم من التبعية للجنوب والاستغلال البشع الذي أظهرته الحركة الشعبية لأبناء النوبة في فترة الحرب والسلام. أن الحركة الشعبية تخدع النوبة وتمارس عليهم أساليب أشبه بلعبة الشطرنج (في لعبة الشطرنج تضحي بالجنود لحماية الملك وحراسته ،وأبناء النوبة داخل الحركة الشعبية يعاملون كجنود فقط ، ولذلك فإن الحركة الشعبية تعبئهم عنصرياً ضد الشمال لكسب ودهم . نتمني أن ينتبه أبناء النوبة ويرفعوا رؤوسهم عالياً لمصلحة منطقتهم وأهلهم أولاً ولمستقبل جنوب كردفان وجبال النوبة التي مصلحتها تكمن في الاتجاه شمالاً. إن من العقل أن ينتبه أبناء جنوب كردفان وأبناء النوبة خصوصاً المنضوين تحت لواء الحركة الشعبية الي خطر جر المنطقة الي الحرب وفقد السلام وأن يعملوا الي مصلحة جنوب كردفان ومصلحة أهلهم وعليهم أن يجنبوا منطقتهم وأهلهم الحرب وذلك بالرجوع الي الوعي والنظر الي قيمة التعايش السلمي الذي كان موجوداً منذ غابر التاريخ بين مكونات إثنيات جنوب كردفان والأنتباه الي الاعيب الحركة الشعبية التي تريد أن تستثمر جو الانتخابات وتسمم العلاقات التاريخية لسكان جنوب كردفان وفي ذلك ضرر بليغ بالمنطقة وسكانها وسوف يدمر المنطقة ويرجعها مائة سنة الي الوراء وسوف يجعل المنطقة بؤرة نزاع لن يستفيد منه أهل جنوب كردفان شيئاً . ان الحركة الشعبية تريد وهي تودع السودان أن تجعل جنوب كردفان مسمار جحا ، وهي تريد تصفية حسابات لها مع غريمها المؤتمر الوطني والشمال كله في جنوب كردفان ولهذا علي العقلاء من أبناء جنوب كردفان وعلي العقلاء من أبناء النوبة ومنتسبي الحركة الشعبية من أبناء جنوب كردفان أن يستوعبوا خطورة ما ترمي اليه الحركة الشعبية بتأجيج الوضع علي الأرض في جنوب كردفان ، ومآلات ذلك علي النسيج الاجتماعي وأفرازاته المستقبلية علي المنطقة ، والسؤال هل تريد الحركة الشعبية أن تفصل جنوب كردفان مستقبلاً ولذلك هي تسعي الي تفخيخ الأرض من الآن وتزرع بذرة الشقاق بين مكونات القبائل في جنوب كردفان أم ماذا تريد الحركة الشعبية من جنوب كردفان بعد أنفصال الجنوب ؟