٭ تكرمي بنشر هذه الكلمة بعمودك المعهود (صدى) كالعادة ولك موصول شكري والقراء. قرأت ب/صدى يوم السبت 41/5/1102 ص 61 كلمة بعنوان (فحل ام صريصر) بالصحافة بقلم د/ احمد شريف طبيب الخرطوم. وقبلها قرأت له كلمة بعنوان ( بل هم ألمان) بالصحافة أيضاً بعمود (بالمنطق) ص 61، وهذا امر يحمد له أعني الجمع بين العلم المجرد والادب كالدكتور مصطفى محمود في مصر، وبعد: لكل لغة لهجات تختلف أحياناً في نطق الكلمات أو معناها كاللغة العربية بالامس واليوم. حتى في القطر الواحد. مثال كلمة (الجُدُضل) بضم الجيم والدال في الشمالية تعني الجزء الباقي من قصب الذرة بعد الحصاد او الشجرة المقطوعة. وفي الصعيد (الجزيرة) يعني جري المرأة، وفي ليبيا، قالت طالبات بالثانوي لاستاذهم السوداني: لا تدرسنا اليوم يا استاذ قال: لماذا؟ قلن لأننا منتكين. دهش الاستاذ فلما سأل زملاءه قالوا المعني مرهقين. ومساق الحديث كانت لي كلمة عام 7002م بعمود صدى هذا اوردت فيها أبيات الحاردلو المشهورة في وصف الخريف وهى ( الخبر الاكيد قالوا البطانة اترشت) (سارية توج حتى الصباح ما اتفشت) (هاج فحل ام صرير والبشائر بشت) (وبتم ام ساق على حدب الحفير اتعشت) الكلمات: (توج) تنهمر (ام ساق) الناقة مكان الشاهد. قلت فحل ام صرير هى ذكور الجنادب تقص الهواء بجناحيها اذا سجى الليل وبرد الهواء قصد دعوة إناثها للتلاقح كما تفعل الضفادع.. وقال د/ احمد بمساهمته بكلمته بالامس (السبت 41/5): (أم صريصري ذكر البروف انه نوع من الجنادب.. والحقيقة ان ام صريصري التي عناها الشاعر ما هى إلا طيرة تسمى ام قيردون وتشبه في لونها لون القطا، ولكنها اصغر حجماً وهى موجودة بكثرة في البطانة، ولها عرف على رأسها كأنه قرن لذلك سميت ام قرين أو ام قيردون، وهذا هو فحل ام صريصري). أ.ه مكان الشاهد من مراجعة قوله لقولي. وفيه نظر اذكره للتحقيق والتوثيق لا غير: يبدو أن د/ احمد من أبناء البطانة، وإن لم يقل ذلك صراحة لذلك قلت بالعنوان (أم.. عندنا غيرها عندكم) لأن الحاردلو شاعر البطانة قال في استعطافه الخليفة ليطلق سراح عمارة ( شرك ام قيردون ما ب/يقبض الفيل) (ارجو من الاستاذة امال ان تتكرم بكتابة الابيات كاملة والمناسبة للتذكير وعموم الفائدة لأنني لا احفظ منها غير ما ذكرت بالمعنى لا بالنص). هذه واحدة إلا ان تكون كلمة ام قيردون في لهجة البطانة او موطن د/ احمد من البطانة تعني الاثنين كالعين في اللغة العربية تعني الباصرة، والجاسوس، والماء، والذهب والفضة وهو ما يعرف بالمشترك المعنوي، فهذا أمر آخر. والاخرى استخدام كلمة ( ام صريصر) مكان (ام صرير) بكسر وزن البيت. والثالثة: الطيرة التي وصفها بلون القطا إلا أنها اصغر حجماً ولها عرف كالهرم من الريش، لذلك سميت ام قرين أو ام قيردون. وذكرها (فحلها) هو الذي يهيج ويطير عمودياً ويقف في الهواء ليصدر أصواتا ذات صرير، ثم ينفض ليتمرغ في حفرة ناعمة التراب كالدقيق كأنه يستحم به. هذا الوصف لا يشبه ام قيردون ذات اللون الرمادي المهاجرة الى دنقلا شتاء والراجعة صيفاً، يقال إنها تعبر البحر الاحمر على ظهر إسراب الرهو، عند القدوم يعلو ريشها لون اصفر فإذا اخصبت ذهبت الصفرة، ولمع لونها الرمادي بعد قتامة، وهى قليلة اللحم سهلة الاصطياد تأكل الدود لا الحب، من أشهر اقوالنا لها (ام قيردون الحاجة) (الكل صباحا داجة) (القينقرد) (يا بت سعد) (بحرك شرد) (دودك ورد) لا يشبه ام قيردون، ولكن يشبه طيرة بلون القطا كما قال او التراب كما اقول، حتى لا تكاد ترى، لا صوت لها، تسمى عندنا بدنقلا (الكليد) الواحدة ( كليدة) بضم الكاف وكسر اللام وياء مد وفتح الدال. ومنها اتى القول المشهور ( اتيك باكر صباح كليدة) المعنى مبكراً. وهذا ابدر من قولهم: شراب شاى. ولست ادري لماذا خصوا الكليدة بالذكر؟ لعلها أنسب الطيور توقيتاً. فليست مبكرة كود ابرق (الكودي حمار جدي) بلغة الدناقلة، ولا متأخرة كالقمري، على كلٍ لابد من تعليل إذ لا يعقل ان يكون القول إعتباطاً. ختاماً شكراً للدكتور احمد الجامع بين الادب والعلم الذي اثرى الموضوع بما كتب عام 7002م، ونشر بعد 5 أعوام بعد ان عثر على الكلمة عرضاً بعد ان اعياه البحث عنها قصداً، ولعمود صدى المقروء. والله من وراء القصد بروفيسور/ عبد الله عووضه حمور ٭ تعليق: شكراً بروف عبد الله وانا سعيدة للاصداء التي يتركها ما يثار في هذه المساحة، والابيات التي اشرت لها قالها الحاردلو للخليفة عبد الله وهى: انصارك كتار تامين عبرت الكيل زي نبت الضحى وقتين ركوب الخيل كان ماجور الزمن وناسا بصرها قليل شرك ام قيردون كيفن بقبض الفيل هذا مع تحياتي وشكري