بدأ رئيس وفد الحكومة في المباحثات المشتركة مع وفد مجلس الأمن الذي يزور السودان هذه الأيام تملؤه الحماسة وهو يطلق التصريحات الصحفية عقب الجلسه المغلقة التي التأمت أمس في النادي الدبلوماسي و استمرت قرابة الساعتين ، وكان ظهور امين حسن عمر ممثلاً للجانب الحكومة مفاجئاً للكثيرين، لكن مصادر حكومية ذكرت ل «الصحافة» بأن أمين يشارك أساساً في عضوية وفد الحكومة في مباحثات مجلس الامن ، حيث وصل عشية الجلسة من الدوحة ، وقد أدّى تخلف كرتي بسبب وعكة طارئة، الى قيادته للوفد. وتصدى للمهمة الجديدة التي ربما الِفها. ونقل ما جرى في الداخل حيث لم يدلِ أعضاء الوفد الخمسة عشر بأي تصريحات واكتفوا بتوزيع النظرات من طرف خفي لجمهرة الصحفيين الذين ضاقت بهم جنبات القاعة المخصصة لهم . وغير أبه بمن هم في القاعة المجاورة - اعضاء الوفد - قطع رئيس الوفد الحكومي في المباحثات المشتركة وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء امين حسن عمر باستمرار بقاء القوات المسلحة السودانية في أبيي لحين التوصل الي حل سياسي وأمني يرضي جميع الاطراف ، ولأن من خرق الاتفاق الطرف الاخر - الحركة الشعبية - تمسكت الحكومة بموقفها الذي أكدت فيه للوفد أن بقاءها في أبيي ليس لأنها تريد فرض حل أحادي علي المنطقة بل ان الحل يجب ان يكون برضي الجميع ما قام به الجيش الشعبي فعل غير شرعي بنص اتفاقية السلام التي نصت علي وجود القوات المسلحة شمال النهر والجيش الشعبي جنوبه بيد أن تلك القوة تحاول العمل خارج التفاهمات ولذا وجب طرد القوة خارج أبيي ، وأوضح أن الجيش السوداني لم يكن غرضه فرض امر واقع وانما تطهير المنطقة من قوات تفرض الحل من طرف واحد، اذا القوات المشتركة هي من يخول لها البقاء في المنطقة ولحين التوصل الي تفاهمات جديدة سيستمر بقاء الجيش السوداني ، ولطالما كان امر التحكم في أبيي مبتغي الشريكين الا أن الامور الان آلت الي من يملك السلاح ويضرب بقوة فقد ذكرت الأممالمتحدة في وقت سابق أن الجيش السوداني نشر 15 دبابة في مدينة أبيي وحدها . وفيما انهالت الاسئلة على الرجل بكل الألسن حول الحدث الأبرز « أبيي» الاّ أن حماسته لم تفتر وطفق يؤكد التزام الحكومة بالمرجعيات الشرعية التي وفقت الاوضاع في المنطقة لحين اجراء استفتاء يخير ابناءها الي أين يبغون الانتماء شمالا او جنوباً ، وهي برتكول أبيي واتفاق كادوقلي . ويبدو أنه تحقق للحكومة مارامت من عدم رغبتها تنظيم زيارة لوفد المجلس الي منطقة أبيي وجنوب كردفان ، فالأوضاع الامنية الان تحول دون تحقيق رغبة الوفد الذي كانت زيارة المنطقة ضمن اجندته في وقت مضى.حيث اكتفي اعضاء مجلس الامن بلقاء ابناء المسيرية في الخرطوم فيما سيلتقون بدينكا نقوك في مدينة « واو» لكن وفد الامن كان الاحرص علي استقاء المعلومات من ارض الواقع حيث استبق لقاؤه بوفد الحكومة بزيارة الي معسكرات مانديلا بمنطقة مايو جنوبالخرطوم . وكأن الحكومة ترد علي بيان الاممالمتحدة حول ادانة الحادث، فقد ارسل أمين رسالة واضحة الي قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة « اليونميس « بأن تحزم امتعتها لمغادرة البلاد لأن الوقت أزف والتاسع من يوليو موعد مقدس وواجب احترامه حسب وصفه ، فيما اعتبر ان بيان الادانة الصادر من ذات المنظمة يحتوى علي عبارات دبلوماسية تعطي فرصا ومخارج للتأويل . ويبدو أن الحكومة حريصة علي علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالامريكية وماتم من خطوات نحو تطبيع العلاقات بين الجانبين ، حيث نفي رئيس الوفد الحكومي علمه بطلب الادارة الامريكية تقديم توضيحات حول الحادث وقال «سنظل نؤكد للمجتمع الدولي ان كل التفاهمات الجديدة ستتم بناءً علي المرجعيات الاصلية « ، وكانت الولاياتالمتحدة ادانت الهجوم الذي شنه الجيش السوداني على منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها مع جنوب السودان، وسيطرته على المدينة. ودعا بيان صادر من البيت الأبيض القوات المسلحة السودانية الى وقف كل العمليات في أبيي فورا والانسحاب من المنطقة.ويأتي الموقف الأميركي بعد سيطرة قوات الحكومة السودانية أمس السبت على مدينة أبيي الرئيسية في المنطقة الحدودية المتنازع عليها بعد معارك ضارية مع الجيش الشعبي لتحرير السودان ، واعتبرت الادارة الامريكية ان الرد الحكومي على اعتداءات الجيش الشعبي علي منسوبيها غير مسؤول ويعد خرقاً لاتفاقية السلام الشامل . وتشارك الطرفان الهم والانشغال في أن المتبقي من الوقت لا يكفي الشريكين للتوصل الي حل للقضايا العالقة بين الشريكين وان الجميع يتحركون ببطء ، غير أن الحكومة رأت ان تؤكد للوفد حرصها على اكمال تنفيذ اتفاقية السلام دون أن تفوت فرصة تأكيد أن تلك الروح لا تشاركها فيها الحركة الشعبية التي خرجت عن الاتفاق التعاوني منذ محادثات أديس ابابا الماضية ، التي لم تقدم اي تنازلات أو تسهيلات من جانبها ولاتريد ان تخطو خطوة واحدة الي الامام « وقال ان هذه صفقة خاسرة ، واعتبر ان ادارية أبيي جزء من المشكلة وليس جزء من الحل، كما أتهم رئيس حكومة الجنوب النائب الاول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت عدم منعه لأفراد الجيش الشعبي خرق القانون . اعضاء وفد مجلس الأمن لم يتقدموا بأي مقترحات فيما يختص بأزمة أبيي، باعتبار أنهم الان في مرحلة التقييم والاستماع الي الاستيضاحات، وبعد أن التقوا أمس بأحد طرفي النزاع، يتوجهون اليوم الى جوبا للالتقاء بالطرف الآخر ، حكومة الجنوب، للجلوس معها والاستماع الى رؤيتها وتفسيرها لما حدث، ومن ثم ينقل اعضاء الوفد الصورة الكاملة لمجلس الامن ليطرح اقتراحاته لحل القضية، قبل حلول التاسع من يوليو.